لعب السفير الامريكي السابق خليل زادة دورا طائفيا سلبيا في طريقة تعامله مع الاوضاع في العراق اثناء فترة تواجده في بغداد حيث لم يكن يتصرف كسفير للولايات المتحدة بقدر تصرفه كسفير طالبان في العراق فمن خلال تصريحاته التي كانت تثير الاحقاد الطائفية والتي سببت الاحتقان الطائفي بين ابناء الشعب قبل تفجير مرقد الامام العسكري عليه السلام .حيث اتسمت الفترة التي كان فيها سفيرا بكثرة اعمال العنف والارهاب والتهجير على اساس طائفي وكثرة اعدد الضحايا من المدنيين وذلك بنشاط الجماعات الارهابية البعثية والسلفية التي لمست وجود غطاء امني لها لممارسة اعمالها الارهابيية بحق الابرياء .زيادة الاحتقان الطائفي الذي يعتبر خليل زادة احد الاطراف المغذية له بتفاوضه مع جماعات ارهابية مسلحة من جهة وتقريب جهات بعثية الى سدة الحكم من جديد بفرضهم على حكومة الوحدة الوطنية والضغط على الائتلاف والتحالف الكردستاني لاجل حصول بعثيي قوائم الحوار والتوافق على مراكز في البرلمان والحكومة من جهة ثانية ومحاولته لاضعاف دور وزارة الداخلية التي لعبت دور هام في الحد من الارهاب في تلك الفترة واتخاذه موقف منها ومن وزيرها السيد بيان جبر الذي حقق مكاسب كبيرة في محاربة الارهاب مما اثار حفيظة بعثي البرلمان والسفير الامريكي البشتوني الاصل وعلت اصواتهم باطلاق تصريحات طائفية على الداخلية ووزيرها كافتعال حادث سجن الجادرية واشراك "مليشيات شيعية" في الشرطة ومهاجمة المناطق السنية فقط دون المناطق الاخر , وهكذا نجحوا في عدم استمرار السيد بيان جبر في منصب الوزارة لمرة ثانية .وسعيه في الحد من دور الداخلية في محاربة الارهاب واطلاق يد الارهابيين ليوغلوا اجراما بالابرياء بتدخله الواضح في الملف الامني الذي يعتبر الاساس في استفحال مجاميع الارهاب في المناطق الساخنة بعد تصريحات له بان المسؤوليين عن وزارتي لدفاع والداخلية طائفيين !!! وعدم منحهم الاموال التي خصصتها الحكومة الامريكية لهم . خليل زادة كان يمثل سياسات الانظمة العربية الاستبدادية المحيطة بالعراق والتي لا تريد نجاح التجربةالديمقراطية فيه خوفا على عروشها وانتقال رياح التغير لبلدانها , مما ساعد ايتام صدام للعودة الى الحياة السياسية من جديد ليعودوا بالعراق الى ما قبل 2003 لتحقيق رغبة حكام السعودية واعراب المنطقة باعادة الحكم للاقلية التي ملئت ارض العراق بالمقابر الجماعية وملئت سجونه بالابرياء وهجرت ملايين منهم وجعلت من ارضه صحاري قفراء.وبعد ان استبدل خليل زادة ببرايان كروكر في شهر اذار من هذه السنة والمعروف عنه انه متخصص في قضايا الارهاب نظرا لخدمته في مناطق من العالم تعتبر بؤر للارهاب كافغانستان والباكستان . رغم انه يبدو يختلف عن سابقه في الكثير من المواقف ولكنه ليس بالضرورة يضيف تحسينات للأداءات التي كان زلماي يعتمدها باشتراكه معه في محاولة الاتصال مع الجماعات الارهابية المسلحة التي شخصت هذه النقطة المهمة عند الامريكان واستغلوها في زيادة نشاطهم الارهابي هذه الفترة ليضطر الامريكان بعقد مفاوضات معهم تمهيدا لاشراكهم بالعمل السياسي وتطبيقا لمشروع المصالحة الوطنية الذي حاول كروكر السعي به ليوصل العراق وحسب رئيه الى "بر الامان" بالتصالح مع قتلة الشعب بالتصالح مع مجرمين ليس لهم هم الا ان يروا البلد خراب ودمار او العودة لسلطة الحكم مرة ثانية وهذا ما يلاحظ من اقدام السفير بتقريب العناصر " المتمردة" البعثية التي فقدت السلطة وحسب جريدة النيويوك تايمز : ((("ان السفير الجديد للعراق كان يشعر بالاحباط ( كمدير في سلطة الائتلاف المؤقتة )عندماكان يطلع على دقة التقارير التي تؤكد له ممانعة الامريكان لمد يد العون الى الاقلية العربية السنية التي كانت تحكم زمن الطاغية صدام ونقلت الصحيف عن كروكر قوله : كنت محبطا بسبب عجزنا من عدم التمييز في تلك الفترة بان "السنة عندهم قوام القيادة واننا لا يمكن ان نجد ذلك في الجماعات الاخرى" واضاف ما كان هنالك احد ليمنعني من اداء ذلك الجهد ))). وانطلاقا من هذا المفهوم سعت القوات الامريكية وبادارة السفير كروكر بتزويد السلاح لتلك الجماعات الارهابية لمواجهة القاعدة !! والتدخل بالملف الامني العراقي ومحاولته اخراج عناصر ارهابية من السجون بالضغط على الحكومة باصدار عفو عنهم حسب ما صرح به لمحطة فوكس نيوز الامريكية في اطار عملية المصالحة السياسية يمكن ان يكون العفو عن ارهابيين القي القبض عليهم وينتظروا محاكمة كيف يكون مهم للعملية السياسية !!! باعتبار هؤلاء الارهابيين ملطخة ايديهم بالدم العراقي واما الذين تلوثت ايديهم بالدم الامريكي عليه ان يدرس الامر بعناية حسب قول السفير كروكر . وهكذا بدا كروكر عهده بالعراق بمد يد المصالحة لمجرمين ما زالوا يسيطرون على مناطق كثيرة لمسوا حالة الانفراج بموقف امريكا بمد يدها لهم لاشراكهم بالعملية السياسية !.والتغاضي عن الكثير من المناطق الحاضنة الارهاب اذا لم نقل بان القوات الامريكية توفر لهم الحماية والسلاح المتطور فالكثير من الاعمال الاجرامية بحق المدنيين كانت وما زالت تحدث امام انظار القوات الامريكية التي لم تحرك ساكن بانقاذ المدنيين من سطوة الارهابيين . فكيف لا تعلم القوات الامريكية مثلا باستيلاء عناصر من ارهابي القاعدة على مركبات الهمر والتي سلمت اليهم بمساعدة ايتام صدام في الجيش في محافظة ديالى ؟وكيف يتم التغاضي سوى من قبل القوات العراقية او الامريكية بوجود عناصر مدمرة داخل الجيش الذي تحاول القيادة بارجاع ضباطة للخدمة من جديد ؟ فالمجال الذي اعطي لهم هو لضمان استمرار الاتصال مع ما تسميهم امريكا بـ "المتمردين" . فهؤلاء اذا اعلنوا عن نيتهم بمحاربة القاعدة في مناطقهم حسب زعمهم والذي جعل الجانب الامريكي يطمئن لما سيحدث فكيف بالجانب العراقي الذي ابتلى باعمال هؤلاء الارهابية ؟ وكيف تطمئن الحكومة العراقية لبعض سيوخ العشائر التي تصرح بان عدوها الاول هم القاعدة والشيعة وليس الامريكان ؟وهل على الائتلاف العراقي ان ينتظر ضغوط اخرى جديدة من اجل التازل للاطراف " المتمردة " والتي يحاول الامريكان اعادتهم للعمل السياسي على حساب تمثيل الشيعة في الانتخابات رغم انها فقدت الكثير من الاستحقاق الانتخابي من اجل العليان والدليمي والعاني ومحمود المشهداني !! ترى من سيكون في الوجبةالقادمة من رفاق الحزب ؟؟ وهل سيكون "شيخ الاسلام" عزة الدوري من ضمنهم ؟وهل ستجدي سياسة التخبط التي تتبعها امريكا على حساب الشيعة نفعا ؟؟؟ .عراقيـــه