( بقلم : سامي جواد كاظم )
المعروف لدى كل الناس ان الاختلاف بينهم يكون اما مادي او معنوي فالمادي هو كل شيء يخضع للحواس الخمسة بحيث على ضوءه يقيم الشخص طبقا للاعراف والعادات التي تطغي على ذلك المجتمع الذي يعيش فيه الشخص المراد تقيمه ، اما الاختلاف المعنوي هو ما يحمل كل انسان من ثقافة وعلم ومعرفة واخلاق هذه الموارد المعنوية لا يمكن لها ان تعرف الا اذا ترجمت على ارض الواقع من خلال تصرفات الانسان ، من هنا كثيرة هي الامور المادية التي نراها تدل على ما يحمل الانسان من قضايا معنوية (العلم والمعرفة وما الى ذلك )، ولكن هنالك كثير من هذه الاستدلالات بين المادية للمعنوية تقودنا الى الخطأ بالرغم من الترابط الوثيق بينهما هذا ما اشار اليه السيد الشهيد محمد باقر الصدرفي اكثر من محاضرة اي الاشارة الى الارتباط بين المادية والمعنوية في تكوين شخصية الانسان ، فلو راينا شخص يرتدي الصدرية البيضاء وبيده جهاز سماعة الاذن نقول انه طبيب من غير ان نشاهده وهو يمارس مهنة الطب بنجاح ، هذا الامر ينطبق على العمامة وما افرزته عملية ارتداء العمامة من افرازات السلبية كانت اكثر من الايجابية ، هنا لا بد من ان نعرج على اول من ميز رجال الدين عن غيرهم بالملابس ، هذا مع العلم ان ملابس رسول الله (ص) كانت لا تختلف عن بقية الناس وكما ان الامام علي (ع) كان غالبا ما يشتري حاجياته من اناس لا يعرفونه بانه الخليفة حتى لا ياخذهم الخجل والتسامح معه هذا يعني ان ملابسه كانت لا تختلف عن بقية الناس كما ان هنالك حادثة تروى عن سلمان المحمدي عندما كان واليا على المدائن وهو يتجول في السوق امره احد الاشخاص بحمل بضاعته معتقدا انه حمال وذلك لانه لم يجد على سلمان ما يدل على انه الوالي وكما ان منزلته العلمية والتي تعتبر اعلى منزلة علمية بين الصحابة قاطبة ، هذه الدروس توجب علينا الالتفات اليها واستخلاص الدروس منها واحدها الملابس.
ان اول من ميز رجال الدين عن بقية الناس بالملبس هو الامام ابو يوسف تلميذ ابي حنيفة ، فاصبحت العمامة هي التي ترمز الى رجل الدين بحيث ان الشخص الذي يرتدي العمامة ينظر اليه باجلال واحترام على اساس ما يحمل من علم وورع بدليل العمامة ، فكثير من ضعاف النفوس استغل هذه الرؤية للعمامة وارتدوها دون الخوف من الله عز و جل ومع عدم وجود رادع لهم قاموا بتصرفات حسبت على الدين الاسلامي ، اليوم بعد ان اصبحت عرفا ان العمامة لها دلالة دينية مقدسة من استقامة وورع ، كثيرين هم الذين ارتدوها ، هنا لابد من الاشارة الى تنبيه الناس، عليهم الحكم على رجل العمامة من خلال افعاله واقواله لا من خلال ارتدائه العمامة فان اللغو واللغط قد كثر بين العراقيين على وجه الخصوص بالتذمر من اصحاب العمائم وبدأ يساوى الاخضر بسعر اليابس وهذه الطامة الكبرى التي تنتج عنها سلبيات كبيرة تؤدي الى انحطاط المجتمع في شتى مجالات الحياة وذلك لكون العمامة ترمز الى الدين والدين هو الحياة فاذا كانت النظرة الى الدين من خلال العمامة سلبية تصبح الحياة سلبية ، هنا اود الاشارة الى كثير من علمائا كانوا يعرفون بمهنتهم مثل الحطاب والبقال من غير ارتداء العمامة وما قصة الزيات الا دليل على ذلك . كما انه لا يفوتنا ان نشير الى ان هنالك الكثير من اصحاب العمائم اليوم اعطوا للعمامة حقها وكانوا خير من ارتداها
بقلم : سامي جواد كاظم
https://telegram.me/buratha