المقالات

العمامة ما لها وما عليها

1400 17:56:00 2007-06-12

( بقلم : سامي جواد كاظم )

المعروف لدى كل الناس ان الاختلاف بينهم يكون اما مادي او معنوي فالمادي هو كل شيء يخضع للحواس الخمسة بحيث على ضوءه يقيم الشخص طبقا للاعراف والعادات التي تطغي على ذلك المجتمع الذي يعيش فيه الشخص المراد تقيمه ، اما الاختلاف المعنوي هو ما يحمل كل انسان من ثقافة وعلم ومعرفة واخلاق هذه الموارد المعنوية لا يمكن لها ان تعرف الا اذا ترجمت على ارض الواقع من خلال تصرفات الانسان ، من هنا كثيرة هي الامور المادية التي نراها تدل على ما يحمل الانسان من قضايا معنوية (العلم والمعرفة وما الى ذلك )، ولكن هنالك كثير من هذه الاستدلالات بين المادية للمعنوية تقودنا الى الخطأ بالرغم من الترابط الوثيق بينهما هذا ما اشار اليه السيد الشهيد محمد باقر الصدرفي اكثر من محاضرة اي الاشارة الى الارتباط بين المادية والمعنوية في تكوين شخصية الانسان ، فلو راينا شخص يرتدي الصدرية البيضاء وبيده جهاز سماعة الاذن نقول انه طبيب من غير ان نشاهده وهو يمارس مهنة الطب بنجاح ، هذا الامر ينطبق على العمامة وما افرزته عملية ارتداء العمامة من افرازات السلبية كانت اكثر من الايجابية ، هنا لا بد من ان نعرج على اول من ميز رجال الدين عن غيرهم بالملابس ، هذا مع العلم ان ملابس رسول الله (ص) كانت لا تختلف عن بقية الناس وكما ان الامام علي (ع) كان غالبا ما يشتري حاجياته من اناس لا يعرفونه بانه الخليفة حتى لا ياخذهم الخجل والتسامح معه هذا يعني ان ملابسه كانت لا تختلف عن بقية الناس كما ان هنالك حادثة تروى عن سلمان المحمدي عندما كان واليا على المدائن وهو يتجول في السوق امره احد الاشخاص بحمل بضاعته معتقدا انه حمال وذلك لانه لم يجد على سلمان ما يدل على انه الوالي وكما ان منزلته العلمية والتي تعتبر اعلى منزلة علمية بين الصحابة قاطبة ، هذه الدروس توجب علينا الالتفات اليها واستخلاص الدروس منها واحدها الملابس.

ان اول من ميز رجال الدين عن بقية الناس بالملبس هو الامام ابو يوسف تلميذ ابي حنيفة ، فاصبحت العمامة هي التي ترمز الى رجل الدين بحيث ان الشخص الذي يرتدي العمامة ينظر اليه باجلال واحترام على اساس ما يحمل من علم وورع بدليل العمامة ، فكثير من ضعاف النفوس استغل هذه الرؤية للعمامة وارتدوها دون الخوف من الله عز و جل ومع عدم وجود رادع لهم قاموا بتصرفات حسبت على الدين الاسلامي ، اليوم بعد ان اصبحت عرفا ان العمامة لها دلالة دينية مقدسة من استقامة وورع ، كثيرين هم الذين ارتدوها ، هنا لابد من الاشارة الى تنبيه الناس، عليهم الحكم على رجل العمامة من خلال افعاله واقواله لا من خلال ارتدائه العمامة فان اللغو واللغط قد كثر بين العراقيين على وجه الخصوص بالتذمر من اصحاب العمائم وبدأ يساوى الاخضر بسعر اليابس وهذه الطامة الكبرى التي تنتج عنها سلبيات كبيرة تؤدي الى انحطاط المجتمع في شتى مجالات الحياة وذلك لكون العمامة ترمز الى الدين والدين هو الحياة فاذا كانت النظرة الى الدين من خلال العمامة سلبية تصبح الحياة سلبية ، هنا اود الاشارة الى كثير من علمائا كانوا يعرفون بمهنتهم مثل الحطاب والبقال من غير ارتداء العمامة وما قصة الزيات الا دليل على ذلك . كما انه لا يفوتنا ان نشير الى ان هنالك الكثير من اصحاب العمائم اليوم اعطوا للعمامة حقها وكانوا خير من ارتداها

بقلم : سامي جواد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك