( بقلم : اسعد راشد )
المجموعة العربية في المنطقة غير راغبة في ان يسود المنطقة السلام والاستقرار وهي التي تقف خلف الكثير من الاضطرابات السياسية والتهديدات العسكرية لفناعة تلك المجموعة ‘ التي يتزعمها كما يصفها الاعلام المغرر "الجبهة المعتدلة" ـ السعودية والاردن ومصر وووـ وهي اي تلك الجبهة في جوهرها من اكثر الجبهات تطرفا ومتورطة في الارهاب ودعم عدم الاستقرار في المنطقة وهي التي تسعى بكل ما اوتيت من قوة الى نشوب حرب اقليمية تأتي على الاخضر واليابس ‘ نعم لقناعة تلك المجموعة بان استمرار وجودها في الحكم وتسلطها على رقاب شعوبها لم يتحقق من دون حروب واضطرابات وفتن طائفية وارهاب مستمر .الامريكيون بطبعهم براغماتيون وعصبيون وفي نفس الوقت عقلانيون يعترفون باخطائهم في كثير من المحطات الساخنة وقد اعترفت رايس في فترة معينة في العام الماضي بالاف الاخطاء التكتيكية للادارة الامريكية في العراق الا ان المجموعة العربية التي يتزعمها النظام السعودي وحلفاءه في المنطقة ترى في الاعتراف بالخطأ منقصة !
الحوار الامريكي الايراني في بغداد والذي بدأ رسميا في نهاية شهر ابريل الماضي لن يخلوا من استحاقات وسوف يظل محل تجاذبات سياسية واعلامية خاصة وان ذلك الحوار في الاساس يجري من اجل خلق واقع سياسي جديد في المنطقة يتقاسم النفوذ عليه طرفان اساسيان هما طهران وواشنطن في اطار من الاتفاق العام قد يشترك فيه طرف ثالث يساهم في دعم مشروع الاستقرار والسلام في المنطقة والمتمثلة في الحكومة العراقية المنتخبة فيما تسعى المجموعة العربية لوضع العصي في عجلة الحوار وايجاد العوائق دون استمراره ولن تجد اليوم تلك المجموعة غير اسرائيل للجوء اليها لدفعها نحو التشويش على عملية الحوار وللتحريض ضد ايران خاصة وان الطرف الاسرائيلي في الوقت الحاضر ليس بافضل من المجموعة العربية من حيث الضعف وافتقاده لاي "طعم" خاصة وان حرب تموز العام الماضي في لبنان اعادت اسرائيل الى حجمها وادخلتها عضوا مشلولا في المجموعة العربية حالها حال الاعراب !
ومن هنا ايضا فان من مصلحة اسرائيل ومصلحة المجموعة العربية نشوب حرب اقليمة وصراع دموي يدفع ثمنها ابناء شعوب المنطقة والامريكيون على السواء وليس من مصلحة تلك الدول ان يسود منطق الحوار والعقلانية بين الاطراف المتنازعة ايران وامريكا وهذا هو السر الذي يقف خلف تصريحات نجاد الرئيس الايراني قبل عدة ايام ضد اسرائيل وهو يفهم ويدرك ما يقول ويريد ايصال رسالة واضحة الى عدة اطراف لا يستوعبها الا اصحاب الشأن والراسخون في السياسة !
الادارة الامريكية التي تتشكل من توجهات مختلفة فهي بدورها تخضع لحالة الاستقطاب بين حلفاء المجموعة العربية الاسرائيلية المتحدة الداعية الى الفتن والحروب وبين دعاة السلم والحوار ولعل تحركات موفاز الاخيرة في واشنطن وقيام الامريكيين بتسليح الميليشيات السنية والمناورات التي تجريها القوات الامريكية والاسرائيلية في صحراء النقب تصب في خانة التصعيد الذي تريده المجموعة العربية الاسرائيلية رغم المخاطر والمحاذير التي تكتنف تلك الحراكات حيث الامريكيون يرون ان بتسليحهم الميليشيات السنية وزجها تحت عنوان محاربة القاعدة في اللعبة الاقليمية يستطيعون تحقيق انجاز على صعيد صراعهم مع الايرانيين دون ان ان يدركوا ان ذلك الامر قد ينقلب عليهم في سرعة البرق وبالتالي يضيعوا انفسهم ويضيعوا العراق معهم والخاسر الاول سوف يكون هو الطرف الامريكي قبل ان يكون اي طرف اخر .
العراقيون ومعهم العقلاء يدركون ان ابعاد اللعبة الجارية اليوم في المنطقة سواء تلك التي تجري في العراق من خلال تسليح الميليشيات السنية تحت غطاء مواجهة القاعدة او تلك التي تجري على صعيد المنطقة خاصة التصعيد الذي يجري في خطاب التهديد العسكري بين الايرانيين من جهة وبين الامريكيين والاسرائيليين من جهة اخرى حيث مهما حاولت المجموعة العربية التي تقودها السعودية خلق الازمات والفتن في العراق خاصة بعد قرار جنرالات الجيش الامريكي بتسليح الميليشيات السنية فان الاغلبية في العراق هم الشيعة وان اي محاولة لجر الشيعة الى حرب طائفية او اهلية فان الخاسر هو الطرف الذي راهن على مثل هذه الحرب .
ومن هنا ايضا فان تصريح نجاد ضد اسرئيل يأتي في خضم التصعيد الدعائي وخطاب التهديد العسكري الذي تمارسه "المجموعة العربية الاسرائيلية ضد ايران يراد من خلال ذلك التصعيد زج شيعة العراق وكذلك سنته في اتون صراع طائفي ولعبة دولية ليس فيها مصلحة لاحد سوى اسرائيل والمجموعة العربية الفاشلة .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha