المقالات

السوس والسياسة

379 02:22:00 2013-11-07

سلام محمد جعّاز العامري

السياسةُ باختصارٍ هِيَ, "كيفيةُ توزيعِ القوةِ والنفوذِ بمجتَمعٍ ما, أو نِظامٍ معين".إذاً فالسياسةُ كَلِمةٌ ذاتُ معنى, لم تُطْلَقُ جزافاً, يقولُ البَعضُ إنَها جاءت من عملِ السائسِ الذي يسُوسُ الخيل, كِنايةً عنِ الترويض. انتقلت هذه الكلمةُ, إلى عمليةِ الحكمِ وكيفيته, كما أن هناك سياسة قذرةٌ, ممقوتةٌ من المسوس, بحيث ابتعد العديد عنها, بينما مارسها آخرون, فهل توجد سياسة نظيفه؟تشَعَّبَ هذا المصطَلَحْ, وأصبَحتْ لهُ مُتبنياتٌ كُثْرٌ, اقتصاديةٌ, اجتماعيةٌ, عسكريةٌ, تعليميةٌ, بإيجازٍ هي ثوابتٌ للدولةِ وركائِزها. يوجدُ سياسةٌ ديمقراطيه, وأخرى دكتاتوريه, هناك مَنْ ذَهَبَ إلى أنَّ السياسةَ قد تنقسم إلى, دينية ,علمانيه,ليبراليه,حسب الحزب أو الجماعة التي تتبنى ذلك الفكر.إن كافة ما يطلق عليها هو بالأخير, يصُبُّ في كيفيةِ التعامُلِ معَ المُواطِنِ المحكوم. فإذا تَصَرَّفَ الحاكِمُ مع رعيته بقسوة, يقولون عنه طاغيةٌ على شعبه, وإن كان متشبثا بالعرش لغاية, بقاء الجاه والثراء, يقال أنه دكتاتوري, متغطرس, وإن استزادَ في ذلك, للسيطرةِ على بُلدانِ غَيرِه, فإنه سيكونُ متجَبراً. لقد ابتُليَ العراقُ, بالعَديدِ من هذه الأنظمة ألسياسيه, فقد جرب الملكية الدستورية, الجمهورية ألعسكريه, الانقلابات ألحزبيه,والعداواتِ الفكريةِ, وأخيراً بَعدَ الاحتلال من المتجبرِ الأكبر في العالم" أمريكا", تحَوَّلَ إلى نظام الديمقراطية السياسية, وفرض على المواطن كمصطلحٍ, بدونِ تطبيق فعلي, فالكُلُ يريد أن يحكم لوحده, بدون الرجوع للشعب.قامت المرجعية الدينية بالتدخل لتوجيه العملية ألحديثة على الشعب العراقي, بطرح ممارسة الانتخاب, ونجحت بذلك.فاستشاط غضبا, من كان لا يريد النجاح لحكم الشعب لنفسه! ثم قبل مرغما, لكي يحصل على ما يريده. للأسف تحقق له ما يبغي, فقد ساعده القدر على تسلم السلطة, هنا جاءَ دَورُ السياسةِ القذرةِ في ابتزازِ البعض, وإطلاق الوعود الكاذبة, افتعالُ الأزمات, نكث العهود, سرقةُ الجهود, انكشف وجهُهْ, فقد استشرى الفساد في البلاد, فبادر إلى رد التُهَمِ بالتُهَمِ تارةً, والسكوتُ عنها تارة أخرى, وكأنه لا يَسمعُ أنّاتِ اليتامى والأرامل, استعمل القوة في بعض الأحيان, لكبح جموح الشعب, الذي آلمه الجوع, المرض, عدم توفير السكن, والخدمات, فخرجَ مطالبا بحقه, ذلك هو ما يجري في العراق. انتهت أربع سنوات كما هي سابقتها فأضحت ثمانية, عجاف, دموية, جافة جفاف الصحراء.إن الشعب يرى حكومة, بينما كان يسعى لتكوين دوله, وهناك فرق بين المصطلحين, فاستقلال المؤسسات بأنظمتها مهنيا, يجعل عملها غير مرتبط بالحاكم, إلا بالمهام التي أسست من أجلها تلك المؤسسة, فمؤسسة الجيش, تكون غير تابعة للحاكم, إنما هي من أجل الدفاع عن الوطن ومصالحة السامية. وكذا الوزارات الأخرى وبالأخص السيادية منها, إن لم نقل كلها, كما أن الدولة المدنية المتحضرة, يجب أن تعنى أيضا بمنظمات المجتمع المدني, علما إنها من الممارسات ألإسلامية, المسماة بالتكافل الاجتماعي, كونها تعنى بالعديد من النشاطات وشرائح المجتمع.تبعا لذلك فنحن لا نملك دولة, إنما حكومة, تريد تسجيل كل شيء باسمها, مما أدى إلى فشلها في تقديم ما هو ذو جدوى للمجتمع العراقي.هذا ما طالب بهِ المواطن عبر سنين وقد عقدت المؤتمرات والندوات والتجمعات, وقد أصبح وجودها ضروريا, في ظل حكومة عاجزة عن تقديم أبسط الاحتياجات للمواطن, فشرائح الفقراء, اليتامى, الأرامل, المعوقين, والمنكوبين, كلها بحاجة إلى رعاية, تستطيع تلكم المنظمات توفيرها, بأقل مما تبذره الحكومة من أموال الشعب, لكنها تعمل على نفس المنوال القديم! في تحديد هذه المنظمات, وتستعمل نظام المكرمات التي تُعطى باليمين لأخذ مقابلها باليسار, ما هو أثمن! إنه صوت المواطن بالانتخابات, حيث تُعطى الهِبات, وتجزل الأموال, وتعدُ الفقراء, بتحسين الحال, وتوزيع الأراضي.أين منح ألطلبه التي أقرت منذ عام؟ ماذا جرى لسلم الرواتب الموحد؟ في أي درج أضحى قانون التقاعد؟ أسئلة ليس جواب شافٍ, فلا يعمل على الإجابة وتحقيق المطلوب غير المواطن, عندما يصر على التغيير, فيختار من يخدمه, قالتها المرجعية الرشيده" المجرب لا يجرب"وكفى بالصندوق حكماً, إن صح الاختيار للقضاء على سوس السياسة والمتملقين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك