المقالات

علاسة ..... الفيس بوك

1058 13:45:00 2013-09-11

الحاج هادي العكيلي

ظهر استخدام هذه الكلمة بعد أحداث عام 2003 في العراق ، وهي كلمة عامية تطلق على الشخص الذي يقوم بنقل الإخبار عن شخص أخر إلى الجماعات الإرهابية لتقتله أو تخطفه . فما أكثر الذين علسوا في هذا البلد وخاصة في أحداث عام 2004 - 2007 مما أدى إلى مقتلهم أو فقدانهم وعدم معرفة مصيرهم إلى ألان . عندما كنت أذهب إلى مدينة بغداد تزداد توصية الأهل والأصدقاء بالاحتراز من العلاسة وخاصة عندما أركب سيارة للأجرة . قد يصادفك أحد العلاسة ليسلمك إلى أحدى جماعات الإرهابية الذي متفق معهم ليقبض منهم ثمن عنك ، فهم أما يقتلونك وأما يساومون عليك أهلك ليقبضوا الآلاف الدولارات .فكان الذهاب إلى بغداد محفوف بالمغامرة والمخاطر اتجاه نفسك عندما كان الآمن غير مستتب والإحداث الطائفية مشتعلة والدولة بهذا الاتجاه ضعيفة . ولكن عندما قوة الدولة استطاعة أن تقضي على أغلب المجاميع الإرهابية ويصبح العلاسة خارج تلك المنظومة الإرهابية ويتخلص الشارع البغدادي من العلاسة المجهول الهوية والنسب ولتبدأ روح الاطمئنان تزرع في زائر بغداد ليتجول في جميع مناطقها بعيداً عن غدر العلاسة . أن إفلاس علاسة الشوارع والسيارات بالبيع بمقدرات المواطنين وأرواحهم جعل منهم ظاهرة سجلها التاريخ على وفق التاريخ الأسود في العراق لتنمحي من الممارسة . ولكن البعض لم يتركها في عمله ليجعلها حلقة وصل يريد منها تحقيق مأربه الدنيئة وغاياته المزرية للإطاحة بالآخرين .وبعد أن مَنَ الله علينا بنعمة التغيير وحرية التعبير مكفولة بالدستور الجديد وتوفير أنواع الاتصالات الحديثة بعد أن كان الشعب محروماً منها . فتنفس الشعب حرية الرأي والتعبير نحو المطالبة بالحقوق وفق قواعد القوانين والتعليمات ، ليشترك كل منا في شبكة الانترنيت ويكون على مواصلة مع الأحبة والأصدقاء لتبادل الأفكار والآراء بزيادة التعليقات والمشاركات ليحمل كل منا همومه في مختلف المجالات . ولكن وظيفة العلاس ظهرت في أغلب مجالات الحياة لتأخذ بعداً أخر في العلس ، والعلس في اللغة علس اللقمة لتسهيل هضمها وبلعها والهدف من ذلك ليس اللقمة وإنما صيد الأشخاص لغرض الاختطاف أو القتل أو السرقة ، وغالباً ما يكون العلاس معروفاً للضحية للحصول على المعلومات كافية ، وبعضهم عند الاختطاف يكون وسيطاً أو مساوماً وأغلبهم بارعين في تمثيل دور الحزن والقهر على الضحية .لقد سمعت وقرأت كثيراً عن أنواع العلس ، فعلاس البابا أو علاس الماما أو علاس الصف وأغرب ما قرأت عن علاس عزرائيل ، ولتشهد هذه الأيام وعلى نطاق واسع في دوائرنا الحكومية نوع من الخيانة المعجون في أنفسهم وذواتهم لهولاء العلاسة من أجل الحصول على منصب أعلى أو بعض الامتيازات ، ومع زيادة الشعب بالمطالبة بحقوقه عن طريق التظاهر أو القيام بحملات إعلامية عن طريق الانترنيت بدواعي التواصل وحمل المطالب إلى المسئولين ليفاجئ الموظف بأن هناك من يتربص به حول تعليقاته ومنشوراته ومشاركاته ليستنسخها ويقدمها إلى مديره بالصورة بأن الموظف فلان قد شارك بهذه الصورة وان الموظف فلان كان تعليقه هذا ليكون من علاسة الفيس بوك . وما على المدير إلا أن ينطلق نحو الأفق العدائي مكشراً أنيابه ، رافعاً سيفه ، مهرولا ً نحو المحاكم ليقيم الدعاوي بحجة القذف والتشهير ، معلناً العقوبة الإدارية أو النقل معبراً عن حقده الدفين ، والهدف من ذلك كله إسكات تلك الأصوات التي تطالب بالتغيير نحو الأفضل .أن ظهور تلك الظاهرة في وزاراتنا ودوائرنا الحكومية من متابعة الموظف من أبداء رأيه خارج نطاق العمل عن بعض القضايا هو محاصرته وقمع حريته وخاصة حرية التعبير والرأي وهي سابقة خطيرة تؤسس إلى بناء نظام ديكتاتوري يقمع الحريات التي كفلها الدستور .ولكي نقضي على تلك الظاهرة كما تم القضاء على علاسة المجاميع الإرهابية فان على الجهات التشريعية والتنفيذية أن تتخذ الإجراءات المناسبة للحد من الظاهرة التي تولد إلى مشاكل كثيرة مستقبلاً لا يحمد عقبها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك