المقالات

لماذا تصر دول الخليج على مهاجمة سوريا ؟

799 21:19:00 2013-09-08

حيدر عباس النداوي

في الوقت الذي رفضت معظم دول العالم حتى تلك التي تدور في فلك أمريكا وعمالتها توجيه ضربة جوية إلى سوريا او استخدام أراضيها وقواعدها تقاتل على الطرف الأخر دول الخليج على إرضاء أمريكا ومساعدتها في تحمل تكاليف العمليات الإرهابية وتفتح أجوائها وقواعدها وموانئها لضرب سوريا ومحاولة إسقاط النظام فيها او تمكين قوات المعارضة من الجيش الحر وعصابة القاعدة وجبهة النصرة من استعادة المبادرة وتحقيق التوازن على الأرض خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات النظامية على الأرض.وموافقة دول الخليج على تحمل تكاليف الضربات الجوية على سوريا والتي تكلف مليارات الدولارات وقبولها استخدام أمريكا أجوائها وموانئها وأراضيها لتكون منطلقا لهذا العدوان ليس من اجل الحرية او الديمقراطية إنما من اجل هدف وغاية اكبر تروم هذه الدول تحقيقها والتي كثيرا ما أعلنت عنها لان هذه الدول ابعد ما تكون عن الحرية او الممارسات الديمقراطية بل هي الاسوء في مجال الحريات الفردية.ان حقيقة دوافع دول الخليج والأردن وتركيا تتمثل في استغلال فرصة هجوم امريكا على سوريا لاسقاط نظام بشار الاسد وهذا السقوط له تداعيات كبيرة على دول المنطقة واول هذه التداعيات هو خلخلة الهلال الشيعي او تقطيعه كما عبرعنه ملك الاردن لانه سيتسبب بقطع الصلة بين ايران والعراق من جهة وبين سوريا ولبنان من جهة اخرى وبالتالي فان هذا القطع سيسهل من مهمة السعودية ودول الخليج من القضاء على المقاومة الاسلامية في جنوب لبنان لانعدام الغطاء من جهة سوريا وقطع خطوط الامدادات من جهة اخرى وبالتالي سيكون بمقدور اسرائيل التباهي بما قامت به دول الخليج من فضل كبير في انهاء المقاومة وطوي صفحتها وتسليم لبناء الى الحريري على طبق من ذهب وتامين الجانب الشمالي لاسرائيل بعلم وموافقة الدول الخليجية الجبانة.ليس هذا فقط فان ابعاد سوريا والقضاء على المقاومة في لبناء وانشغال العراق بنفسه سيسلط الضغط على ايران ومن شان هذا الضغط ان يولد انفجارا سيراهن عليه الغرب وامريكا واسرائيل ودول الخليج.ان الهدف الاساس من سيناريو ضرب سوريا ومحاولة تغيير نظام الحكم فيها من قبل امريكا ودول الخليج والاردن وتركيا امر واضح ومكشوف لان نوايا الامريكان والخليج تلتقي وتفترق في تفاصيل بسيطة الا ان الهدف والغاية واحدة الا ان التساؤل المطروح هو ان هذه النوايا المكشوفة من قبل الدول المعتدية هل ستقابل برد من قبل ايران وسوريا ولبنان واستثناء العراق لانه مشغول بنفسه ولا يملك اسلحة الردع والهجوم ام انهم سيتفرجون على تفاصيل عمليات الهجوم وانتظار سقوط الاسد وانتهاء محور المقاومة.ان المنطق يحكم بان ترد دول المقاومة على دول الاعتداء وخاصة دول الخليج لانها اساس كل شر وفتنة كما ان هذا الرد من شانه ان يادب دول الخليج ويقلم أظافرها ويضعها بحجمها الطبيعي وبالتالي سيعيد الاستقرار الى المنطقة ويبعد امريكا وقواعدها ومؤامراتها عن دول المنطقة الاخرى التي ابتلت بعمالة الخليج وغطرسة امريكا..كما ان الرد يمثل منهج واقعي للتعامل بالمثل وتساوي الضرر والخسائر.ان اعتقاد دول الخليج بجدية ايران وسوريا ضرب المصالح والمواقع الخليجية والامريكية المهمة من شانه ان يجعل هذه الدويلات تعيد التفكير بمواقفها وسياستها لانها اجبن من ان تدخل في حروب لانها لا تجيد فيها غير سباق الهجن ولعب القمار والسهر مع البغايا وبنات الليل.ان الرد على دول الاعتداء هو الخيار الوحيد الذي تمتلكه دول الممانعة لان وقوفها متفرجة يعني القضاء عليها نهائيا ولا يوجد عاقل في الكون يقبل ان يقتل وهو يملك اسلحة الدفاع عن نفسه وعن الاخرين.ان ضرب سوريا ربما سيكون عنوانا لمرحلة وتاريخ جديد لان اثار هذه الضربة لن تقتصر على سوريا وحدها انما سيكون لها تاثير على كل دول المنطقة وعلى العالم باجمعه وهذا ما لا يتمناه عاقل او شريف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كريم البغدادي
2013-09-09
يااستاذ نزار اصبت الحقيقه في مقالتك .ان امريكا لم تغادر الخليج الا بالقضاء على الشيعه بالدفع من مشايخ الخليج بدون استثناء ولم تخرج من العراق لافي الماضي ولافي الحاضر دول الخليج دفعت صدام لضرب ايران ومدته بالاموال الطائله واليوم امريكا تلعب اضعاف شيعة العراق من الداخل بدعم حكومه شيعيه بلباس ديني حيث ان المالكي عبد مطيع لسياسة امريكا باضعاف الجيش العراقي والقوات الامنيه الاخرى ومنذ عشر سنوات والقوات الامنيه بدون سلاح دفاعي لاهجومي فضلا عن الاسلحه الحديثه ومن المفترض تحديث القوات الامنيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك