علي العطواني
لا يوجد شعور يخالج نفوس ابن هذا الوطن سوى الاسى، عصرات الالم تضرب جدران قلبه وهو يرى ويسمع ويشعر ان قوة وهيبة دولته تتهاوى بطريقة مؤسفة، ان تنجح القوى المعادية لهذه الدولة من تحقيق اهدافها ومأربها بعدما وجدت الارض مهيئة بطريقة مثالية لتتمادى وتصل الى مرحلة السخرية والاستهانة بهذه الدولة بالطريقة الاخيرة التي حدثت وجعلت الدولة تعيش مرعوبة حتى وهي داخل محميتها التي كانت تظن الى وقت قريب انها عصية لا يمكن ان تتزعزع ابدا.دولة تفقد سيطرتها على بضع كيلومترات هي البقية الباقية التي لم تكن مسرحا متكررا لهجمات الارهاب الانتحارية سوى مرتان او ثلاثة ولم تفقد من سكانها سوى بضعة ابرياء راحوا نتيجة خيانات داخلية من بين اسوارها لان ابناء تلك المحمية هي من الاصناف النادرة التي يخشى انقراضها فأحيطت لذلك بأطواق من اسوار ودشنت بفرق عسكرية خاصة معادنها نفيسة والوية وافواج وسرايا وحمايات وحراسات جهزت بأفضل ماسمحت الدول المتاجرة بالسلاح له ان يصل الى هذا البلد .بين ليلة وضحاها تهتز تلك المحمية رعبا وترتجف فرائصها خوفا بسبب بيان مليئ بالاخطاء الاملائية خطته انامل نتنة اصطبغت اظافرها بين لون دماء الابرياء المكشوفة صدورهم في اسواق ومدارس ومقاهي وشوارع مدن العراق وبين قاذروات تعودوا ان تلون لون ايديهم القذرة اصلا.العجيب والمستغرب والمخيف في نفس الوقت ان الناس تناقلت خبر اجراءات الرعب التي اصابت خضراء الوطن ومحميته الاثيرة بسخرية شديدة وتشفى اشد ,الامر الذي يجب ان يدق نواقيسا للخطر في اذان وعقول وقلوب يجب ان تفقه الى اين وصلت الامور ,يجب ان يسأل من استأثر بالسكن في تلك المحمية بفضل اصوات اولئك المتشمتين والساخرين والمتشفين الان بموقف هؤلاء حينما تسقط تلك المحمية بيد الارهاب مالذي سيفعله الجمهور ومالقرار الذي سيقرره الشعب حينئذ.هل سيتدفق ذلك الشعب من كل حدب وصوب وينسى توجهاته وانتمائاته وينسى كيف ان من كان يسكن هذه المنطقة انساه نعيمها تلظى من هو خارجها بنار الارهاب وانسته امتيازاته وامواله شدة جوع اطفال من اوصله الى مكانه ذاك واصبح ساكنيها لا يرون من الامور ماهو ابعد من ارنبة انوفهم ولا يهمهم شيء سوى زيادة دنانيرهم دينار سحت وحرام اخر ام انه سيبقى متشفيا متفرجا لا يرى فيمن كان يسكن تلك المنطقة، رغم انها تمثل الدولة وهيبتها وسيادتها ورمزيتها ، من يستحق ان ينتخي ويفزع للدفاع عنه والتضحية من اجله ، ان كانت تلك المنطقة تعني الدولة فمالذي اعطته الدولة للناس وان كانت تعني الحكومة فمالذي يمكن ان يتذكره من افضالها عليه حتى لو كان البديل وحوش ضارية لا تراعي دينا ولا انسانية فلربما سيأخذ الناس وقتهم في التشفي قبل ان يقرروا مالذي سيفعلوه ازاء هذا السقوط .نعم ايها الخضراويون نحن ربما كدنا نصل ان لم نكن قد وصلنا بعد الى حد مثل ذلك الشعورونحن نراكم تتصارعون حد التطاحن من اجل كسب بضع سنين على ذلك الكرسي او ذاك غير مبالين بالثمن الذي يدفع ابناء الوطن لهذا التطاحن والانشغال والاهمال والاخفاق الذي تسبب به تخبطكم وفوضويتكم واستئثاركم بالمواقع هو من سيضيع الوطن بعدما ضعتم انتم فيه مصالحكم وامتيازاتكم اعمت بصيرتكم بعد ان فقدتم بصركم ولم تصبحوا ترون الا انفسكم وكأن البلد ورثا لكم استورثتموه غير مبالين بمن حولكم من ابناء جلدتكم الذين تركتموهم وحيدا في مواجهة الموت الذي يحصد سنابله يوما بعد اخر ليترك وراءه ارضا جرداء الا من ارملة هنا ويتيم هنا ورمادا وانقاض هناك . من بعدنا يبقى التراب والعفن نحن الوطن ! من بعدنا تبقى الدواب والدمن نحن الوطن ! إن لم يكن بنا كريماً آمناً ولم يكن محترماً ولم يكن حُراً فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!احمد مطر
https://telegram.me/buratha