سعيد البدري
ربما توحدت رؤى الوقفين الشيعي والسني في ان بداية الشهر الكريم رمضان المبارك, حيث سيكون يوم السبت الموافق الحادي والعشرين من شهر تموز اول ايام الشهر الكريم وفي بلدنا العزيز الذي يشهد حالة من التنوع المذهبي نرى حالة من الارتياح والسرور لدى عموم ابناء الوطن من هذا التوافق الذي لايعني بالضرورة الغاء للخصوصية المذهبية لكل مكون من المكونات, فما اجمل ان يتفهم كل منا خصوصيات الاخر ويؤمن ان اختلاف امة محمد(صلى الله عليه واله) في بعض المواقع رحمة, ولا بأس ان ننظر بأفق مفتوح وقلب متسامح ونحاول جمع شتاتنا بعيدا عن مخططات من يريد بنا السوء. وهذا ما جرى فعلا حيث شنت بعض الفضائيات الطائفية الفاجرة حملة شعواء على الوقف السني ورئيسه محاولة التشكيك في عدم اعلانها يوم الجمعة بداية لشهر رمضان اسوة ببلدان عربية اخرى تم على اساس صفقة سياسية, وهذا اعجب العجب وكأن الحلال والحرام بات اعلانات تلفزيونية ومغامرات وتوافق لاثبات الانتماء للاسلام فمن كان في معسكر ال سعود وعلماء الضلالة هناك فهو مسلم ومن كان مع الله لم يكن كذلك بمنظارهم والغايات والاهداف واضحة رغم ايماننا بأن الاعلان ينطلق من خلفيات مذهبية والتنوع والدليل لدى كل طرف امر لابد من احترامه .وبعيدا عن كل ذلك, ومع هذا الشهر الرباني الذي يحمل الرحمة وفيه الكثير والكثير من الدروس والعبر ومناسبات ينبغي الوقوف عندها والتفكير في محتوياتها ومضامينها بالاضافة لكون هذا الشهر الكريم محطة كبرى للتزود ومراجعة الحسابات في طريق السير نحو الله والصدق معه قولا وعملا لانه سبحانه وتعالى خصص هذا الشهر لعباده ليغفر لهم ويكافئهم بلا حدود كما ورد في الاحاديث الصحيحة والنصوص المعتبرة المروية عن ائمة اهل البيت عليهم السلام والصحابة الابرار, التي تؤكد جميعها هذا المعنى . من هنا فاننا نستقبل الشهر الكريم وكلنا امل ان تتوطد العلاقات الطيبة بين المسلمين في مشارق المعمورة ومغاربها والا تثار بعض المسائل الجانبية والحساسيات التي يحاول من خلالها اصحاب الاغراض السيئة تشتيت المسلمين وابعادهم عن اهدافهم وقضاياهم التي توحدهم وتدعم صفوفهم و قد يقول البعض ان التفكير بمثالية لا يحل المشاكل وان مايطرح هنا وهناك عن الوحدة الاسلامية والتقريب لا يعدو كونه شعارات واحلام فارغة واماني مزيفة في احسن الاحوال, وهناك اسباب كثيرة تمنع المسلمين من التقارب اهمها عمق الخلافات المذهبية وتأصلها لدى العامة والخاصة على حد سواء اضافة الى حالة التشرذم التي تعيشها الانظمة الحاكمة في المنطقة الاسلامية واستمرار حالة الصراع واختلاف الروىء والمناهج جعل اي محاولة للتقارب محكومة بالفشل ومنهم من يقول ان استثمار الغرب للتنوع الموجود في العالم الاسلامي من خلال تقسيم الامة الى معتدل ومتشدد والدفع بأتجاه تبني اطراف سياسية تستعدي بعض التجارب الناشئة والصاعدة, ادى الى خلق هوة كبيرة لا يمكن معها بناء عقلية اسلامية تؤمن بأختلاف المناهج وتفتح الباب على مصراعيه امام الاجتهادات وتسير نحو التنوع المفيد والبناء, عموما هناك اراء واراء مضادة وجدل محتدم واختلاف كبير في تفسير المضامين وتحديد المشكلة ومحاصرتها على الاقل من اجل مصلحة عليا هي نماء واستقرار شعوب المنطقة الاسلامية .لقد حل رمضان وبعض شعوبنا الاسلامية تكابد المحن وتعيش التحديات كما مرت علينا الاعوام الماضية ومع ما تحقق من انجاز هنا وانتكاسة هناك نأمل ان تستثمر الشعوب والحكومات الدرس وتتجه لبناء مستقبل مشرق لها ولاجيالها في ظل الاسلام العظيم كدين وقيم واخلاقيات لا ينبغي التفريط بها مهما كانت النتائج, مع دعوات صادقة لكل القائمين على وسائل الاعلام المسموعة والمرئية بشكل خاص الى استثمار هذا الشهر في بث مادة نافعة هادفة لا تتفه الناس وتهزء بعقولهم, لاننا لابد ان نحترم هذا الشهر وقيمه وحدوده وهذا ما ينبغي ان نتربى عليه فمرحبا حللت يا شهر الرحمن شهر المودة والمغفرة والرحمة والاخاء والتسامح والنهج القويم ....
https://telegram.me/buratha