المقالات

المتصيدون في الماء العكر

2099 15:31:00 2012-01-22

السيد حسين الصدر

ثمة نفوس مريضة يستعر في جوانبها الحقد على الناس ، وتطوي الضلوع على شرور متراكم وانحطاط متعاظم ، يدفعها الى التخريب والإضرار ، بدلاً من الاصلاح والاعمار ..!!ولاتنحصر الأدوار الخبيثة لهذه الحفنة الماكره في جانب معيّن من الجوانب الحياتيه ،وانما تمتد لتشمل مساحات واسعة في الميادين الاجتماعية والسياسية والاقتصاديه .....انّ مَثَلَ أحدهم مَثلُ ذلك القائل :وكنتُ فتىً مِنْ جند أبليسَ فارتقى بيَ الحالُ حتى صار أبليسُ من جندي انهم ينفذون من كلّ المسارب والمسامات ، ليوقعوا الفتنة والاضطراب ،والفرقه بين الأحباب ، والتباعد والتصارع بين الفئات والأحزاب ..!!الوشاة والنمّامون هم جزء لا يتجزأ من هذه المنظومة المنكرة، والمنافقون - وما أكثرهم - هم الجزء الأخطر من تلك المنظومة..والطامعون التواّقون الى الارتقاء بأوضاعهم نحو الأفضل بأي ثمن هم جزء آخر والأعداء المتزيّون بزيّ الأصدقاء ،وربما الحكماء ،هم شريحة اخرى وهكذا تتعدد الشرائح والطبقات فيما يبقى المنهج الدنيء واحداً ان أصحاب الضمائر الحرّه يسعون ، وبكل ما اوتوا من طاقه ، لإصلاح ذات البيْن بين الزوجين المتخاصميْن والصديقيْن المختلفيْن ، ناهيك عن الأزمات الكبرى التي يمّر بها الوطن والصراعات المتأججه بين الجهات والأطراف بينما نرى المتصيدين في الماء العكر يتفننون في إذكاء الخلافات والصراعات .ان المسائل الاجتماعية والسياسية تختلف بطبيعتها عن المسائل الرياضيه التي لا تقبل جدالاً ولا نقاشاً ...انّ الخلاف بين شخصيْن من طائفتيْن مختلفتيْن لا يعني الصراع بين طائفتيهما .الاّ انّ المتصيدين في الماء العكر يُضفون على أمثال تلك الخلافات طابع الصراع الطائفي ، كل ذلك اشعالاً لفتيل الفتنة .وانّ الخلاف بين حزبييْن - من حِزبين مختلفين - لا يعني الصراع بين حزبيهما وان حاول المتصيدون في الماء العكر ذلك .انها محاولات محمومة لإغراق البلد في بِرَكِ الدماء ، وإشاعة ثقافة الخصومة والعداء ...والخاسر الوحيد هو الوطن وابناؤه ولا ينبغي ان تغيب العقلانية عن المشهد السياسي بحال من الاحوال ،ذلك أنَّ " العقلانية " هي صمام الأمان ،أمام الاندفاعات العاطفية التي يراهن عليها المتصيدون في الماء العكر وقد يبلغ التصيد في الماء العكر ذروته عند بعض المحترفين السياسيين حين يُعلن استغرابه من صمت الحكومة العراقية ازاء ما أعلنته بعض دول الجوار من قرارات في حالة الاضرار بمصالحها!!لابُدَّ ان نغلق الأبواب أمام كل المحاولات التصعيديه التي تزيد أوضاعنا الراهنه تعقيداً وتأزيماً .الشاهد التاريخي ومن الجميل هنا أنْ ننقل ما أورده الصفدي في كتابه الوافي بالوفيات ج 14 ص 668 في ترجمة علي بن الهيثم الانباري حيث ( دخل يوماً على المأمون ،وعنده أحمد بن الجنيد الأسكافي ، وجماعة من الخاصة فقال المأمون :يا عدو الله يا فاسق يالصّ يا خبيث سرقتَ الأموال وانتهبتها والله لأفرقّنَ بين لحمِك ودمِك وعظمك ولأفعلنّ ولأفعلنّ ...ثم سكن غَضَبُه قليلاً ، فقال أحمد بن الجنيد :نعم والله يا أمير المؤمنين إنّه وانّه .....لم يدع شيئاً من المكروه الاّ قاله فيه ،فقال له المأمون :متى اجترأت عليّ بهذه الجرأة ؟رأيتَني وقد غضبتُ ، فأردتَ ان تزيد في غضبي أما أني ساؤدبّك أدبا يتأدب به غيرُك ياعلي بن الهيثم قد صفحتُ عَنك ووهبتُ لك كلَّ ما قَدّرتُ أنْ أطالبك به ورفع رأسه الى الحاجب وقال : لايبرح ابن الجُنيد الدار ،حتى يحمل لعليّ بن الهيثم مائة ألف درهم، ليكون له بذلك عقل ،فلم يبرح حتى حملها الى ابن الهيثم )والسؤال الآن :أين هم اولئك الذين يقابلون المتصيدين في الماء العكر بمثل هذه الصرامه ؟لقد دارتْ على المتصيّد بالماء العكر الدوائر وهكذا يجب ان يكون الحال في الحاضر !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المهندسة بغداد
2012-01-23
احسنتم كثيرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك