الكاتب/مصطفى سليم
ضحكت كثيرا في حينها عندما سمعت شخصا كان معي في الجيش(الخدمة الإلزامية)أو(المكلفية)والتي كان المقبور صدام وزبانيته يفرضونها على جميع أبناء الشعب العراقي ممن أكملوا سن الثامنة عشر من أعمارهم،وما ابتليت فيه في ذلك الزمان شانه شن باقي أقراني وممن يسمونهم(مواليدي)ذلك الشخص الذي حور مقولة البعث المقبور وبأسلوب يهدف به التنفيس عن الكبت الذي كنا نعانيه في ذلك الوقت المشئوم،و هو شعار كانوا يكتبونه على جدران المعسكرات والمؤسسات الأمنية وحتى غير هذه الأصناف بل على جميع المباني الحكومية،وبعض المتملقين كانوا يكتبونها على جدران بيوتهم وهي(العراق وطن الجميع وحماية أمنه وسيادته مسئولية الجميع)الى(العراق بلد التكارته وحماية أمنه واستقراره مسئولية الصعالكه)والصعالكة تدل على الصعلوك أي الفقير المنعدم..ولكني لم استطع ان أبوح بإعجابي به وسروري لصدقه وتحليله الدقيق لوضع العراق في ذلك الوقت،لان ذلك ربما كان سيكلفني حياتي أو ربما ان اقضي ما بق منها في ظلمات السجون،وبعد كل تلك السنوات التي كنا نأمل النفس بأننا نسيناها فتبين أنها مازالت باقية وان طال الزمان واختلف الأشخاص،فبدلا من السعي الى بناء جسور الثقة والصدق في التعامل مع الشركاء ولاسيما مما كان يقاتل مع حزب الدعوة بخندق واحد،اخذ راس كتيبة الحزب وأمينه العام ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة و وزير الداخلية وكالة و...الخ الأستاذ نوري كامل المالكي(حفظه الله ورعاه)يستحوذ على جميع الألقاب والامتيازات والانجازات مرتا واحدة وبدفعة واحدة كذلك فأما الأولى والثانية قد عرفنا كيف استحوذ عليها ولا فخر له بذلك,ولكني لم اهضم واقتنع كيف يمكن ان تصادر جهود الآخرين وتضحياتهم ودمائهم ولوعاتهم،ليصبح هو صاحب الانجاز ويستفرد به ويدعي بأنه هو من اخرج الأمريكان من ارض العراق دون غيره،ولو أردنا ان نعد نجري ابسط الإحصائيات لعرفنا ان حزب الدعوة وما نتجه عنها باسم (دولة القانون)كانت ومازالت اقل من جميع المكونات السياسية الأخرى تضحيتا وأكثر من جميع الكتل الأخرى استفادتا وأكثر من جميع الكتل فشلا وفسادا ومراوغتا والتفافا على الاتفاقات،فكيف لمن يحمل كل هذه المواصفات المنبوذة ان يدع انه صاحب الانجاز وصانعه،وقليلا من الحياء يا كبير دولة القانون ،أم انك تريدها لك وتكون سيد القوم والباقيين هم خدم في مملكتك أم ضننت سكوتهم خوفا منك وهم من أخاف واخرج الأمريكان من ارض الرافدين واعلم ان الكيل طفح وعند ذلك لا ينفع الندم..
https://telegram.me/buratha