سامي جواد كاظم
المقصود من عبارة احدى نسائه واضحة الدلالة ولكننا نريد ان نبحث ونجيب عن اصل الموضوع الا وهو لماذا لا يطلق النبي من ثبت لديه انها احدثت امور لا تليق بمقام النبوة ، بل حتى التجاوز على معتقدات الاسلام .ان التقديس الذي تمنحه بعض المذاهب لزوجات النبي او البعض منهن فيه مغالاة بل وحتى تهوكات خارج نطاق الشرع والمالوف وليس كل من كان بمعية نبي مقدس فالايات الكريمة التي دلت على ان بعض نساء الانبياء عاصيات واستحقن العذاب ترد على كل من يمنح القدسية لكل من تحظى بمقام الزوجية للانبياء .الانبياء عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ليسوا ممن يقدمون على الاعمال المكروهة او البغيضة مهما كانت بالرغم من مشروعيتها لا سيما تلك التي تخص عائلته فالطلاق ابغض الحلال اي انه عمل بغيظ ، ولعل الحديث عن زوجتي نبيي الله لوط ونوح عليهما السلام في الاية الكريمة " ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {التحريم/10} " فانهن دخلتا النار بالرغم من انهن زوجتان لنبيي الله نوح ولوط عليهما السلام ، فزوجة النبي لوط عليه السلام التي كانت من الغابرين فبالرغم من ايذائها لزوجها لم يفكر بتطليقها والايات الكريمة واضحة في اظهار دورها في تاليب القوم على ضيوف زوجها فكان عذابها من الله عز وجل وليس من زوجها ، فهل يحق لنا ان نسال النبي لوط لماذا لم تطلق زوجتك وانت اعلم بمكائدها ؟ والامر ذاته ينطبق على نبي الله نوح عليه السلام وزوجته، بل حتى ان بين العوائل البسيطة التي تحدث مشاكل بين الزوج والزوجة لا يحق للغير ابداء النصح للزوج بضرورة تطليق زوجته ، فكيف بالنبي المعصوم فانه ادرى بامور عائلته والتي هي من اختصاصه لوحده ولا يحق لنا الاطلاع على خصوصياته العائلية .الامر الاخر ان ردود الافعال التي تعقب الطلاق لو حصل قد تكون اشد وقعة مما لو بقيت على ذمة النبي فان ما ظهر من قول او تصرف قد يكون بعضه وليس كله وذلك لزوجيتها من رسول الله فكيف اذا قطعت هذه العلاقة ؟ وكيف يكون رد فعل عشيرتها ؟ وماذا سيكون على السن المسلمين من حديث قادح ؟، هذا اضافة الى ان الاية الكريمة التي حرمت على المسلمين الزواج من زوجات الرسول "النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " جعل مسالة طلاقهن فيه نوع من الظلم لهن من النبي لو طلقها وانبياؤنا معصومون ولا يصدر منهم هكذا تصرف.واما الاية الكريمة التي تتحدث عن اذية عائشة وحفصة لرسول الله (ص) فهي صريحة وواضحة بل حتى ان ابن عباس سال الخليفة الثاني عن من هن اللواتي نزلت فيهن الاية الكريمة "إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ {التحريم/4} " فاجابه الخليفة الثاني واعجبا عليك يا ابن عباس انهن عائشة وحفصة الرواية في صحيح البخاري.فاذا كان الله عز وجل يشير في كلماته الى اذيتهما لرسول الله ويحذرهن بضرورة التوبة والتوبة يعني الركون الى التقوى وترك المعصية التي ارتكبوها ، وبالرغم من ذلك نجد في الاية الكريمة تحذير وليس طلاق اضف الى ذلك ان الشطر الثاني من الاية الكريمة "عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا {التحريم/5}" هذا يدل على وجود نساء افضل منهن في الايمان والقنوت والعبادة بدليل التحذير من الاستبدال والا لا يعقل ان الله عز وجل يخلق نساء حال الامر بالاستبدال اي الطلاق .اخر كلمة في الاية فيها اشارة واضحة الى زوجته عائشة لانها تعتبر الباكر الوحيدة من بين زوجات النبي وهذا ما يدعيه اتباعها باعتبار هذا منقبة ، فالكلمة وابكارا اي ان هنالك نساء على درجة عالية من الايمان هن الافضل من الزوجة الباكرة الوحيدة !!
https://telegram.me/buratha