حافظ آل بشارة
مثلما حدث في صلاح الدين اعلنت اغلبية ضئيلة (15 من 29) من مجلس محافظة ديالى المحافظة اقليما فدراليا ، سخرية دستورية جديدة ، خبر الاعلان هيمن على وسائل الاعلام العراقية ، لكن خبر التظاهرات الشعبية الغاضبة الرافضة للاعلان لم يهتم به أحد ، أي اعلام وطني هذا وكيف يعمل ؟ المتظاهرون استغاثوا بالفضائيات لكي تغطي تظاهراتهم الرافضة للاعلان في بعقوبة والخالص والمقدادية وبلد روز وابو صيدا والوجيهية وغيرها ، لكن المراسلين صم بكم ، وقد تجاهلوا حتى مبدأ القيم الخبرية المهني ، المتظاهرون قطعوا الطرق الى كردستان والى الحدود الدولية ، وعطلوا الدوائر واعلنوا مايشبه الاعتصام ، من يدخل وسط المتظاهرين يكتشف عالما آخر من الحقائق ، الاهالي شرحوا مبررات رفضهم المشروع واهمها ومن السنتهم مباشرة : 1- يقولون ان خطة اقليم ديالى مرتبطة بالتيار السياسي نفسه الذي اعلن اقليم صلاح الدين ، وللاسباب نفسها وهي اسباب وصفوها بأنها طائفية . 2- يقولون ان المخطط مرتبط بأشخاص اصحاب قرار في الدولة ، ولدى سلطات المحافظة ملفات تؤكد ان اؤلئك الاشخاص يقودون عصابات سرية في ديالى تنفذ تصفيات طائفية. 3- يقولون ان ديالى معروفة كاحدى حواضن الارهاب وجرت فيها منذ سنة 2006 ولثلاث سنوات على التوالي تصفيات طائفية هائلة ولم تهدأ الا بعد عدة حملات تطهير أمنية . 4- يقولون ان الاعتقالات الاخيرة التي استهدفت (تنظيمات لحزب البعث) في ديالى هي سبب هذا الاجراء لجعل الملف الامني بايديهم ثم تبدأ بعدها عمليات التهجير القسري في المحافظة لتغيير تركيبتها الطائفية .5- يقولون ان المحافظة ملاصقة للاراضي الايرانية ويمكن ان تتحول في ظل الاقليم الطائفي الى ساحة نشاط مسلح لمنظمة خلق الارهابية البالغ عدد اعضاءها 3400 مقاتل محجوزون حاليا في معسكر اشرف ويمكن ان تنتقم تلك المنظمة من سكان المحافظة الذين طالبوا باخراجها لارتكابها جرائم قتل ايام النظام السابق واستعادة اراضيهم التي تسيطر عليها ، ونشاط المنظمة قد يعرض المحافظة الى قصف ايراني ! كما تضم المحافظة مناطق متنازع عليها فيها خليط من الكرد والعرب والتركمان في قضاء خانقين وبلدروز وغيرها مما يعقد الملف أكثر ، الأهالي يستعيدون برعب بالغ قصص التصفيات الطائفية والتهجير القسري وتحول كل البلدات الصغيرة في ديالى الى كانتونات معزولة مرعبة يتحكم باهلها القناصون الذين يصطادون الناس من اسطح المنازل ، قال المتظاهرون ايضا ان الذين يتزعمون دعوة الاقليم هم الذين كانوا يقودون سابقا التصفيات الطائفية ، والمجرمون الذين اطلق سراحهم برشوات وعادوا الى مناطقهم اضافة الى المدافعين عن منظمة خلق ، واضاف المتظاهرون : عندما يقف خلف هذا المشروع اناس من هذا النوع فمن حق الاهالي ان يتوجسوا خيفة ويعلنوا الرفض . المطلوب ان يستمع مجلس المحافظة الى هذه الاقوال ، ويقارن بين الارباح والخسائر المحتملة من هذا المشروع ، الذي يبدو توقيته غير مناسب .
https://telegram.me/buratha