المقالات

تاريخ الأمام الحسين بن عليّ ‘بين الشهادة الخالدة والسرِّ في شرافة البقعة الطاهرة لمرقده

915 18:23:00 2011-12-13

من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

مقدمةٌ تمهيديّة:لقد حاز سيد الشهداء الامام الحسين (عليه السلام) على أرفع درجة في ساحات الجهاد في سبيل الله تعالى ونصرة دينه الحق _ الدين الاسلامي الحنيف _ , وعلى أرقى المراتب في ميدان التضحية والفداء حتى الشهادة التي بُنيت على أُسس الاخلاص لله جلّ وعلا في العهد الرسالي لـه, وذلك من أجل حفظ أركان الإسلام, وحماية العقيدة الحقة من التشويه والانحراف عن الخط المحمديّ الأصيل, بل لأجل تثبيتها على قاعدةٍ إلهيّةٍ، رصينة المبادئ، هادفة في قيّمها, متينة في غايتها, واضحة في أهدافها التي تهدف الى السموّ بالانسان الى الكمال الالهيّ.كما نال (صلوات الله وسلامه عليه) أعظم وسام خصّهُ به العليم الحكيم (جلت عظمته) مِنْ أَوسمة الشهادة؛ لانه أُستشهد من أجل أن تبقى كلمة لا إله الاّ الله هي العليّا, حيث جاهد بكل صلابة وإصرار على محاربة حكام الظلم وسلاطين الجور حتى آخر قطرة من دمائه الطاهرة في آخر رمقٍ من حياته الشريفة, وبذلك حصل (عليه السلام) على أعلى منازل الآخرة في سجل الشهداء والصدّيقين, وذلك بأنْ اصبح سيد الشهداء، وسيّد شباب أهل الجنة إلى جانب أخيه الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) على لسان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حيث قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».فمنذ أنْ اُستشهد الإمام الحسين (عليه السلام) ارتقى عرش الشهادة في رياض الجنة من بين شهداء الاسلام، ولم يدانيه أحداً في هذا المنصب الإلهيّ الذي منحه لـه الله (تبارك وتعالى) دونَ غيره منَ الشهداء؛ لأنّه (صلوات الله عليه) سجل أعظم ملحمة في تاريخ الإسلام، معفرةً بأسمى ملاحم البطولة والفداء، ومحفوفةً بأعلى درجات التضحية والإباء في صفحات الجهاد في سبيل الله.ولهذا تُعدُ واقعة الطف في يوم عاشوراء مِنْ أعظم الملاحم التاريخية في تاريخ البشرية، ملحمة لم يذكر التاريخ مثيلاً لها أبداً.كيف .. لا؟وقد كان رائدها هو سيّد الشهداء؛ الذي برز بأروع صورة البطولة والشجاعة الفائقة على مدى الدهر في التاريخ، عندما كان أهل بيته واصحابه يبرزون على أرض كربلاء واحداً تلو الآخر، كل ذلك حدث ولم تنثن عزيمته الجهادية.. إلى أنْ سالت دماؤه الزكية، وهي تسقي جذور العقيدة على أرض الإسلام العزيز، لكي تبقى راسخة شامخة إلى يومنا هذا.ولهذا نالت كربلاء هي الاخرى وسام العزّ والشرف مِنْ بين بقاع ا لعالم، فاصبحت أفئدة الناس تهوي إليها من كُلِّ مصر، وفي كل عصرٍ؛ لانها تشرّفت برقود الجسد الشريف لسيّد الشهداء فيها، وروت من دمائه النفيسة، فازدادت بذلك فخراً وشرفاً وكرامة لاتضاهيها بقعة في ذلك. كما نصّ على أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كلماتهم، ونصوص زياراتهم: «طبتم وطابت الأرض التي فيها دفنتم»( ).ويكفي حرم الحسين فضلاً أنْ يتخير زائره في الصلاة بين القصر والإتمام، وسيتحب لـه الأخير، لكن مع رفعة هذه المنزلة لأرض كربلاء، وبعدما أخذت قلوب المؤمنين تهوي إليها، لزيارة مرقد الحسين بكل لهفة وشوق، عَمْدَ المارقون من أعداء أهل البيت والناصبيين، إلى سحق المرقد الطاهر، ومحوه من الوجود مراراً وتكراراً، لكن دون جدوى ولله الحمد.وفي قبال هذه الاحداث، والحملات التخريبية نهض الاخيار من شيعة أهل البيت إلى العمران والبناء المتواصل لمرقد امامهم، وسيّدهم الحسين (عليه السلام) تعظيماً لـه واعتزازاً به، وهكذا بقي مرقده المقدس شامخاً خالداً على مدى التاريخ، وهذه من أعظم كرامات الخلود لـه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
المنسي
2011-12-16
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد (ص) حفظكم الله شيخ المزيد المزيد
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك