بقلم الكوفي
من المخجل والمعيب ان يصل بنا الحال الى ما وصل اليه الوضع بشكل عام في العراق من تدني وتراجع على جميع المستويات ،من المخجل والمعيب ان يظهر محافظ البصرة السيد ( خلف عبد الصمد ) في برنامج تلفزيوني بث من على قناة الفيحاء حول الوضع التربوي في مدينة البصرة والملفت للنظر ان البرنامج يظهر لنا وكأن مايجري في البصرة من اعمار في المجال التربوي يستحق الثناء والتقدير وهذا ما لمسته من خطاب المحافظ ومقدم البرنامج ،اقسم بالله عندما تابعت البرنامج او جزء من البرنامج شعرت بالاحباط وامتلكني شعور باليأس من كل مسؤول عراقي ولا اخفي على القارىء العزيز وددت لو اني الطم على رأسي مما رأيت وهنا اورد ماجاء في اللقاء على شكل نقاط واتمنى من قناة الفيحاء اعادة البرنامج وتنبيه الشعب البصري خاصة والعراقي عامة لمتابعة هذا اللقاء ،اولا : ظهر السيد المحافظ بهندامه اللطيف وابتسامته العريضة وكأن من يراه يقول في نفسه انه يقوم بافتتاح مدرسة ذات مواصفات حديثة .ثانيا : قال السيد المحافظ لمقدم البرنامج وهو يبتسم ان احد الاشخاص الذين كانوا بجنبه وهو مقاول قد تبرع بثلاثة مائة رحلة للمدرسة .ثالثا : جلس مقدم البرنامج على رحلة داخل الصف المدرسي متحدثا عن الرحلة وكيف قامت الجهود الجبارة باصلاحها واعادتها للخدمة من جديد وكان كلامه ليس استهزاء ابدا وانما هو مقتنع ان السواعد الجبارة هي من قامت بهذا المنجز .رابعا : من يلاحظ حيطان المدرسة والصفوف لايكتفي بالبكاء وانما بوده لو مزق ملابسه وخرج يلطم على رأسه مما يسمع ويرى .خامسا : مقدم البرنامج قام بلقاء مع مديرة المدرسة او معلمة في المدرسة لا اعلم واذا بها تكرر شكرها وثنائها للمحافظ ولمرات عديدة ولا اعلم على ماذا تشكر المحافظ .خامسا : هذا المنجز جاء بعد شهرين من جلوس الطلاب على الارض وقد تكلم احد الطلبة الصغار عن هذا المنجز العظيم حيث قال الان نجلس على الرحلات والشبابيك وضعوا فيها الجام ومن يشاهد الحيطان التي خلف الطالب والله ثم والله يعتريه الخجل ويتملكه الالم .سادسا : جلوس السيد المحافظ في الرحلة الاولى جنب الطلاب وهو يستمع الى درس المعلم وهذا المشهد ألمني كثيرا حيث ذكرني بموقف لا اريد ذكره وكل عراقي يعرف ما اقول .هنا اوجه سؤالي للسيد المحافظ وقناة الفيحاء التي قامت بتصوير هذا البرنامج اين ذهبت المليارات حتى يقوم مواطن عراقي بالتبرع بثلاث مائة رحلة وهذا على لسان المحافظ والمواطن المقاول المتبرع بجنب المحافظ ،اليس من المعيب ان تكون حالة المدارس في مدينة البصرة بهذا الشكل والجميع يعلم ان ثلثي خيرات العراق من مدينة البصرة ،ثم اسالكم بالله يا سيادة المحافظ اما كان الاجدر بكم ان تذرفوا الدموع بدلا من توزيع الابتسامات هنا وهناك لما شاهدناه وسمعناه ورأيناه ،اقولها والالم يعتصر قلبي اين ذهبت المليارات التي رصدت في الميزانية الانفجارية واين هي المنجزات وانتم عاجزين من ترميم مدرسة ، ثم اسالك بالله ايها السيد المحافظ هل هو هذا حال طلبة المدارس الهولندية وانتم كنتم لسنوات في هولندا ،ربما السيد المحافظ يعرف كاتب المقال وذلك للعلاقة الطويلة والاخوية والتي امتدت لسنوات طويلة ولا اظن انه يشك في كتابتي انني استهدف شخصه وانما كلمة حق لابد لي ان اقولها خصوصا وان البرنامج فيه اهانة لمشاعر كل مواطن شريف وغيور على بلده وابناءه .
https://telegram.me/buratha