المقالات

اين الفقراء والمساكين من ثروات البلد؟؟

938 18:32:00 2011-12-11

الكاتب:عمار احمد

استبشر ملايين العراقيين من الموظفين والمتقاعدين والمشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية خيرا عندما سمعوا تصريحات بعض السادة المسؤولين عن النية برفع رواتبهم في العام المقبل. وما وسع حجم ومساحة الفرح والاستبشار كثيرا هو الارقام المهولة للموازنة المالية لاتحادية للعام المقبل والتي عدها سياسيين واقتصاديين كثيرين بأنها الاكبر في تأريخ العراق منذ تأسيسه، حيث بلغت مائة وسبعة عشر ترليون دينار أي مايعادل مائة وعشرة مليارات دولار. اضافة الى ذلك فأن ما وسع حجم ومساحة الفرح والاستبشار هو التوقعات بأرتفاع معدلات انتاج وتصدير النفط، وارتفاع اسعاره في الاسواق العالمية خلال الاشهر القادمة.تبددت كل الامال والتمنيات والافراح وذهبت ادراج الرياح ما ان اعلنت تفاصيل وابواب الموازنة المالية للعام الجديد، ليتضح وعلى لسان معالي وزير المالية الدكتور رافع العيساوي انه لن تكون هناك زيادة في رواتب الموظفين والمتقاعدين خلال العام المقبل. انها فعلا صدمة عنيفة لشريحة من ابناء الشعب يعاني الكثير من ابنائها من مشاكل ومعاناة اجتماعية كبيرة بسبب ضغوطات الحياة اليومية والاعباء المترتبة على غلاء المعيشة.لماذا تبقى اوضاع غالبية ابناء الشعب العراقي على حالها ، ان لم تزداد سوءا في الوقت الذي تزداد فيه ثروات البلاد وموارده؟.. ولماذا الخدمات الاساسية والبنى التحتية بائسة ولايتغير واقعها ويتحسن رغم التخصيصات المالية الهائلة لها؟.ووفقا لاحصيات رسمية من قبل وزارة التخطيط يبلغ عددموظفي الدولة والمتقاعدين والمشمولين بشبكة الرعاية الاجتماعية خمسة ملايين شخص، وهذا عدد غير قليل، وبالنسبة للموظفين الذين مازالوا يمارسون وظائفهم وقسم قليل من المتقاعدين قد تكون اوضاعهم افضل من ملايين العراقيين الاخرين، فهناك الارامل والايتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين وجيوش العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات والمعاهد، وتكفي الارقام التي اعلنت عنها لجنة حقوق الانسان البرلمانية مؤخرا عن اعداد الايتام والارامل في البلاد دليلا عن حجم وعمق الازمة الحياتية الخطيرة، فرئيس اللجنة سليم الجبوري يؤكد ان هناك اكثر من ثلاثة ملايين يتيم واكثر من مليون ارملة في البلاد يعيشيون معاناة صعبة اضافة الى معاناة الاقليات من الضغط السياسي لانشغال بعض القوى بالملفات السياسية والذي انعكس بشكل سلبي على ملف حقوق الانسان.وتزداد مساحة المشكلة الخطيرة، عندما ترد احصائيات او تقديرات عن اعداد اطفال الشوارع المتسولين او الذين يبيعون الاشياء البسيطة في تقاطعات الشوارع والساحات وكراجات النقل بطريقة تشبه الى حد كبير التسول ومعهم اعداد كبيرة من النساء من اعمار مختلفة والشيوخ،بل وحتى بعض الذين هم في عمر الشباب.واذا كانت ثروات البلاد تزداد وترتفع كثيرا والملايين من الناس تشعر بالحرمان والعوز والتهميش والاهمال، فماذا يعني ذلك؟.. مع وجود طبقة او فئة قليلة من السياسيين وكبار المسؤولين والتجار تزداد غنى ورفاهية وثراء.. يعني بأختصار غياب العدالة واستشراء الفساد والمحسوبيات والمنسوبيات، وعدم اهتمام الحكومة بالمواطنين الذين يحتاجون الى الاهتمام والرعاية والاستفادة من ثروات بلدهم ربما تكون موازنة العام 2013 مائة وعشرين او مائة وثلاثين مليار دولار ، وربما تزداد في الاعوام اللاحقة، ولكن ما الفائدة اذا لم يتغير الواقع نحو الافضل وتبقى المشاكل على حالها والمعاناة تزداد حدة ووطأة؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك