جمال العبيدي
ان اغلب الذي قرأناة في التاريخ وما سمعناه وما موجود من عناوين فكرية في المكتبات عن عقيلة الطالبين الحوراء زينب (ع) لايتعدى المأساة والحزن والدمعة في ساحة المعركة بكربلاء والحسرة على مقتل الحسين ع وأهل بيته واصحابة ،وكأن زينب السيدة الفاطمية العظيمة صاحبة الدور العظيم لم تكن وظيفتها ألا الندب والبكاء والولاء الممزوج بالتعاطف مع ثورة الأمام الحسين وقضيته السياسيةوهذه ليست الحقيقة وإنما الحقيقة في زاوية أخرى من التاريخ وهي أن زينب كان لها دور يوازي دور ألائمة (ع) ولم يتراجع أويضعف هذا الدور لافي حياتها وهي في بيت أبيها الأمام علي (ع)ولافي كربلاء ولافي حياتها الاجتماعية والسياسية وهي الصانعة للقرار وصياغاته العلوية المحمدية ،هذه المرأة الفاطمية المتأصلة في التعاليم النورانية المحمدية جسد صورتها ونموذجها العالي وحقيقتها القيمة النبيلة ماظهر منها يوم كربلاء ، كربلاء كانت الإيضاح والمشهد الكاشف لروح النبوة وتجلياتها السمحاء في مرحلة باتت فيها حقائق الناس وتوضحت رغباتهم وخوفهم وشجاعتهم ونبلهم وزيفهم ،ومروءتهم وخيانتهم في مواجهة تحدي ظهور الروح المحمدية الشاخصة التي كانت تعسكر في الطرف الأخر .ولعل هذا الأمر ،كون زينب تمثل روح النبوة والإمامة وضمير الثورة هو الذي دفع بالحسين ،أن يصحب شقيقته وروحة وامتداده وحيوية المشروع الثوري بل أن يصحب سيفه وترجمان فلسفته وناطقته المسلحة معه الى ساحة القضية .وحين طلب من الاما م تفسير الأمر اختياره الصعب باصطحاب العائلة الهاشمية وزعيمتها وقيادتها النسوية زينب أكد وهو يتطلع لأخته بل يتطلع الى روحة (شأ الله أن يراني قتيلاً ويراهن سبايا) ألا أن قضية السبي التي أشتغل الأمويون على بعدها السياسي السلبي حولتها هذه العظيمة المحمدية الى قضية احتجاج هو الابلغ والأكثر إحراجا لسياستها وممارستها وجريمتها الشنيعة يحق الإسلام ورموزه ولعل السيدة زينب عليها السلام هي التي وضعت نهاية لمسرحية الحكم السفياني عندما عرت الوجوه الشوهاء والسياسات العمياء والقيادات الجاهلة والنفوس الحاقدة يصبر جدها (صلى الله علية واله) في دعوته وأبيها في دفاعه عن كيان الشريعة والدولة الإسلامية .أن احد من الذين شهدوا واقعة الطف الدامية ،كان قد رأى زينب (عليها السلام) وهي تشهر سلاح المواجهة بعد نهاية المعركة كأنها أرادت أن تؤكد للجميع بان قضية الحسين لن تنتهي بقتلة بل تبدأبه .يقول هذا الرجل كان موكب السبايا يمر بالأوساط في الشام (فلم اروالله من انطق منها،كأنما تنزع عن لسان أمير المومنين علي بن أبي طالب ،والله ماتمت حديثها حتى ضج الناس بالبكاء وذهلوا وسقط مافي أيديهم من هون تلك المحنة الدهماء ) لقد مثلت هذه السيدة النبيلة المذبوحة بثلاثة وسبعين رجلا من أشقائها وأبنائها وأحباب أخيها مجزرين كالأضاحي على رمال الطف ،لكنها تعاملت مع تلك القضية لاعلى خلفية الندب والبكاء والعزاء وحسب ، لان هذا التركيز على هذا البعد دون تأصيل الأبعاد السياسية والفكرية والعقيدية والحضارية في القضية الحسينية سيفقد الدمعة حيويتها واستمرارها .نعم لقد كانت ابنة علي أم الثورة بامتياز تماماً كما كانت الزهراء أم محمد في دعوته وأم علي في قضيته
https://telegram.me/buratha