قلم : سامي جواد كاظم
يبقى الفضل لبو عزيز التونسي في قيام الثورات العربية الاخيرة والتي استطاعت ان تقتلع بعض الطواغيت من عروشها ودائما يكون تفكير الطاغية المخلوع في اخر عمل يقدم عليه قبل المغادرة فالسقوط اختلف من طاغية الى طاغية والبعض منهم قارن بين مبارك والقذافي واعتبروا ان مبارك ( شريف ) لانه لم يفعل بشعبه مثلما فعل القذافي ودراسة متانية للحظات الاخيرة لرحيل مبارك من السلطة سنرى نتائج سلبية غفل عنها الشعب المصري والذي طار فرحا بتنحي مبارك .منذ اندلاع ثورة الشعب المصري ومطالبته بتنحي مبارك والاستجابة التدريجية لمبارك لمطاليب الشعب المصري جاء بشكل مدروس جعلت الشعب المصري يعيش نشوة الانتصار السرابية ،بانه استطاع ان يرضخ مبارك على التنحي وترك السلطة، ومن بين احدى القرارات التي اتخذها مبارك هي تعيين عمرو سلمان نائبا له بعد ان كان يرفض تعيين نائبا له ولم تلق هذه الخطوة قبولا لدى الشعب المصري ، وبقي مصرا على رحيل مبارك ، وجاء الرحيل ولكن من هو البديل ؟ فالمفروض عندما يتنحى عن الرئاسة من هو الذي يدير السلطة ؟ اليس نائبه ؟ لكن الذي جاء على شكل سهم في صميم ثورة الشعب المصري عندما اوكل سلطة مصر الى القادة العسكريين والذين الى الان يتخبطون في قراراتهم البعض منها مدروس والبعض منها تحصيل حاصل .لماذا القيادة عسكرية وليست مدنية ؟ عندما تقراون المسرح المصري اليوم ستعلمون بان هجوم مبارك ضد الشعب المصري بدا بالفعل منذ ان تنحى عن السلطة فالفوضى والقتل وتحول ميدان التحرير الى ميدان الشغب وسقوط قتلى ومهاترات اعلامية وكلامية بين الاطراف المتنازعة وتمزق نسيج الشعب المصري هذه هي الاهداف التي يرجوها الطواغيت وجاءت اداة مبارك في تمزيق الشعب هي السلطة العسكرية التي سلمها امور البلاد ولا غرابة عندما تستقيل حكومة وتشكيل حكومة فالطريق طويل امام هذه المسرحيات والسوناهريات والتي تعتبر مصر ام الفن وها هي ستمارس الفن بشكل حقيقي في ميدان التحرير وقصر الرئاسة .المجلس العسكري يعتذر عن سقوط قتلى ، انهم الوجبة الاولى ، الدعايات الانتخابية للكتل المرشحة للانتخابات تملا شوارع مصر، التوجس من فوز الاخوان يملا عقول العلمانيين ، وستبقى مصر في دوامة المجلس العسكري الذي سيعبث بكل ما يقودهم الى الاستقرار الا بعد تحقيق الخفايا التي خطط لها ليلا .وانا انظر الى الفضائيات التابعة لمصر وابتسم الى المشاهد التي يعرضونها عن المشاركين في الانتخابات ...امراة عجوز واخرى تحمل اطفالها وثالث يرتدي العلم المصري ...انها مشاهد اقدم عليها العراقيون قيل سبع سنوات ونحن عشنا الارهاب والذي احد مصادره مصر فان مصر ستعيش الارهاب ولكن بشكل اخر وكان اوله سقوط قتلى في ميدان التحرير .نعم غدا سيندم الذي طالب برحيل مبارك لان مبارك احسن استخدام الضربة القاضية لتطلعات احلام شباب مصر ، انا اعتقد ان المشهد الذي تناقلته وسائل الاعلام عن محاكمة مبارك وهو ملقى على سريره في قفص الاتهام انا اعتقد ان لم اجزم انه مشهد اتفق عليه بين مبارك والمخرج المجهول مقابل ثمن .وفي مقال سابق لي منحت مصر خمس سنوات اذا استطاعت ان تنتخب رئيس جمهورية من غير ان يفرض عليها .
https://telegram.me/buratha