عبدالله علي شرهان الكناني
يعقد البرلمان مالايزيد عن 60 جلسة سنويا في حين يكلف الميزانية مالايقل عن 180 مليار دينار سنويا بعد إحتساب رواتب النواب وحماياتهم ومستلزماتهم الأخرى بأقل التقديرات بذلك تكون كلفة كل جلسة لاتقل عن3 مليار دينار عراقي وهذه الجلسة في أحسن الأحوال تستغرق أقل من ثلاث ساعات لذلك تكون كلفة الساعة الواحدة مليار دينار تقريبا . هذا الرقم يجعل من الواجب الشرعي والقانوني والأخلاقي على النواب أن يستثمروا وقت الجلسات في مواضيع مهمة للبلد ويقدمون الأهم على المهم ويسارعون الى ماهو حرج من إحتياجات الناس وعدم الـتأجيل لها وترك المواضيع الأقل أهمية كالبيانات والخطب الفارغة وتسويق الشعارات وكذلك الإستجوابات الفاشلة التي لاتكشف عن فساد يلحق أو يكاد يلحق الضرر بالمال العام بل تكشف عن فساد المستجوب وفقر معلوماته وكثرة أحقاده الشخصية الغير مهنية .لقد شهدت هذه الدورة البرلماني استجوابين مع ثالث تم طمطمته بعد إستقالة وزير الكهرباء المفاجئة . ويراد له أن يشهد استجوابا فارغا آخر وهو الخاص بهيئة الحج والعمرة لقد لاحظنا في استجواب المفوضية العليا للإنتخابات مدى النفس الحزبي الضيق والروح الإنتقامية الغير مهنية عند المستجوبة وكانت النتيجة عدم قناعة النواب بضرورة حجب الثقة عن المفوضية ثم جاء استجواب العيساوي وأنا أجزم أن النتيجة ستكون مشابهة لنتيجة الإستجواب السابق لما تبين من معطيات خلال الجلستين السابقتين . سؤالي هنا بعيد عن الموقف من العيساوي والمفوضية من جهة ومن الفتلاوية والوائلي من جهة أخرى بل السؤال هو :لما كانت كلفة الجلسة البرلمانية لاتقل عن 3 مليارات دينار . أليس من الواجب معاقبة من يهدر وقت البرلمان في إستجوابات فارغة غير مبنية على اساس مهني ومعلومات دقيقة ؟ ألا تكفي المليارات الثلاثة لبناء مستوصف في ثلاث قرى عراقية تفتقر له ؟ ألا تكفي المليارات الثلاثة لتغطية مدينة الكاظمية مثلا بكاميرات المراقبة ورفع السيطرات ؟ألا تكفي المليارات الثلاثة لمعالجة الخلل الذي يعترض عليه النائب الطالب للإستجواب ؟ خصوصا إذا كان العرض لقضية تافهة كقضية حجلة الطفل التي عرضتها حنان الفتلاوي . ؟ من يجيبني على هذه الأسئلة ؟
https://telegram.me/buratha