حسين مجيد عيدي
إن أساس قيام ثورة الإمام الحسين ابن علي(ع) هي لبناء وتأسيس سلطة عادلة تحفظ فيها ألكرامه والحرية والعدل في زمن كان هناك الانحراف والاضطهاد والإرهاب الفكري والأخلاقي قائم وما أراده الإمام (ع) هو الإصلاح وتغيير ألمعادله .وفيما بعد أصبحت شعارات ثورة أبي الأحرار مدرسه نتعلم منها الشرف والفضيلة والإباء والشجاعة ومهما مرت ألازمنه نحس بحاجه إلى المزيد من التعلم من مبادئ وقيم تلك ألمدرسه كونها بحر من المعاني والبيان وأصبح الإمام معلما يقدم درسا بعد درس لؤلاءك اللذين يعيشون المظلوميه. ويجب اعتبار تلك الشعارات وصايا من الإمام للانطلاق منها نحو القضايا ألمصيريه والمتعلقة بحياتنا أليومه من اجل أن يشقوا بها أمواج الفتن بسفن النجاة وبعد هذه ألمقدمه لابد من معرفة بعض الدروس التي تحدد لنا معنى الحرية والموقف من الفاسدين والظالمين من خلال المواقف والشعارات التي أطلقها الإمام(ع) ومنها:- 1- عدم إعطاء الشرعية لمن لا يستحقها علينا أن نتذكر قول الإمام(ع) عندما أرادوا منه مبايعة يزيد:-((إن مثلي لم يبايع مثلك)) أي أن المراد أن يبايع الإمام يزيدا ليكون خليفة للمسلمين !! لكن كيف للحسين(ع) أن يبايع ظالم وطاغية وفاجر وفاسد مثل يزيد ليؤسس دوله قائمه على الظلم والفساد؟ لذالك وقف الإمام(ع) وقفته البطولية والشجاعة والتاريخية بوجه هذا الطاغية وأطلق تلك ألمقوله والتي تعتبر درسا مهما في القضايا المتعلقة بحياتنا أليوميه . وعليه يجب السير على نفس الطريق الذي انتهجه الإمام (ع) وأن لا نعطى الشرعية اوالادلاء بأصواتنا لمن لا يستحقها من الطغاة والمنافقين والمستبدين والظلمة 2- تحقيق حكومة العدل والمساواة قال الإمام (ع) :- ((إني لم اخرج أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي لاامر بالمعروف وأنهى عن المنكر)) لو تأملنا كثيرا عند هذا الحديث لوجدنا الكثير من الدروس والعبر والتي أراد الإمام ومن خلالها أن يعلم كل الأحرار في العالم عدم الاصطفاف مع الأشرار والطغاة والظالمين والفاسدين ثم الانتقال نحو إصلاح المجتمع وقبلها إصلاح الضمائر والنفوس من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وبمعنى آخر أراد الإمام أن يعطي درسا للأحرار بإبعاد وعدم إعطاء المجال لمن يتعامل بالحق رغبة بالمال أو الحصول على بعض الامتيازات والمناصب أو ترك المعروف والعمل بالمنكر. ((إن مسيرة الإمام جسدت الإسلام الأصيل الذي يبقى يتحرك في ألامه وان من يسير في خطه يجب أن يسعى إلى تحقيق حكومة العدل والمساواة)) الإقرار أمانه ومسؤولية أخلاقيه وشرعيه -3اعتبر الإمام إن الإقرار أو الاختيار أمانه و مسؤولية في أعناقنا وان يكون ثمنه إصلاح أحوال الناس والاهتمام بشؤونهم ومهما كلف الأمر وهذا ما جسده الإمام حين قال:- (( إني لااعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد)) :- انه درس آخر من دروس الحرية والكرامة ومااراده الإمام(ع) من جميع الأحرار بان لا يعطوا أصواتهم أذلاء صغراء كالعبيد للفاسدين والظالمين لحقوق الناس والوقوف مع المظلومين والمحرومين ومع من يريد تأسيس سلطه عادله ومستقلة يكون فيها الجميع متساوون في الحقوق والواجبات والوقوف مع عقلاء القوم ممن لهم ألقدره على الإنجاز باتجاه الإصلاح والتغيير والوقوف مع العناصر القادرة على صنع القرارات وتنفيذها بجرءه تتناسب وحجم التحديات والاصطفاف مع الصلحاء ممن ساروا على درب الحسين في مقارعة الظالمين والمستبدين 4- استحالة التعايش مع الفساد نلاحظ كيف حدد الإمام(ع) داله نستدل بها في مواقفنا مع الفاسدين والظالمين حتى وصل الأمر بالإمام (ع) أن يعتبر الموت اسعد من العيش مع الظالمين حينما قال (ع) :-((إني لاارى في الموت إلا سعادة والعيش مع الظالمين الابرما)). وهذا الدرس العظيم يعلمنا استحالة التعايش مع من يريد أن يظلم الآخرين ويجب محاربتهم وعزلهم وعدم ترك المجال لهم للتلاعب باحوال الناس وسلب حرياتهم وانتزاع حقوقهم. ((ان الإمام الحسين يمتلك ضمير يمثل القمة في الإحساس الإنساني)) 5- إعلاء كلمة الحق ورفض الطائفية ما أروع الكلمات والمواقف التي جسدها الإمام(ع) حينما قال :- ((إن كان دين محمدا لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)) أي شجاعة وإيمان يمتلك وأي تضحية وعناء تحملها في سبيل إحياء دين جده رسول الله (ص) وإعلاء كلمة الحق حتى سفك دمه الطاهر. وخاطئ من يضن إن قضية الإمام الحسين(ع) هي مختصة بطائفة معينه أو خاصة للمسلمين فحسب بل هي مدرسة للانسانيه جمعاء ولكل الأحرار في العالم ((هي مورد اعتزاز وتقديس لكل أولئك الاحراراللذين استشعروا أخلاق الإنسان وحريته))
إن مدرسة الإمام (ع) هي مدرسة لكل الأحرار في العالم استفاد منها الآلاف من العلماء والفلاسفة والحكماء فلابد لنا من الاستفادة القصوى من مقومات تلك ألثوره وشعاراتها الخالدة ووصايا الإمام أنفة الذكر وان تصبح دليل عمل لكل من يريد بناء سلطه عادله ومستقلة خاليه من الظلم والاستبداد والإرهاب و من اجل بناء مجتمع ديمقراطي مبني على أساس احترام إرادة الشعب من خلال انتخابات حرة ويتساوى فيه الجميع وتسوده العدالة وحرية التعبير والاختيار وان لا يحرمنا كسب المال والحصول على المناصب من السير على منهج الإمام (ع) ولا يكون للفاسدين والطغاة والظالمين أي مكان في صفوفنا((إن الذي يحقق الاستقلال هما أمران:-الأول الإسلام والثاني انتخابات حرة تنجب لنا حكومة تمثلنا)) اللهم وفقنا وأعنا في السير على نهج الإمام الحسين(ع) في ديننا ودنيانا وحقق رغباتنا في دولة كريمه تعز بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله ياارحم الراحمين
https://telegram.me/buratha