المقالات

الأًَحداث الساكنة ما بين فترة حكم الرشيد والمتوكل تجاه الحائر الحسيني المقدس

967 10:17:00 2011-12-07

من اعداد الشيخ حيدر الربيعاوي وتاليف الدكتور الشيخ عباس الانصاري ومن اصدارات المجمع العلمي للدراسات والثقافة الاسلامية النجف الاشرف

بعد أَنْ هلك الرشيد المقبور؛ الذي حاول أن يطمس آثار المرقد الشريف والحرم المقدس للإمام الحسين(عليه السلام) ظاهراً, إستلم مقاليد الحكم إبنه الأمين؛ والذي إشتغل باللهو والطرب وترك الأمة وشأنها, والشعب على هواه, وقد إتجه اعوانه إلى التمتع بالدنيا وما فيها من ملذات في طريق الضلال, في الوقت الذي كان فيه رئيسهم منخرطاً في طيشه وإنحرافاته، تبعاً لأهوائه النفسية المنحرفة.كل ذلك ولّد المجال للناس بمختلف مذاهبهم وشتى ميولاتهم في ممارسة نشاطاتهم وأعمالهم وطقوسهم كل بحسب اعتقاداته, فاتجه شيعة آل البيت إلى زيارة العتبات المقدسة لأئمتهم, وبالخصوص زيارة سيد الشهداء ,أبي الأحرار الإمام الحسين(عليه السلام), ...زيارة يحفها الشوق, وتسوقها اللهفة الولائية؛ لأنهم كانوا قد حُرِمْوا من ممارستها بشكلها الطبيعي الحر؛ بعيداً عن الضغوط والتعامل الأرهابي, وذلك بأمرٍ من الرشيد, فلم يستذوقوا بروحيتها آنذاك؛ لشدة البطش والعدوان, والخوف الذي كان يحيط بهم, من جراء الممارسات الأرهابية التي كان يتبعها الأرهابيون من إعوان الرشيد مع محبي الحسين(عليه السلام) وزواره.ففي تلك الفترة -فترة سكون الأحداث- قام شيعة علي والحسين بإعادة البناء للحائر الحسيني المطهر وتعميره، بما لديهم من الامكانات والقدرات البسيطة -تحت أشراف أئمتهم في كل عهد يفسح لهم المجال لعمرانه وكان اتصالهم بالامام سراً وتقية؛ ليعيدوا بذلك العمران ملامحه التي تليق به, ويؤدوا طقوسهم الدينيّة وشعائرهم الحسينية؛ من إقامة مجالس عزاءٍ أو زيارة لإمامهم سيّد الشهداء الحسين(عليه السلام).وحينما نشب الصراع بين ولد الرشيد -الأمين والمأمون- على السلطة, ودارت بينهما وأعوانهما معارك دامية -حيث كان الأول على رأس الحكومة- وبعد ذلك إنتهت هذه الصراعات لصالح المأمون, بأنتصاره على الأمين وإقصائه من السلطة.وجاء المأمون على رأس الحكومة العباسيّة الجديدة بمنهج جديد, أراد بذلك أن يمتص نقمة الأمة على العباسيين, لِمْا رأى من ركود الأوضاع على جميع المستويات، نتيجة لما فعله الأمين من أهمال الأمور، وترك الأمة بلا متابعة عند رفع الضغوطات التي قنّنها أبيه, لكن المأمون لم يفعل كما فعل الأمين, وإنّما اتجه إلى اسلوب مغاير في سياسته يؤدي إلى نفس النتيجة, فأخذ يتظاهر باحترام العلويين؛ لذلك نراه قرّب الإمام الرضا( ) (عليه السلام), وفسح المجال للشيعة بممارسة نشاطاتهم الدينية؛ بل أعترف بسبقهم الفكري والعقائدي, وأتاحة الفرصة لزيارة الحسين(عليه السلام), واهتم بشكل ظاهر بالحرم المطهر مع ما يبطن من عقيدة تستمد جذورها من أجداده بني العباس.فقد أعاد المأمون موضع المرقد المطهر, وبنى عليه بناءاً شامخاً بقي حتى سنة (232) هجرية( ).وهكذا تمتع العلويون, والشيعة بفترة سكون وهدوءٍ نسبي ملحوظ أكثر من الفترات السابقة عليها, لكننا نعلم بأن الأعداء لا يروق لهم ذلك, وإنّما كانت الأوضاع والأضطرابات السياسية التي تحصل في حكوماتهم تقتضي ذلك؛ بل تجبرهم عليه.وبقيت الأحداث الساكنة على ما هيَّ عليه -بعد المأمون- في عهد المعتصم والواثق, وبقي بناء المرقد الشريف مصوناً شامخاً يطوف حوله حجاجة, فهو رمزاً وكعبةً لشعائرهم الدينية, وشعاراً لولايتهم لأهل البيت(عليهم السلام), ولم يحصل للحائر الحسيني، ولا لزواره مكروه حتى عهد المتوكل الذي قلب الأمور رأساً على عقب على الشيعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك