سعد البصري
يقول أهل القانون إن ( الاعتراف سيد الأدلة ) . أي بمعنى أخر إن من يعترف انه قام بفعل ما سيكون هذه الاعتراف دليلا قاطعا على قيامه بالفعل ،هذا إذا لم يتعرض لضغوط معينة ؟؟. والأمر ينطبق أيضا في حالة الشهادة . فإذا شهد اثنان او أكثر على قضية معينة فأن شهادة هؤلاء سوف تؤخذ بنظر الاعتبار وتكون دليلا كافيا على وقوع او حدوث موضوع معين .فالكثير من المسؤولين العراقيين اليوم يعترفون بأن هناك إخفاقات وخروقات وتلكؤات وارباكات في اغلب الملفات الحكومية ، وهم بذلك يضعون أنفسهم في دائرة اللوم والمسائلة كونهم يمثلون كتلا لها ثقلها في العملية السياسية في العراق ، وبالتالي فأن لديهم يدا من قريب او بعيد بما يحدث . لكن ما يفعله هؤلاء السياسيون ربما هو تمويه معين لتغيير وجهة الرأي العام حول ما يتهمون به من تقصيرات او لإبعاد شبهات ربما وضعوها هم أنفسهم نتيجة للتصريحات الغير مدروسة . على كل حال فملفات الحكومة المترهلة كثيرة والدعوات لتفعيلها وتطويرها أكثر وربما يقف على رأس تلك الملفات هو ملف الكهرباء الذي لم يشهد تحسنا ملموسا طيلة الفترة الماضية وهذا باعترافات ( أهل مكة لأنهم أدرى بشعابها ) بأن ملف الكهرباء في العراق لا يتقدم ، بل راح يتأخر أكثر فأكثر والأموال التي صرفت وتصرف على هذا الملف قد تكون أكثر من ميزانية بعض من دول العالم ، ولكن دون جدوى . فالكثير من السياسيين والنواب والمسؤولين في الحكومة العراقية اعترفوا صراحة بأن ملف الكهرباء يعاني من الإهمال والفساد وقد أكل الدهر عليه وشرب ، بدون نتائج يمكن للمواطن أن يلمسها اللهم إلا في الفترات الانتقالية بين الصيف والشتاء وبين الشتاء والصيف التي تشهد انخفاضا ملحوظا في استخدام الكهرباء عند المواطن ، ولكن سرعان ما تعود القطوعات الغير مبرمجة إلى سابق عهدها .؟ فقد اعترف رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي إن الفساد استشرى في الحكومة العراقية ( كالإخطبوط ) وهو الذي يعيق وصول الكهرباء للمواطنين . وان ( مافيا ) الفساد تعيق الإصلاح السياسي والتقدم في البلاد معترفا بأن قطاع الكهرباء العراقي ( يرتع فيه الفساد) . فالمنازل العراقية لا تحصل على الكهرباء من الحكومة سوى لساعات قليلة في اليوم ويتعين عليها استخدام مولدات خاصة لتغطية احتياجاتها من الكهرباء بقية ساعات اليوم وهو ما يشعر المواطنون بصعوبته على الأخص خلال أشهر الصيف القائظ في العراق حيث تربو الحرارة عن خمسين درجة مئوية. وفي الواقع فقد أخفقت الحكومة في التعامل مع هذا الملف والسبب الأساسي في ذلك هو الفساد . ولك عزيزي القارئ الكريم أن تعلم إن هذه الاعترافات صدرت من شخصية تجلس في قمة إحدى الرئاسات الثلاث للبلد ألا وهي رئاسة البرلمان العراقي ، وهو بهذا الاعتراف يقر بأن هناك ما يعيق نجاح العمل الحكومي الذي يعتبر هو ( أي السيد النجيفي ) من أساسياته . فإذا كان من يقف على رأس الهرم الحكومي والذي يعتبر ممثلا للشعب العرقي لا يستطيع أن يعالج مثل هكذا قضية وهو يعترف بها صراحة ، فمن يمكنه أن يعالج هذه الأزمة .اعتقد إن اللوم وحده يقع على المواطن العراقي ؟؟؟.
https://telegram.me/buratha