المقالات

الساعون لتعكير صفو علاقاتنا مع طهران

777 19:48:00 2011-07-10

سعد صاحب الوائلي

الإيرانيون يأتون زائرين بالآلاف، يُقبّلون أعتاب أضرحة أئمتنا، ويتبركون بترابنا، وينفقون مئات الملايين من الدولارات شهرياً في قطاع (سياحتنا الدينية الفقيرة بمرافقها)، وينشّطون التجارة والإقتصاد وقطاع النقل في العديد من المدن المقدسة في الكاظمية والنجف وكربلاء وسامراء ومقترباتها والمدن المحاذية للطرق المؤدية إليها.. وبعض الساسة وشرائح من جمهورهم يتذمرون ..وبالمراجعة التاريخية القريبة.. الإيرانيون كانوا أكبر داعم لحركات المعارضة العراقية بكافة ألوانها طيلة عمر مقارعتها لصدام وزبانيته، كما أنهم أول من إعترف بحكومتنا الجديدة بعد سقوط النظام، وهم أول من دعم وساند العملية السياسية القائمة عندنا بكافة تلويناتها ومكوناتها... وتلك الثلة من الساسة وتلكم الشرائح تتذمر.. وتكيل الشتائم والتهم للإيرانيين..ثم يواصل الإيرانيون السعي لتحقيق المصالح الإقتصادية والتجارية والسياسية المشتركة بينهم وبيننا بإشتراطاتٍ تفضيلية تتناغمٍ وتتلاقى مع مصالحنا الإقتصادية والتجارية والسياسية وبإرقامٍ فلكية ومشاريع مجزية يسيل لها لعاب منظري الإقتصاد والتنمية وإعادة البناء المحليين وبعض الأجانب.. وتلكم الشريحة الآنفة الذكر وساستها لا زالوا يتذمرون ويشددون على ذات المعادلة التي تبنـّـاها وبشـّـر بها (صدام وحزبه) قبل عقود -بتظافر (الأعوان من العرب)- والقائلة بأن الإيرانيين (مجوس- صفويين) يرومون (سلخ) العراقيين عن ((دينهم)) ويسعون (لإحتلال مراقد الأئمة).. والعجيب أن تلك التخرصات لا زالت تجد لها آذاناً صاغية بين ظهرانينا حتى اليوم..وقد تَحْسُن الإشارة هنا.. الى أن زيارة الوفد الإيراني الأخيرة للبلاد برئاسة نائب الرئيس الإيراني رفعت من حجم التبادل التجاري بين البلدين الى ما يزيد على ((20 مليار)) دولار..!، فضلاً عن تعزيزها لمستوى العلاقات البنـّاءة بين بغداد وطهران.خلال الزيارة.. دأب الوفدُ الإيراني الكبير (200 متخصص بينهم وزراء) في مباحثاتٍ بناءة مع المختصين العراقيين عبر العديد من الملتقيات الإقتصادية والمنتديات الإستثمارية المشتركة بين الطرفين شارك فيها الكثير من التجار ورجال الأعمال، وشكلت إثرها عدة لجان إقتصادية عليا، فضلا عن توقيع عدد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم في الجوانب الإقتصادية والتجارية والسياحية.. ولكن المتذمرين لا زالوا يتهمون ويشتمون..طبيعي أن بلدين يتشاركان حدوداً تزيد على (1400) كيلومتر أن تكون هناك قضايا عالقة بينهما كأمر الأنهار المشتركة، والمليشيات المسلحة المناوئة، وما سواها، والتي تنحصر آفاق حلها ومعالجتها ضمن إختصاص الحكومتين العراقية والإيرانية وعبر إتباع الطرق الدبلوماسية وليس التصعيد والتأجيج.ثم لا ضير أن يخرج بضعة من أفراد (منظمات مدنية) في خانقين ليتظاهروا على الطريق الدولي المؤدي الى أيران إحتجاجا على قطع مياه نهر الوند، او بمدن جنوبية قبل أشهر لمطالبة الحكومة بالضغط على طهران لمنع مياه البزل الإيرانية من أن تخرب أراضينا.. ولكن أن تحشد جهات سياسية جمهرة من أتباعها بساحة عامة للمطالبة بوقف ((التدخلات الايرانية)) فهو أمر يحتاج الى كثير بيانٍ، وجردة تفاصيل الى جانب توفر مرشحات لعزل الإرادات (السياسية الآنية) عن (الوطنية المخلصة).. فضلا عن توفر معايير لقياس (صدقية) الإتهامات القائلة بـ(فقدان) الحكومة لـ(إستقلاليتها) أمام طهران - كما تؤجج تلك الجهات السياسية عقب كل نجاح تشهدها العلاقات العراقية الإيرانية..على أية حال، المساحة التي يفترض أن يشترك بها جميع المخلصين والوطنيين في عرصتنا السياسية هي الإيمان بضرورة تحقيق الإستقرار بعلاقاتنا مع جميع عواصم جوارنا الإقليمي على أسس الإحترام المتبادلة وتعزيز المنافع المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــد مغير
2011-07-11
أخي العزيز سعد الوائلي : لقد بان كرم دول العربان المجاورة لنا والتي تربطنا بهم رابطة الدم والقومية والدين والمصير الواحد . فالهبات والكرم قد جاء منهم وليس من الأيرانيين أو الأجانب . حيث فتاوى قتل العراقيين وإرسال المفخخات وخنازير التفخيخ وإحتضان قرود البعث والمجرمين الهاربين من العراق كالمجرم حارث الخاري ومشعان الكيولي ومحمد الدايني وعدنان الهزاز . أما إيران فلم تساعدنا بأي شيء مما أذكره لك فلذلك يتهجم عليها الزعطوط حيدر الملا ومثله من أشباه الرجال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك