حسن البحراني
البحرين طريق الحرير/ " واعدّوا لهم" !
مع تصاعد وتيرة العنف الممنهج والتطهير الطائفي ضد ابناء الاغلبية المضطهدة في البحرين ومع التوجه الرسمي الذي اعلن عنه في صحافة السلطة والعصابة الحاكمة حول البدأ بفتح معسكرات لتدريب مليشيات بلطجية بحجة الدفاع عن مناطق معينة في البحرين ومع استمرار عملية التجنيس الواسعة لشذاذ الافاق وخاصة من عرب العاربة والمستعربة ومع تواصل الاعتداءات الوحشية لجهاز الامن وقوات المرتزقة ضد المواطنين البحارنة الامنين والمسالمين واستمرار خطر الاحتلال السعودي للبحرين واعتداءاتها الهمجية ضد ابناء الوطن ومقدساتهم فان السؤال الكبير الذي يطرح نفسه اليوم في الشارع البحريني هو :
هل يستمر ابناء الاغلبية المضطهدة في نهج الثورة والمعارضة والاحتجاجات فقط بالطرق السلمية دون مواكبة للتحديات الكبيرة القائمة والمطروحة منذ ثورة 14فبراير والحملة التطهيرية الواسعة التي قامت بها الاجهزة الامنية الخليفة ضدهم في كل مفاصل الدولة والبلاد ومحاولة خلق بدائل تكون داعمة لثورتهم السلمية واحتجاجاتهم الحضارية خاصة مع حالة التخاذل التي يبديها بعض الاطراف تجاه جرائم النظام والاسرة الحاكمة الفاسدة واستمرارهم في بعض المناورات المشبوهة المضرة بنضالات وتضحيات ابناء الشعب البحراني ‘ تلك التحديات التي تتطلب التماس قاعدة اصولية ومبدأية مقدسة واردة في كل شرائع الارض والسماء وهي مقبولة دوليا لارتباطها بحالة الدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال والابارتايد الطائفي وتعرض الشعب لحملة ارهاب وقتل وتعذيب تقوم بها اجهزة الدولة الرسمية بكل تفرعاتها تلك القاعدة التي تقول :
" واعدّوا لهم ما استطعتم من قوة" !
ماهي القوة التي بحاجة اليها ابناء الاغلبية المظلومة للدفاع بها عن انفسهم ولمواجهة تطرف الدولة ووحشيتها وجرائمها التي تفوق تلك التي تقوم بها الصهاينة في فلسطين لان في الحالة البحرينية الشعب يواجه حالة تطهير هستيرية وفي نفس الوقت ممنهجة مصحوبة بعملية قمع واعتقالات واسعة بخلفية طائفية ذات طابع مذهبي يستهدف الاستئصال لشأفة مكون اساسي في المجتمع البحريني ؟
قبل ان نستعرض الخيارات المطروحة لمواجهة عنف الدولة وميليشياتها المدربة تدريبا خاصا لتنفيذ سياسة الابارتايد والفصل الطائفي لابد من معرفة دقيقة لتوجهات النظام الجديدة ومخطط العصابة الحاكمة ضد ابناء الاغلبية في ظل الصمت الدولي والطواطؤ الاقليمي الذي يسعى لتحويل البحرين الى بؤرة لتصفية حسابات خاصة تصب لمصلحة الارهاب السعودي و نظامه الظلامي المتطرف الذي يتعاطى مع شعوب العالم من زاوية الفكر الوهابي التكفيري.نظام ال خليفة يتعاطى مع المشهد السياسي في البحرين بعقلية العصابات والبلطجية لا يفقه لغة الحضارة وثقافة حقوق الانسان ومن هنا ايضا فان عصابة الحكم لا يهمها ازدهار البلاد وتقدمها اقتصاديا واجتماعيا ولا ان تحكمها قيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وهو امر يعتبر اخر ما تفكر فيه تلك العصابة ومن هنا ايضا فان النظام توجه وبقوة اخيرا وبعد تفجر ثورة 14 فبراير نحو تطبيق سياسة الابرتايد ونشر فرق البلطجية وفتح باب التطوع لتلك الجماعات للتدريب على السلاح ودخول دورات عسكرية بهدف حماية عصابة الحكم وقمع وقتل ابناء الاغلبية .فقد نشرت قبل فترة صحيفة الايام وبعض صحف العصابة تصريحا لما يسمى بقائد قوة دفاع البحرين عن تجهيز مشروع قانون بعد فترة "السلامة الوطنية" لتدريب "المواطنين" رجال ونساء في قوة دفاع البحرين ‘و "بذلك سيكون هناك قوة احتياطية في اي وقت يحتاجهم الوطن"!!وقد هلهلت المنتديات الطائفية وحتى اطراف النظام بهذا التوجه الجديد واعتبرته "زلزالا" فيما اعتبر البعض منهم ان مشروع باب التطوع هو فقط "لاهل السنة والجماعة" ‘ فيما توجه محافظ احدى المناطق وهو من عصابة ال خليفة الى فتح معسكرات للتدريب لابناء منطقته لمواجهة حالات الطوارئ كما يدعي ..
هذا التوجه الجديد للسلطة وقيامها بعملية التجنيس الواسعة للجماعات الوهابية والسلفية والتي تشكل في كينونتها امتدادا طبيعيا لحركة تنظيم القاعدة والمتطرفين الارهابيين وفتح باب التطوع للتدريب على السلاح وادخال البلطجيين في معسكرات الجيش لتلقي علوم البلطجة وسبل مواجهة الثورة الشعبية يفرض على ابناء الاغلبية المضطهدة التفكير مليا في خيارات ليست تكون فقط بديلة بل تمثل امتدادا لثورتهم السلمية واحتجاجاتهم الحضارية تحميها من عبث العصابة الحاكمة وارهاب المتطرفين والبلطجيين وازلام حمد .
هناك تجارب عديدة يمكن الاستفادة منها لادخال شباب الثورة وابناء الاغلبية المظلومة في دورات تعليم وتدريب على اساليب مقاومة البلطجة وهو امر لا يناقض حركتهم السلمية بل هو امتداد لها ‘ تلك التجارب اليوم اصبحت في متناول اليد ويمكن الوصول اليها عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع الانترنيت كما ان هناك دول وبلدان حرة وديمقراطية تتوفر فيها فرص الالتحاق بدورات مقاومة تؤهل الملتحقين بها ليكونوا ضباطا من النخب الخاصة التي يتقهقر امامهم جحافل الغدر والبلطجة وقد اثبتت بعض الحروب التي وقعت في المنطقة هذه الحقيقة حيث هزمت جيوش في مواقع امامية في مواجهة عدد قليل من النخب التي اثبتت ان الواحد منها في مواجهة الـ"1000" ! من البلطجة والمعتدين !
ليس هناك اي صعوبة لتحقيق هذا الهدف والامر لا يحتاج الى تنظيم حديدي ولا الى اي من الشبكات التنظيمية للحصول على مثل هذا التدريب وهذه الكفاءة من الناحية العسكرية ونهج مقاومة البلطجة يكفي ان يجد الفرد في نفسه العزم والارادة فيبادر نحو طريق "الحرير" ! واليوم تمتلأ البحرين بعناصر الثورة والمقاومة الشعبية وبافراد لهم كل الاستعداد للتضحية من اجل الهدف الاسمى فما عليهم الا التوجه نحو طريق "الحرير"!
https://telegram.me/buratha
