المقالات

ردا على مقال(( إلى السيستاني واتباعه ))

921 16:00:00 2011-05-22

وليد المشرفاوي

الإمام السيستاني يعتبر من أولئك الرجال الأفذاذ تتجلى في كل جزء من فكره أخلاق الأنبياء , ويتجسد في روحه السلم واللاعنف , وقد نهل من ذات المدرسة التي تعلم منها أستاذه وأستاذ الأساتذة والعلماء الأفذاذ زعيم الحوزة العلمية الإمام الخوئي (قدس) فالقنابل أينعت في يديه نخيلا (كنخيل دجلة والفرات )من العطاء أثمرت رطبا جنيا , أثمرت صمودا رائعا , الإمام السيستاني نموذجا للأخلاق الفاضلة , جامعة للعطاء , كان من حواري زعيم الحوزة (الخوئي العظيم) , من تلاميذه الذين أصبحوا عاصفة خير هبت على دنيا الإسلام في العراق , الإمام السيستاني أشعل بصمته وحواره وسلامه وخلقه وتواضعه الجم قناديل النصر , أيقظ ضمير الأمة , جعل الفجر ينهض كسرب حمام , استبدل الزمن السيئ بزمن الكرامة , زرع حقول الأجيال بثياب القرنفل , أعاد للمصابيح المنطفئة أنوارها , السيستاني في مجلس الفقهاء تراه الفقيه الاورع الصائب المسدد ,وفي الأخلاق الفاضلة معلم صديق أمين مجدد , وفي السياسة سهم ورمح وسيف مهند يأتي اليه الساسة ليأخذوا الدروس والعبر والمواعظ والإرشاد من سياساته الحكيمة , وفي الحوار تراه الرجل المحاور من الطراز الأول , وفي اللاعنف والسلام تراه كيف يحول البارود إلى رماد ورمل مفروش بالسلم والأمان , هذا هو السيستاني الذي تخرج من تلك المدرسة التي كانت سحابة تسقي الأرواح بمزن الربيع , وشلال فكر يمزق حجب الظلام , ليقول العالم انه تخرج من مدرسة باب مدينة رسول الله المدرسة التي تقول ((علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب )),ومع كل ماجرى في العراق منذ سقوط النظام ألصدامي بقي السيستاني اطهر من كل ألاعيب الساسة والقادة وفوق الاتجاهات والميول , ولطالما أكد ويؤكد حرصه على الجميع ورفضه لمحاباة زيد أو عمر ,فهو أبو العراقيين بعربهم وعجمهم , بشيعتهم وسنتهم , بمسلميهم ومسيحييهم وصابئتهم ,بمؤمنيهم وملحديهم , الخيمة التي يستظل بها الجميع , وهو ذو القلب الرحيم الكبير والعقل النير الحكيم , سيبقى السيستاني عصيا على الانتهازيين والفاشلين , وسدا منيعا بوجه كل المؤامرات التي تحاك ضد العراقيين ,وصمام الأمان في صراع الإرادات الوافدة على ارض الأنبياء والأوصياء , إن مرجعية الإمام السيستاني لم تسلم من حقد الحاقدين وكيد الكائدين وقد تم توظيف جهود كبيرة وحثيثة للإساءة إلى الإمام السيستاني بشتى السبل , فقد تعرضت هذه المرجعية الرشيدة إلى اكبر قدر من الانتقادات لمعرفة الحاقدين بأهمية هذه المرجعية وعظمة هذا الرجل بالذات , وظلوا يروجون الأكاذيب وترهات مفادها إن السيد السيستاني يهادن الاحتلال , وقد عاد هذا الزور والبهتان إلى أصحابه بعد المواقف السياسية الرائعة التي اتخذها السيد السيستاني واهما الدعوة إلى الانتخابات والتي أثمرت بانبثاق حكومة ائتلاف وطني يمثل جميع الأطياف العراقية ولعمري بان الانتخابات هي أول واهم الخطوات لتحرير العراق من الاحتلال وتخليصه من الأجنبي ,إن المتتبع لتاريخ المراجع يجد أمثلة رائعة على مقارعة الظلم ومقاومة الأجنبي , وكانت الحكومات المتعاقبة على العراق تحسب لمراجع الشيعة ألف حساب , ولكنها الحكمة البالغة التي كان يتعامل بها المراجع مع الحكومات ظاهرها المهادنة وباطنها الصبر على البلوى من اجل الحفاظ على بيضة الإسلام , إن تحرير العراق لن يتحقق بعمليات الاختطاف والقتل وذبح المدنيين الأبرياء وهذه العمليات لن تستنزف العدو أصلا لان الأمريكان تعلموا كيف يحصنون أنفسهم , العراق سيحرره السيد السيستاني بنداء سلمي سيأتي في وقته وستحسب أمريكا لذلك النداء ألف حساب ,خاصة وان أمريكا لم تهزم الجيش العراقي والعراقيين بل هزمت الجيش ألصدامي الذي انهزم من تلقاء نفسه لأنه جيش غير مؤمن بما يقوم به , فالتحرير عملية صعبة معقدة له طريقان احدهما سلمي والآخر عسكري , ولا يخفى عقلا استحالة إلحاق الهزيمة بالآلة العسكرية الأمريكية في مثل هذه الظروف ,وإما من الناحية السياسية نقول نعم ,وقد ثبت أن المقاومة السلمية هي الأخرى مقاومة , وقد تكون أقوى وانجح من المقاومة العسكرية وكلنا نعرف كيف استطاع المهاتما غاندي هذا الرجل النحيف ذو الرأس الحليق والذي يرتدي وزرة بيضاء وهو في أرذل العمر أن يحرر بلاده من الاستعمار وكيف انه لم يكن يدعو إلى عصبية بل كان يدعو إلى الهند الموحد ,وكان مبدأه التسامح فقاد شعبه الفقير المشتت ذو الأطياف المتعددة نحو الاستقلال ,ولم يسجل عنه بأنه رد على الغوغاء الذين تعرضوا له بالاهانة ,وهكذا السيد السيستاني الذي لم يسبق له أن دعا إلى إقامة دولة شيعية مع إن الشيعة هم الأكثرية ولم يدع إلى تغليب مصلحة الشيعة على الآخرين وقام برعاية العملية السياسية كأب لجميع العراقيين ,فهو صانع الديمقراطية وصانع السلام وصانع التحرير الأكبر , وان السيد السيستاني الذي درأ الحرب الأهلية بكوارثها سيدرأ الحرب مع أمريكا أكثر وأكثر ويوصل الشعب العراقي إلى غايته في التحرير بصورة سلمية وإذا لزم الأمر سيكون هو أول المضحين من اجل كرامة الأرض وهو سليل الإمام الحسين (ع) لذي علم البشرية كيف يكون الثبات والإباء والتضحية وعلم البشرية كيف ينتصر المظلوم , إن وجوده الشريف بركة وصلاح للجميع , لان من فجر اكبر وأقدس واشرف ثورة هي الانتخابات قادر على أن يحرك الأرض من تحت أقدام الغزاة الطامعين إذا استوجب الأمر وفي الوقت المناسب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
أحمد الناجي
2011-05-23
السلام عليكم أخي وليد المشرفاوي جزاك الله تعالى خير الجزاء لأنك نصرت الحق بكلماتك الصادقة التي تنبثق من قلب صادق وهي تدخل قلوب المؤمنين بسهولة ولانحسب للمنافقين حساب لأنهم في كل زمان موجودين أولائك المارقين الذين يبيعون كل شي مقابل حفنة من النقود . بارك الله تعالى بك ونصرك على اعداء الحق ووفقك لكل خير وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام :( لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه) أستمر بقلمك الحر وينصرك الله تعالى ويسدد خطاك إنه نعم المولى ونعم النصيرز أخوكم أحمد الناجي
خادم للسيد السيستاني
2011-05-23
والله كلامك ذهب وعاشت يدك على كتابة هذيه الكلمات الطيبة بحق السيد السيستاني دام الله ظله ،نعم سيبقى السيد السيستاني خيمه العرقين جميعن
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك