بقلم علي الموسوي هولندا
من منا لايعرف الدور الأبوي والايجابي للمرجعية العليا وعلى رأسها سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى الامام السيد علي السيستاني حفظه الله وأبقاه .... ومن منا لايعلم موقف ودور الامام السيستاني في الحفاظ على الدم العراقي ووقوفه حائلآ من الحرب الأهلية التي كادت أن تقع وتحرق الأخضر واليابس لولا رحمة ربي وحكمة هذه المرجعية الربانية
وهل يخفى على أحد منا الزيارات المتكررة للمسؤولين ورجالات الدولة على اختلاف مراتبهم وتوجهاتهم لمدينة النجف الأشرف قاصدين الامام السيستاني أدام الله بقاءه المبارك لطلب العون والاستشارة منه في ابداءه الرأي السديد والنصيحة وتهدئة الشارع العراقي في أيام الصعاب والأزمات والمحن وخاصة بعد تفجير الحرميين الشريفين في سامراء .. ولم يقتصر هذا الأمر على العراقيين بل تعداه الى زيارات الأجانب وعلى رأسهم مبعوث الأمم المتحدة والذي تشرف بزيارة سماحة السيد السيستاني وما انتهت المقابلة حتى أدلى برأيه الشهير في استحقاق السيد السيستاني وترشيحه لجائزة نوبل للسلام وذلك للدور الكبير الذي يحظى به سماحته في قيادة الأمة .. ودعوني هنا أن أعلق قليلآ على هذا الموضوع بصفتي أحد العاملين في مجال حقوق الانسان العراقي ومن هولندا ومنذ 23 عامآ حيث كنت اتابع حينها هذا الخبر بلهفة وفرح وقلت في نفسي وأخيرآ نحمد الله أن نجد من ينصفنا بعد ان عجز أحبتنا المتصدين الذين كان الأولى بهم في مثل هذا التصريح ودعم مثل هذه التوجهات انصافآ للعلماء والعاملين وان كانوا هم في واد آخر غير الذي نتحدث فيه فهؤلاء صفوة اختارهم الله ولايتوقعون منا شيئآ لأنهم النواب الحقيقيون لأئمة الهدى ومن يكون في هذ المقام لايرجو من العابثين خيرا
وبعد هذه المقدمة السريعة يؤلمني أن نعيش هذه الأيام لكي نشاهد ماوصلت اليه المواقف السياسية في تقاطعنا مع المرجعية الرشيدة واتخاذنا القرارات الهزيلة وآخرها الولادة العسيرة لنواب رئيس الجمهورية السيد الطالباني الذي عجز مكتبه ومستشاريه ونوابه السابقين في تأدية المهام المناطة بهم !!!! لذلك أقترحوا نائبآ ثالثآ لكي تسير امور البلاد والعباد بسلاسة وهدوء ويكون التصويت هذه المرة في اتخاذ القرارات المهمة الصادرة من قصر الرئاسة اثنان من السنة واثنان من الشيعة والنتيجة لاخلاف ولااختلاف !!! ولاداعي حتى للتصويت لان الرقم الموجود لدينا زوجي ! وليس فردي خصوصآ لوعلمنا ان موقع الرئاسة الحالي هو تشريفي وليس تنفيذي !! لذلك وجودهم الكريم بركة وخيمة تحمي العراقيين من الخرابيط التي قد تظهر هنا وهناك !! آه وكم آه ماذا أقول فيكم وقد قالها فينا سيد البلغاء وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ع لقد ملأتم قلبي قيحا والله كلكم أصحاب الرأي !!.... أسفي الكبير والمحزن أن نخالف رأي مراجعنا العظام الذين طالما احتجناهم نسرع اليهم ونتوسل بهم !!.... وها هم مراجعنا اليوم قد قالوا قولتهم وعدم رضاهم وطالبوا الحكومة بالترشيد والترشيق وتخفيض عدد النواب وتخفيض الرواتب والنزول الى الشارع وملامسة مشاعر الفقراء وتحسين الحصة التموينية وزيادتها وانشاء صندوق الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية المجانية وأمور كثيرة أخرى وبعد كل هذا نجد العكس تمامآ في اتخاذ القرارات في القاعات المغلقة وضمن سياقات سياسية معروفة وتقسيم الكعكة بالتساوي ولا أحد يعير لهؤلاء المساكين الذين يقفون وراء الأبواب يسترقون السمع والأبصار ويمدون أياديهم من شدة العوز وقلة الناصر ....ونقف جميعآ نتفرج عليهم لاحول لنا ولاقوة الا بالله العلي العظيم ... وانطلاقآ من حرصنا والشعور بمسؤولياتنا اتجاه ديننا وشعبنا نطلب من السادة نواب رئيس الجمهورية العراقية المحترمون برفض هذا المنصب الشرفي وتسجيل موقفآ سيحسب لهم حتى بعد حين ونكون بذلك أدينا الأمانة واستجبنا لرأي المرجعية والشعب وعندها نستطيع التشرف بزيارة النجف الأشرف بعد ان نخرج حب الدنيا من قلوبنا وعندها سيقبل الله عملنا وتستقبلنا المرجعية بلطفها وسماحتها ... مع خالص تقديرنا لكل العاملين والمخلصين في عراق الأباة
https://telegram.me/buratha