المقالات

الشعب العراقي والامتحان ( الاخير )

627 17:06:00 2011-05-13

بقلم الكوفي

لماذا نجحت الديمقراطية في اغلب البلدان ولم تنجح في العراق رغم ان العراق وبسبب الحكومات الدكتاتورية كان ولا زال من اكثر الشعوب تواقا للديمقراطية ،

الشعب العراقي لا ننكر انه مر بظروف صعبة للغاية وقد مورس ضده القمع والاضطهاد والتهجير بل ان الانظمة القمعية الدكتاتورية التي حكمته ذهبت لابعد من ذلك اذ انها مارست الطائفية بأبشع صورها ،

لقد كان على الشعب العراقي ما بعد سقوط نظام الطاغية المقبور وحزبه الفاشي ان يمارس حقه الطبيعي في تحقيق الديمقراطية الحقيقية وان يكون هو سيد الموقف في تشكيل الحكومات ورحيلها من خلال الضغط الجماهيري الذي كفله له الدستور والذي يلزم الجميع بالامتثال اليه ،

لقد مضى على رحيل النظام المقبور قرابة الثمان سنوات وللاسف الشديد لم يكن للشعب العراقي دورا حقيقيا ومحوريا وذلك بسبب السياسات الخاطئة التي انتهجتها بعض القوى السياسية وتضليلها للشعب بطريقة واخرى ،

عندما اراد الشعب العراقي ان يخرج الى الشارع ويطالب بحقوقه المشروعة سارعت اغلب القوى السياسية لاحتواء الموقف ليس حبا بالشعب وانما خوفا منه وحفاظا على مصالحها الشخصية لابعد فترة ممكنة ،

ها نحن نقترب من انتهاء مهلة ( المائة يوم ) التي قطعها على نفسه رئيس الوزراء نوري المالكي والتي خففت من الاحتقان الشعبي ضد حكومته على ان يقدم خدماته ويصحح من سياسة وزاراته الفاشلة على مدى خمس سنوات ،

سيكون الشعب العراقي امام امتحان عسير ما ان تنتهي فترة ( المائة يوم ) اما ان يثبت انه فعلا مصدر حقيقي للسلطات واما ان يسلم امره بيد الساسة الغير ابهين به والذين نهبوا ما يكفي من خيرات البلاد ،

يجب على الشعب العراقي ان يجتاز هذا الامتحان ويؤسس الى عراق ديمقراطي يكون فيه الشعب هو الحاكم وهو من يقرر قبول زيد ورفض عمر وان لايتهاون مع اي رئيس للبلاد عندما يشعر ان هذا الرئيس او ذاك قد فشل في تحقيق مطالب الشعب ،

اعتقد جازما لو ان الشعب العراقي يمارس دوره الحقيقي عند انقضاء فترة ( المائة يوم ) بالشكل الصحيح فأن جميع القوى السياسية ستنحني امامه صاغرة وسيرحل الفاسد والفاشل ويؤسس الى مرحلة جديدة تجعل من كل مسؤول في الدولة العراقية من اعلى الهرم الى اسفله ما هم الا موظفين عاديين حالهم حال ابناء الوطن في الحقوق والواجبات ،

على الشعب العراقي ان يعي ان التغيير الحقيقي لم ولن يكون الا من خلاله وانه السيد في تحقيق الامن والامان والاعمار والمسؤولية الحقيقية تقع عاتقه ويجب عليه ان لا يتخلى بأي شكل من الاشكال عن ممارسة حقوقه في تثبيت الديمقراطية الحقيقية التي تكاد تذهب مع الريح بسبب تشبث اغلب الاحزاب والكتل بالمناصب الحكومية من اجل تأسيس دكتاتوريات جديدة ومتعددة لا على حساب الشعب ،

اتوقع وهذا حال السياسة ستقوم الحكومة العراقية والمنتفعين عند اقتراب فترة انتهاء ( المائة يوم ) بأفتعال الازمات والمشاكل من اجل صرف الانظار عن انتهاء المهلة المذكورة ، على الشعب ان يكون اكثر وعيا وان لايمنح المفسدين والفاشلين فترة اخرى وعليه ان يمارس سلطته التي منحها له الدستور لكي يضع حدا للانتهاكات الصارخة التي كلفت الشعب والوطن الكثير الكثير ،

بقلمالكوفي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك