المقالات

حل المحكمة الجنائية.. ثم ماذا؟

880 18:39:00 2011-04-19

احمد عبد الرحمن

من الطبيعي جدا ان يثير أي توجه من قبيل الغاء المحكمة الجنائية العليا العراقية واحالة قضاتها على التقاعد واغلاق ملفها جملة تساؤلات واستفهامات تحتاج الى ردود وتوضيحات منطقية ومقنعة ومقبولة ومعقولة.رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم اثار بعضا من تلك التساؤلات في حديثه بالملتقى الثقافي الاسبوعي، منها .. في حال الغيت المحكمة الجنائية فمن الذي يستمر بمتابعة جرائم الابادة الجماعية التي اقترفها نظام البعث الصدامي المقبور؟..ومن الذي سيحتفظ بملايين الوثائق؟.. واين سيكون مصير تلك الوثائق؟..ومن الذي سينظر في الكم الهائل من الشكاوى التي قدمها المواطنون؟.. وهل التوقيت مناسب لالغاء هذه المحكمة؟.وبصرف النظر عن الفترة الزمنية التي حددت لعمل تلك المحكمة والتي تنتهي في نهاية شهر حزيران-يونيو المقبل، فأن قرار الغاء المحكمة وطوي صفحات ملفها، ودس ذلك الملف في احد الادراج ليلفه الاهمال والنسيان، ينطوي على نتائج وتبعات خطيرة للغاية تختزلها وتختصرها التساؤلات الانفة الذكر وما يتفرع عنها من تساؤلات اخرى.من غير الصحيح حصر قضية خطيرة بأسقف زمنية معينة، وبأشخاص بعينهم، وتركها تخضع لاجتهادات وقرارات ارتجالية غير مدروسة بما فيه الكفاية.ان المحكمة الجنائية العليا حينما انشأت، فأنها انشأت لا محاكمة اشخاص فقط، وانما لمحاكمة حقبة زمنية من تأريخ حفلت بالكثير من الماسي والكوارث والويلات، وبالسلوكيات والممارسات المنحرفة والخاطئة والشاذة التي شوهت منظومة القيم الثقافية والاجتماعية والفكرية والسياسية السليمة في البلاد، ورسمت واقعا زائفا لمجتمع غني وثر ماديا ومعنويا وروحيا.ماانجزته المحكمة الجنائية العليا حتى الان جزءا صغيرا من المهام المطلوب منها انجازها، ومابقي على عاتقها الشيء الكثير والكبير والخطير. ولعل الاتجاه لحلها والغائها يمثل اتجاها لغض الطرف عن الماضي الاسود والمظلم ومنح شهاد حسن سلوك لاصحابه، والاستهانة والاستخفاف بالقدر الهائل من المظلومية التي تعرض لها ملايين العراقيين على مدى ثلاثة عقود ونصف.. وهذا مالايرضي أي شريف ومخلص في البلد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك