المقالات

الزهراء . . النسب الباذخ والبهاء الرسالي

891 11:30:00 2011-04-17

كريم الوائلي

في ذلك اليوم الذي لم يأتي بمثله ، ولن يأتي ابدا ، يوم تقدمت الزهراء البتول عليها السلام حشدا من نساء قريش وغيرهم من قبائل الجزيرة العربية لتشكل او تظاهرة نسوية في تاريخ العرب ثم تدخل على مقام ((الحكومة)) وتلقي خطابا مزلزلا من حيث مضامينه وتوقيته وقد كان اول خطاب برلماني ، واول ورقة عمل تتظمن منهج حكومي بالكامل . . ذلك الخطاب الرسالي الذي لم يثقف به احد الى اليوم حيث ظهرت الزهراء كما ينبغي لبنت نبي ان تظهر فيه متقدمة على عصرها في فهم السياسة وقوة الخطاب ، ولو تمعن جيدا المثقفون والسياسيون في ذلك الخطاب اليوم لعرفوا فضل الزهراء وسعة معرفتها وقوة حجتها ولادركوا معنى حب المسلمين لبنت نبيهم ومعنى اعتزازهم بها . ولوا اطلع بعض اولئك المدافعين عن حقوق المضطهدين اليوم ، وقرأوا احتجاج السيدة الزهراء (ع) على اول ((حكومة)) بعد رحيل الرسول الاعظم (ص) وفي عقر دارها ومجلسها الذي ضم الخليفة الاول ووزراءه وقادة الجيوش وزعماء القبائل العرب وصحابة الرسول الكريم (ص) وحشود كبيرة من سادة الناس وسواد الأمة .. اقول , لو كلفوا انفسهم وتمعنوا في خطابها اّخذين بنظر ألأعتبار عصرها ومستوى الوعي السائد فيه لكانوا اكثر انصافا واقل عنادا واكثر خبرة واقرب معرفة من التراث الجهادي لآل البيت عليهم السلام . ان الغطرسة والتبجح عند بعض مثقفينا هو الذي يدفع بهم بعيدا عن استقراء المدون التاريخي ويحول دون استحضاره بوصفه شاهد على عراقة الامة واصالتها وبذاخة تلك الفترة من التاريخ التي تحمل جمرة الرفض وصرخة الأحتجاج على التعالي السلطوي المفروض والهاضم للحقوق والكابح للأصلاح والتغير والذي عانت منه الامة الاسلامية الى اليوم . كان خطاب الزهراء في ملامة كبار الساسة يمثل قدرا عاليا من الايمان والمسؤولية والشجاعة والبلاغة والوعي في ظروف تمثل في تلك الفترة منعطفا خطيرا وفية من الدروس والعبر المكتنزة ما يعزز ويغني تجربة المرأة الناشطة في الدفاع عن امتها وطنها وشعبها في هذا العصر وكذلك يضخ في الحركات النسوية المعاصرة الجرأة والثبات والمبادرة والأبتكار في وقت تظهر فيه مقاربات ومشتركات مع عصرنا الحاضر فقد كان احتجاج الزهراء (ع) قد حصل في ظرف اكتنفت العملية السياسية انذاك الكثير من الشبهات والخلافات والأنحيازات كما شهدت اطراف البلاد الاسلامية ردة واسعة عن الاسلام وتمرد مسلح خطير وفوضى عارمة مع ان الدولة الاسلامية كانت فتية ولا سابقة لمثلها في ذلك الوقت من حيث المنطلقات والأفكار والأهداف والتحولات .ان استقراء وقفة الزهراء الشجاعة تلك وهي ترشد ساسة الدولة وتذكرهم بمسؤلياتهم ازاء امتهم ودستورها المتمثل بالقراّن الكريم ووصية نبيها الأعظم (ص) لكفيلة بأستخلاص الحكمة والفائدة لكل المكافحين والمكافحات اليوم في العراق الجديد ، وهي في الوقت نفسه تؤكد ان هذه الامة سابقا والشعب العراقي حاليا ليس مقطوع الجذور او مستقطع من شتات الجماعات والسلالات الهجينة بل هو شعب عريق بحضارته وثقافته ونبذه للظلامية وتوقه الدائم للحرية بهدى من مدرسة أل البيت عليهم السلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج رياض الزبيدي
2011-04-18
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم كاتب المقال الرجاء تغيير العنوان إلى( النسب الطاهر أو أي عنوان غير الموجود) لأن دلالة ليس في محلها وكلمة باذخ لامعنى لها في الأنساب مع تقديري وإحترامي لكم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك