المقالات

يحزنون لفرحنا

719 11:51:00 2011-04-13

/ حافظ آل بشارة

تتفق جميع المكونات العراقية على ان يوم التاسع من نيسان يوم فرح وعيد لانه شهد سقوط نظام الحكم الاستبدادي الذي لا يحبه احد ، لكن هل تصدقون ان بعض القنوات التي توصف بالعراقية الممولة خليجيا ووهابيا حولت المناسبة الى يوم عزاء حزين ؟ ما لا يقل عن سبع قنوات من هذا النوع اشاعت اجواء من الحزن والرثاء غير المباشر اسفا على رحيل النظام السابق وراحت تتغنى بشكل غير مباشر بمفرداته القديمة وبالغت في تمجيد مشاريع الابادة والمذابح الطائفية التي نفذت بعد سقوط النظام واطلقت عليها اسم المقاومة ، تلك القنوات حولت ذكرى السقوط الى هجوم على من تصفهم بالمحتلين ثم عزفت على لحن النضال القديم ، بعض مدراء تلك القنوات نعرفهم شخصيا كانوا اعلاميين فاعلين في ظل ذلك النظام ، والجميع يتذكر كيف كانوا بارعين في تصوير الهزائم على انها نصر مبين ، و عندما قرر التحالف الغربي بعد عاصفة الصحراء سنة 1991تفتيش كل شبر من العراق وتفتيش قصور صدام وغرف نومه ، هؤلاء الاخوة المهنيون جدا كانوا يحولون هزيمة ومذلة وعار التفتيش الى نصر عربي فريد من نوعه ! نظام خيمة صفوان واعلامه انجزا تسليم العراق الى الاجانب كبلد محتل منتهك السيادة منذ التاريخ اعلاه فما الذي جعل هؤلاء الاعلاميين المخضرمين ينادون بمقاومة الاحتلال الآن فقط ؟! لم تتوقف تلك القنوات عند الحزن والحداد غير المباشر بل مارست التحريض على العنف باشكال اكثر خطرا ، لم تتضمن برامجها اي اشارة الى نهاية الدكتاتورية ، أو بداية العهد الديمقراطي الانتخابي التعددي الدستوري ، لم تشر الى تضحيات العراقيين وشهداءهم والمقابر الجماعية وعمليات الابادة والتهجير والترحيل في عهد صدام ، كل هذه المفردات المؤلمة اصبحت في زاوية النسيان ، المشاهد العراقي يعرف جيدا ان هذه القنوات تنفذ اجندة اعلامية واضحة الاهداف ، فهي تمثل رؤية الانظمة النفطية التي تمولها وهي اقرب في نبضها الى الاستبداد والشعارات العروبية المزيفة وما تستبطنه من اجندة طائفية ، و هي الاكثر اندماجا بالمشروع الغربي في المنطقة ، وهي الاكثر قلقا من ثورات الغضب الجماهيري التي تهز العالم العربي متأثرة بالتغيير الديمقراطي في العراق ، وترى ان افضل طريقة لمقاومة التغيير هي رسم صورة سيئة لما جرى في العراق ، لذا بالغت تلك القنوات المدفوعة الاجر الى تحويل اخطاء الحكومة الحالية الى ذريعة للهجوم على النظام الديمقراطي وتوجيه الرأي العام الى الاعتقاد بأن البديل الافضل هو العودة الى النهج الصدامي البائد ! طريقة تعاملها عدوانية مع قضايا العراق فهي تحزن لفرحه وتفرح لحزنه ، تبارك الاصطفاف الارهابي وتستهين بدماء العراقيين ، وتبالغ في تلميع وجوه المطلوبين للقضاء والمتهمين بارتكاب جرائم وتوفر منابر لهم . ان حرية الرأي هي التي وفرت فرصة لمثل هذه الابواق كي تعزف ، لكن الحقيقة واحدة فالمشاهد في اي مكان يعد هذه الاصوات بقايا رذاذ لشلال الاعلام الحكومي البغيض الذي اصبح مجرد ذكرى .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد القباني
2011-04-16
يا سيد آل بشارة لأول مرة أسمع أن ذكرى احتلال أي بلد هو يوم فرح ماحدث في الـ 9 من نيسان هو استبدال السيء بالأسوأ مرحلة انتقالية من الدكتاتورية الى ديمقراطية عرجاء تتكأ على ثلة من السراق والمفسدين الذين باعوا أنفسهم ووطنهم مقابل حفنة من الدولارات وجعلوا من شعبهم فرقا وطوائف ليدخلوه في أتون الاحتراب ومواجهة الأخ لأخيه. فأي فرح هذا تبغي وانت تعي كل الوعي أنه ليس هناك من عراقي أصيل يحتفل بمحرقة خلفت الملايين من القتلى والجرحى وملايين من الارامل واليتامى وملايين من مهجري الداخل والخارج. ألا بعض الخجل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك