المقالات

رسالة : إلى علي بن أبي طالب سلام الله عليه

2256 17:57:00 2011-04-11

شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي الغامدي

قد تستغرب اننا ننشر قصيدة في محل المقالات ولكن القصيدة هذه فيها أكثر من مقالة ستتضح حالما يقراها الأخوة والقصيدة نشرت في موقع جريدة الجزيرة السعودية وهي من روائع الشعر المعاصر الذي قيل في أمير المؤمنين عليه السلام بالرغم من إن الكاتب استخدم حديث: أصحابي كالنجوم وهو حديث واهن الضعف كما هو المتفق عند أهل الاختصاص من الشيعة والسنة، ورغم إن بعض معانيها مورد جدل ولكن في القصيدة حلاوة أبكتني وفيها طلاوة جعلت قلبي يضطرب شوقا إليك أبا الحسنين وحسرة على دهر لم يعرفك أهله فغدروا بك وغدروا الإسلام معك

رسالة : إلى علي بن أبي طالب سلام الله عليه

هذي خيولُكَ ما يزالُ أَصيلُها

يُحيي المشاعرَ رَكْضُها وصهيلُها

تجري فتنقدحُ الحَصَا من لهفةٍ

وتُسَرُّ من أرضِ الوفاءِ حُقولُها

تُشجي حوافرُها الترابَ وتَنتشي

أرضُ الإباءِ، جبالُها وسهولُها

هذي خيولُكَ طابَ فيكَ مُقامُها

وإلى البطولةِ طابَ منكَ رَحيلُها

فغدُوُّها وروَاحُها نحو العُلا

يتسابقانِ، ورَكْضُها تَرْفيلُها

أنتَ الذي رَوَّضْتَها وهْيَ التي

يهفو إليكَ صعودُها ونُزولُها

أولستَ (حَيْدَرَةَ) البُطولةِ يلتقي

في راحتَيْكَ مَبيتُها ومَقِيلُها؟

لو زُوِّجَتْ رُوحُ البُطولةِ لانْبَرى

صوتُ الإباءِ، يقولُ: أنتَ حَليلُها

أَلْبَسْتَ شَرْخَ صِباكَ ثوبَ عقيدةٍ

لمَّا أضاءَ لكَ الدُّجَى قنديلُها

يا ابنَ الأكارمِ يا ابنَ أُمَّتِنا التي

وَرِثَ النُّبوَّهَّ والكتابَ رسولُها

يا مَنْ حَمَيْتَ على الفراشِ مكانَهُ

والجاهليَّةُ يستبدُّ جَهُولُها

نثرَ الترابَ على الرؤوسِ مُهاجراً

واللَّيْلَةُ اللَّيْلاءُ يَنْعَسُ فِيلُها

كنتَ الفدائيَّ الذي ابتهجتْ بهِ

سُحُبُ الوفاءِ وسحَّ فيهِ هَطولُها

أدَّيْتَ عنْ خيرِ العبادِ أمانةً

تمَّتْ مقاصدُها وخفَّ ثقيلُها

ومضيتَ مرفوعَ الجبينِ مهاجراً

يحلو لنفسكَ في الإلهِ رَحيلُها

تمشي على قدمَيْكَ مِشْيَةَ فارسٍ

لمْ يَثْنِهِ وَعْرُ الطريقِ وطُولُها

آخاكَ في الإسلامِ أفضلُ مُرْسَلٍ

نعمَ الأُخُوَّةُ لا يُرامُ مَثيلُها

مِنْ أينَ أبدأُ - يا عليُّ - حكايتي

إني لأخشى أنْ تطولَ فصولُها

قد تخذلُ الأفكارُ طالبَ وُدِّها

ويخونُ ورقاءَ الغصونِ هَديلُها

كالناقةِ الكَوْماءِ تمنَعُ حالباً

من حَلْبِها، لمَّا يَغيبُ فَصيلُها

مَن أنتَ؟ قالَ المجدُ لي مُتَعَجِّباً

هذا (أبو السِّبْطَيْنِ) كيفَ تقولُها؟!

هذا ابنُ عمِّ المصطفى ووليُّهُ

هُوَ زوجُ فاطمةِ التُّقى وحَليلُها

هذا فتَى الحَرْبِ الضَّروسِ إذا رَمَى

بالقوسِ فيها استَرْحَمَتْهُ فُلُولُها

لا سيفَ إلا ذو الفقارِ ولا فَتَى

إلاَّ عليٌّ شَهْمُها ونَبيلُها

يا حاملَ الرَّاياتِ في حَوْمِ الوَغى

لما تُدَقُّ منَ الحروبِ طُبولُها

بارَزْتَ في الأحزابِ (عَمْراً) فانتهى

وبقيتَ أنتَ تُقِيمُها وتُمِيلُها

ولقيتَ (مَرْحَبَ) والسُّيوفُ شواخِصٌ

نحوَ الرِّقابِ، فلم يَرُعْكَ صَليلُها

جَنْدَلْتَ فارسَ قومِهِ فتناعبَتْ

غِرْبانُ خَيْبَتهِ وصوَّتَ غُولُها

في بابِ خَيْبرَ قصَّةٌ مشهودةٌ

يُشْفَى بها للمكرُماتِ غَليلُها

يا ابنَ الأكارمِ يا أبا السِّبْطَينِ، هلْ

وافاكَ منْ أخبارِنَا تَفصيلُها؟

أوَّاهُ لوْ تدري بفُرْقةِ أمَّةٍ

لوْ كُنْتَ فيها لانْبرَيْتَ تُزيلُها

ماذا أقولُ - أبا الحسينِ - وأمتي

يحتلُّ منزلةَ العزيزِ ذَليلُها

أتُراكَ ترضى أنْ ترى أبناءَها

شتَّى وأنْ يرعى الجياعَ بخيلُها

يا ابنَ الأكارمِ يا أبا الحَسَنِ الذي

زالتْ به فِتَنٌ وجَفَّ مَسِيلُها

أنَّى تقومُ أمامَ عِلْمِكَ بِدْعَةٌ

أنَّى يَصِحُّ إذا نَظَرتَ عليلُها

أوَلستَ بابَ مدينةِ العلمِ التي

يَهدي إلى الحقِّ المُبينِ سبيلُها

أَوَلمْ تقوِّضْ ما ادَّعَتْ سَبئيَّةٌ

لما تناهتْ في الضلالِ عقولُها؟

أنتَ الذي أَلْجَمْتَ ناطقَ وَهْمِها

وَطَردْتَ داعيَهَا وَفَرَّ قَبِيلُها

أوَلمْ تَكُنْ لكَ في القضاءِ فِراسةٌ

في كلِّ مُعْضِلةٍ لديكَ حُلولُها؟

أولستَ منْ جيلِ الصحابةِ، دُونَكُم

أَعْيا ركابَ الواهمينَ وصولُها؟

سقطتْ دعاوى المرجفينَ أمامكم

وجنى على أخلاقِهِمْ تهويلُها

أوَما تربَّيْتُم على سَنَنِ الهُدَى

في آي قرانٍ صَفَا ترتيلُها؟

سرتُمْ على النَّهْجِ القويمِ، فيا لَها

من عِزَّةٍ، فيكم تُجَرُّ ذُيولُها

للَّهِ دَرُّ الجيلِ رَمْزَ فضيلةٍ

شهدَتْ بها في العالَمينَ عُدُولُها

أصحابُ خيرِ النَّاسِ، أَنْجُمُ أُمتي

خيرُ القرونِ، وخيرُ جيلٍ جيلُها

بَشَرٌ لهمْ أخطاؤُهُمْ وصوابُهُمْ

لكنَّ همَّتَهُمْ يَعزُّ مَثيلُها

ربَّاهمُ الهادي البشيرُ فأصبحوا

قِمماً يليقُ بمثلِنا تبجيلُها

عُذْراً - أبا السِّبْطينِ - إِنَّ دروبَنَا

كثرتْ أمامَ السالكينَ وُحولُها

فِرقٌ إلى الوهمِ الكبيرِ ذَهابُها

وإليهِ منْ بعدِ الذَّهابِ قُفولُها

فرقٌ تناءَى عنْ يقينِكَ دَرْبُها

وازورَّ عنْكَ كثيرُها وقليلُها

تسطو على روحِ اليقينِ ظنونُها

ويُصِمُّ آذانَ الورى تَطبيلُها

ما أنتَ إلاَّ الشمسُ في رَأَدِ الضُّحى

فمَنِ الذي بيدِ الجفاءِ يَطُولُها

لمَّا انبرى الأشقى لقتْلِكَ أَغرقتْ

أجفانَ مَنْ نظروا إليكَ سُيولُها

للهِ درُّكَ - يا أبا السِّبْطينِ - لمْ

تجزعْ ولم يُوهِنْ قُواكَ مَهُولُها

لمَّا أصابَكَ سيفُ قاتلِ نفسِهِ

أدركتُ أنَّ الشمسَ حانَ أُفولُها

وفَرِحْتَ بالفوزِ الكبيرِ مبشِّراً

نفساً تجاوَبَ بالرِّضا تهْليلُها

أوَلمْ يُبشرْكَ الرسولُ بجنَّةٍ

فلأَنْتَ - يا ابنَ الأكرمين - نَزيلُها

بُشرى لكمْ - أهلَ الكساءِ - بحبِّكُمْ

حَفَلتْ مشاعرُنا وعزَّ حُفُولُها

عذراً - أبا السِّبْطينِ - بعدَكَ أُشْعِلَتْ

فِتَنٌ وأَوْهَنَ أمتي تضليلُها

وضعوا القناعَ على الوجوهِ وإنما

يضعُ القناعَ على الوجوهِ دَخيلُها

حَرُمتْ دماءُ المسلمينَ، وحُرِّمَتْ

أعراضُهم، فمتى جرى تحليلُها؟؟

قُتِلَ الحُسينُ، فما رَضِينا قَتْلَهُ

بجميعِ ألسنةِ الوفاءِ نَقُولُها

قُتلَ الحسينُ فأنتما في جنَّةٍ

طابتْ مغانيها، وطابَ ظَلِيلُها

آلُ النبيِّ، وأهلُ بيتٍ طاهرٍ

أنتمْ، ودوحتُكُمْ تعِزُّ أُصولُها

هيَ دوحةٌ شرُفَتْ بأفضلِ مرسلٍ

واللهُ ربُّ العالمينَ كفيلُها

بُشرى إليكِ - قصيدتي - فقدْ ارتوتْ

أغصانُ قافيتي، وفَرَّ ذبولُها

في كلِّ حرفٍ من حروفِكِ واحةٌ

من حُبِّ آلِ البيتِ جادَ نخيلُها

سُقيتْ بآياتِ الكتاب وسنَّةٍ

غرَّاءَ رُصِّعَ بالهُدى إِكْلِيلُها

مَدَحَتْ أبا الحسنِ الأغرَّ فنالَها

شرفُ المديحِ لهُ وبانَ جميلُها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-04-14
السلام اللّه عليك يامولاي وسيدي ياأمير المؤمنين ياأبا الحسن(ع).. مولاي اشكو لك همي وغمي...
علي السماوي
2011-04-13
بارك الله فيك ياغامدي اثلجت الصدور حماك الله وبلدك العزيز لا استغراب الامام علي علية السلام نبراس لكل الانسانية
علي السماوي
2011-04-12
بارك الله فيك انصفت ياغامدي اثلجت الصدور ووحدت النفوس مزيد من الوحدة وحفظ الله بلادك من كل مكروة
حسون الناجي
2011-04-12
جميلة جدا و مليئة بدفق سعادة الولادة و ملبدة بتقية نقية . لقد وفق الأخ الغامدي أن استهلها بالعاديات و أبدع عندما توّجها بالكساء ؟ و حتى ما يُعترض عليه من معاني ، قد وفق فيه إذا حسبنا من أين يصدر قصيدته ، فلقد لفها كما قلت بتقية نقية و إنما يؤشر كم كمية التضييق العقائدي في جزيرة مهد الإسلام مع بالغ الاسف و لكن الكاتب لم يسطع كبح حبه لأبا الحسنين لذلك وفقه هذا الحب أيما توفيق و نسأل الله تعالى أن ينفعه بها. لذلك دائما ندعوا للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات من أهل المودة !!!
عراقي يكره البعثيه
2011-04-12
تصحيح البيت: قال الحقيقة واستقام دليلها
صلاح جوامير
2011-04-12
للهّ دركما، شاعر قال حقاً في إمير المؤمنين جميعا، علياً (ع) مهما قيلت من كلمات في حقه فهي لا توفّي إلاّ نزرا من ما يستحقه، ولكن الاخ عبدالرحمن صالح العشماوي الغامدي أبدع حقاً حقاً ، وصاحب التعليق (عراقي يكره البعثيه) لكما ألف تحية وتحية كفيتم ووفيتم وانشاء الله يرزقنا وأياكم صحبة النبي محمد (ص)، ووصيه من بعده، إمام التقى علي (ع) في الاخرة.. والى كل محبيه كل المحبة، والى مبغضيه نقول إقروا هذه القصيدة برواء وتبصروا، وشكرا لبراثا لنشرها هذه التحفة
عراقي يكره البعثيه
2011-04-11
لله درك من قصيد قد هوى عند الوفاءجمالها وجميلها لو كان كل المسلمين تسابقوا للفوز في حب الوصي أكليلها لتصدر الاسلام مقعد عزها ولكانت الدنيا الغرور تدنو لها فاسلم فديتك يبن غامد من فتى قال الحقيقة واستقام لدينها لك من تراب الطف قبلة مؤمن هاجت جوانحه وساح هميلها من ارض كوفان لشخصك دعوة ان يحشروك مع الوصي كفيلها
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك