المقالات

الشهيد والشهادة

590 09:16:00 2011-04-08

احمد عبد الرحمن

مثلت واقعة استشهاد المفكر الكبير اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس) قبل اكثر من ثلاثة عقود من الزمن نقطة تحول مهمة في تأريخ الجهاد والنضال ضد نظام البعث الصدامي والديكتاتوري البائد ، لا لانها ارتبطت بأعتلاء صدام حسين للسلطة مفتتحاً عصر خراب العراق، وانما لما مثله السيد الشهيد من بلورة واعية لتطلعات العراقيين، ولما حمله على عاتقه من أهداف سامية كان من شأنها بلورة ثقافة اسلامية متكاملة ليس على صعيد العراق فحسب بل شملت مختلف بقاع العالم الاسلامي. فبقتله للسيد محمد باقر الصدر واخته الفاضلة بنت الهدى (قدس سرهما الشريف) برهن نظام البعث الصدامي على استعداده للولوغ أكثر فأكثر في الدم وانتهاج الاسلوب الذي بقى لصيقاً به على الدوام اذ بعد ان اصطبغت يداه بذلك الدم الطاهر لم يعد امامه رادعا او وازعا يمنعه من ارتكاب اية جريمة مهما كانت تبعاتها ونتائجها واثارها.واذا كانت واقعة استشهاد السيد الصدر قد اشرت بوضوح الى مستقبل العراق فيما بعد، فانها كشفت في الوقت ذاته عن السمات التي ارعبت صدام ورهطه، تلك السمات التي مثلتها بعمق شخصية الشهيد الصدر (ره) فبالاضافة الى المنجز العلمي والسعة المعرفية التي توافر عليها السيد الشهيد، كانت السمات القيادية الواضحة لديه هي أشد ما حمل الطاغية البائد على ارتكاب جريمته بحق هذه الشخصية الفذة.وقد كان قتله للسيد الصدر (ره) ومن ثم اطلاقه حملته مسعورة ضد الكوادر الاسلامية وتضييقه على ممارسة الشعائر جزءا من مخطط واسع الابعاد والاهداف تمحورت حول افراغ العراق من قوته الحقيقية وحضوره الفاعل بهويته الاسلامية والوطنية ورموزه المخلصة.ونحن اذ نستذكر الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لاستشهاد اية الله العظمى السيد الصدر واخته بنت الهدى حري بنا ان نستلهم من هذه الشخصيات العظيمة معاني التضحية والايثار والشجاعة ونكران الذات، في وقت نرى اننا بأشد الحاجة الى ان لانكتفي بالمظاهر الاحتفالية والاحتفائية العابرة والمناسباتي للرموز، وانما لابد من الاستفادة من سفرهم الخالد لنحدد مساراتنا الصحيحة وتوجهاتنا السليمة من اجل نحقق ما فيه الخير والصلاح لبلدنا وشعبنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك