المقالات

مواعظ الامتحان النهائي

683 10:41:00 2011-03-10

حافظ آل بشارة

يواصل ركاب الموجة الاحتجاجية محاولاتهم لاسقاط النظام في البلاد ، طريقتهم خطيرة ، يريدون توريط الشارع في معركة مع الحكومة التي انتخبها ، الشارع أدرك اللعبة فانسحب منها لان الناس يريدون حل مشاكلهم بدون المساس بالنظام السياسي ، يشعرون بالظلم والفقر والبطالة والفساد ويمارسون الاحتجاج والاعتراض ولكنهم لا يقبلون ان يكون رموز القمع القديم هم المعبرين عن مطالبهم لأنهم جزء من المشكلة وليسوا جزء من الحل ، اكاذيبهم متواصلة فهم يقولون للناس ان الاسلاميين هم سبب هذه الفشل وليس النظام السابق الذي سلم العراق ترابا ، يقولون ايضا في اعلامهم ان القوى السياسية كانت منذ البداية تخشى الأسلاميين الذين حملتهم الصناديق الى السلطة ، ويسوقون لذلك الاسباب : اولا يعتقدون انهم متدينون معقدون ولديهم اطر تقيد مواقع القيادة وما تتطلب من تواضع وزهد وحرص على اداء التكليف الامر الذي يجعل شركاءهم السياسيين الدنيويين مجبرين على مسايرتهم ليخسروا امتيازات السلطة ، ثانيا : انهم معارضون سابقون وقد تكون لديهم تصفية حسابات مع بقايا النظام الماضي . ثالثا : هم يجربون الحكم والسياسة والادارة لأول مرة وقد يقعون في اخطاء كبيرة . رابعا : أنهم تسلموا بلدا يجب بناؤه من الصفر وليس مؤكدا نجاحهم في مبادرة صفرية . يقال ايضا ان الخائفين نقلوا مشاعرهم الى واشنطن فاصابتها هواجس مماثلة ، لذا قررت ان تقدم للجميع خرائط طريق لكي ينجحوا ، ونصائح واشنطن اوامر وان كان اكثرهم لا يعلمون ، لا بأس ، الا ان مجاملات الاسلاميين وبساطتهم تعدت الحدود ، فكانوا غير منطقيين في شراكاتهم ، كان المطلوب منطقيا اعداد صفقة مع القوى الطامحة الخائفة مبنية على قاعدة : لنا القيادة ولك المواقع التنفيذية فاذا فشلت في مهمتك فانت المسؤول عن فشلك ويجب استبدالك ، لكنهم كانوا اكثر بساطة وسخاء وحسن نية فقد تبرعوا للآخرين بمواقع مهمة جدا ثم تبرعوا بتحمل نتائج فشلهم ! التي اصبحت تسجل باسم الاسلاميين ، وهكذا اتضح ان اغلب المخاوف اعلاه مبالغ بها ، فهم غير زاهدين في المنصب ، وهم لا ينوون شن حملة تصفية حسابات بل جاءوا باعداءهم ليضعوهم في صدارة المشهد السياسي وهم يعلمون انهم يتآمرون عليهم من خلف الكواليس ، وهم غير قمعيين بل كانوا عاطفيين في موقع الحزم ومتهاونين في موقع الجد ومتسامحين في موقع الشدة ، كانوا يخشون من تهمة الاقصاء فقدموا اعداءهم وهمشوا اخوانهم فاصبح المؤمنون يدعون عليهم بدل ان يدعوا لهم ، كان انفتاحهم فوضويا يفتقر للتفكير النوعي البعيد المدى ، عدوهم ادرك نقاط ضعفهم وعد ما اعطوه غنيمة ، لم يشكرهم بل ازداد ضراوة وفهم تنازلاتهم على انها دليل ضعف لا دليل رحمة ، وهكذا تصل القصة نهايتها ، رسوب مبكر في امتحان السلطة بعد نجاح مشهود في امتحان المقاومة ، وجدوا شركاءهم يستخدمون الشارع ضدهم هذه الايام ، ليرددوا قول اجدادهم : (ومن يزرع المعروف في غير اهله - يلاقي الذي لاقى مجير ام عامر) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك