المقالات

اقصر الطرق لصنع الاعداء /

708 13:01:00 2011-01-10

حافظ آل بشارة

مازالت مقاسات العباءة الديمقراطية اكبر بكثير من ثقافة بعض رموز النخبة العراقية ، مازالوا يعيشون هاجس القائد الاوحد والزعيم الملهم ويعانون ازدواجية الوعي بين القالب الاستبدادي المصبوب وبين الشعار الديمقراطي السطحي الرخيص ، شعاراتهم ديمقراطية وسلوكهم استبدادي ، خطاباتهم فيها التضحية والايثار والنزاهة وسلوكهم فيه الاستعلاء والقسوة والانانية ، حلاوة في اللسان وشحة في الاحسان ، المطلوب وضع حد لهذه الازدواجية ، لا يمكن القول بأن الجمهور العراقي يحب وزراءه ونوابه وكبار موظفيه ، لا يمكن القول بانه يثق بهم ويعتمد عليهم ويتفاءل بوجودهم ، وهذا تناقض واضح فالمسؤول المنتخب ينبغي ان يكون محبوبا وموضع ثقة اما ان يكون مكروها فهو امر غريب ، اغلب المسؤولين يعرف هذه الحقيقة ولكنه لا يعيرها اهتماما ويعتقد انه ليس بحاجة الى حب الجماهير وهذا الشعور يكشف مدى توغل الامية السياسية . كنا نتمنى ان يهتم كل مسؤول في الدولة بموقف الشارع منه ليعرف على وجه اليقين هل هو مكروه أم محبوب ؟ فيسعى المكروه منهم فورا الى عمل الصالحات التي من شأنها تلميع صورته وجعله محبوبا ، لكن حدث العكس فكثير منهم بدأ يتصرف بطريقة تساعد على تنمية شحنة البغض الموجهة ضده في اوساط المجتمع وقد اظهروا براعة عجيبة في صناعة البغض وحشد المزيد من الاعداء وايقاد الشحناء في صدور الجمهور ، أصبح أقصر الطرق لكسب كره الناس هو تجنيد رجال حماية غير خلوقين ، اذا كان المسؤول يعيش الازدواجية بين مظهر ديمقراطي مزيف وجوهر استبدادي خفي فان رجال الحماية يعيشون بمظهر واحد هو المظهر القمعي . يعاني العراقيون كل يوم من الاهانات والرعب على ايدي ارتال الحماية الحكومية ، كلما مر مسؤول اغلقت الشوارع ومرت سيارات الحماية السريعة المتوحشة السوداء الزجاج وفيها حفنة من الجلاوزة الذين يفتقرون لادنى مقومات التربية والاخلاق وهم ينادون على السيارات المدنية والمارة بمكبرات الصوت بكلمات قاسية وبعضها بذيئة وبعضها تسبب لسامعها الاهانة مسددين اسلحتهم الى صدور المارة العزل ، واذا خالفهم سائق مدني مرتبك ترجلوا من سياراتهم يكادون يفترسونه سبا وشتما ، يهينون المواطن الشريف النزيه الذي هو في معايير العدالة يشرفهم ويشرف سيدهم الذي يحمونه ، الوزارات الكثيرة والزائدة عن الحاجة اضافت للشعب العراقي حشودا من اوغاد الحمايات . هناك دروس لتأهيل رجال الحماية وتربيتهم وتدريبهم الاخلاقي لكن لم يحرص اي مسؤول على تربية افراد حمايته وكف اذاهم عن الناس الذين هم في غنى عن عذابات جديدة . مجلس النواب هو الآخر لا ندري أمعنا هو أم علينا ولماذا لا يلتفت الى هذا الارهاب الوطني الرسمي الخطير ؟ اكثر الناس تعرضا لاهانات الحمايات هم الاعلاميون الذين لم تتوفر لهم اي حماية يتجاهلهم الدستور ويستخف بهم البرلمان ، فان افلتوا من قبضة الارهاب المعادي وقعوا في قبضة الارهاب الصديق في المكاتب والطرقات والدوائر الحكومية . القوات المسلحة العراقية الحالية رعيل استشهادي متقدم وذو مواقف مشرفة فقد نجحت هذه القوات في كسر ظهر الارهاب وطي صفحاته لتقدم انجازا ليس عراقيا فقط بل عالمي ، لماذا يسمح لافراد الحمايات بالاساءة بسلوكهم الى المؤسسة العسكرية الشريفة ؟ لماذا لايتعض هؤلاء الشباب بمسار الاحداث والتقلبات ؟ لماذا لا يتذكرون حقيقة أن ومن يزرع القسوة يحصد الشماتة ؟ هذه الايام وعندما يتعرض شباب الحمايات الطائشون الى الاغتيال بكاتم او بناسفة او مفخخة او لاصقة لم نجد من يترحم عليهم بل يتبرع الكثير من الناس مناديا باعلى صوته : (هاذي حوبتي) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك