المقالات

تفجير كنيسة القديسين المصرية والرد المنطقي

1179 21:47:00 2011-01-06

كريم الوائلي

ما يمييز تفجير الاسكندرية في مصرعن التفجيرات المماثلة في العراق انه خلق رأي عام مصري مقرون بحراك فاعل وشامل ومعاد للارهاب في هذه الفترة وربما سيستمر طويلا وينتج ثقافة تسامحية تعمق الحس الوطني والتعايش السلمي وطارد للتشدد والدموية ، ولم يكن ذلك موجودا قبل تفجير الكنيسة بهذا القدر الذي ارتقى الى رأي عام احتدم فيه جدل واسع حول سبل مكافحة التطرف ، وتمحور الرأي العام المصري الجديد حول وحدة الانتماء الوطني على ارض الواقع المصري وليس من خلال تصريحات لمسؤولين او اعضاء كتل واحزاب سياسية او عبر وسائل الاعلام المختلفة كما يحصل عندنا في العراق اذ سرعان ما هب المصريون للتظاهر في الجامعات والشوارع والمساجد المعتدلة وتوحدة كل الاحزاب السياسية الحاكمة والمعارضة على خط واحد هو الادانة الشديدة لاستهداف حياة الناس ودور العبادة وصولا الى تقطيع اوصال اواصر المواطنة واثارة فتنة لا تستفاد منها سوى القوى الارهابية التي وضعت عملية الاسكندرية الارهابية في اطار اقليمي مؤكدة على ان نشاطها لا يقتصر على بلد بعينه وان ذراعها طويلة بالقدر الكاف ليطال اي بلد في المنطقة وقد اختارت المكون المسيحي كونه يمثل اقلية اقليمية واستهدافه يستفز دول الغرب ويحقق للقوى الارهابية الدعاية السياسية . وعلى الرغم من ان الرأي العام العراقي المعادي للارهاب يفتقر لم يحصل بفعل الحراك الاعلامي او السياسي وانما حصل كرد فعل غاضب على الاعمال الاجرامية التي طالت كل ابناء الشعب العراقي وانه رأي عام متفق على ادانة الارهاب ورفضه بالكامل ألاّ انه لم يتجسد على شكل حركة شعبية فاعلة في الشارع العراقي بحيث تهب الى الشوارع والساحات تلقائيا لادانة العنف متى ما حصل عمل ارهابي موجه الى جهة او مكّون عراقي في اية منطقة من البلاد ، ان وجود حركة شعبية فاعلة في مواجهة الارهاب تشكل لطمة دامغة له ومن شأنها تعزيز التضامن الاجتماعي وخلق اجواء من التآخي والوحدة ومن ثم سد الطريق امام مخطط القوى الارهابية الذي يرتكز على خلق شرخ اجتماعي او حصول شكل من اشكال الخلاف والفرقة بين المواطنين .ولطالما حذّر العراق من خلط اوراق الشأن العراقي واظهار الاعمال الاجرامية على انها ((مقاومة)) لا تحصل إلاّ في بلد مثل العراق وانها تنتهي بعد انسحاب القوات الاجنبية من العراق متغافلين او غافلين الاهداف الحقيقية والواضحة للارهابيين ، وهذا هو الدليل قد جاء من مصر كما جاء من قبل من اليمن والمغرب العربي وغيره ليؤكد ان الارهاب لا يستثني بلدا من بلدان المنطقة او شعوبها وان الحكمة تقتضي الان تعاون دول المنطقة من اجل اجتثاث الارهاب والتطرف وتعزيز التعاون الاقتصادي والامني بينها وتغيير انماط تعاطي الحكومات مع شعوبها وبذلك تتاح الفرصة امام شعوب المنطقة وحكوماتها للعمل مجتمعة على ادانة وكبح ظاهرة الارهاب . ان الاعتداء الارهابي الذي طال كنيسة القديسين في الاسكندرية قد اطلق رأي عام مصري مقارب للرأي العام العراقي ويمكن ان يتسع ليشمل كل دول المنطقة وهذه فرصة قد لا تتكرر وعلى ذلك يتعين تفعيل الاعلام العربي لاثارة المزيد من الجدل الايجابي وتوسيع طيفه الجماهيري وتجذيره ومنحة الطاقة اللازمة لاستمراريته لاطول فترة ممكنة كي يعطي افضل ثماره وان يكون ذلك متزامنا مع تعاون اقليمي رسمي يشمل الامن وتبادل المعلومات والسيطرة على الحدود الدولية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك