المقالات

لعبة ويكي ليكس /

943 12:12:00 2010-10-26

حافظ آل بشارة

ما زال الشبح المختلق الذي اسمه (موقع ويكي ليكس) يصول ويجول في الساحة العراقية الاعلامية والسياسية وتهتز له الشوارب وتقوم الدنيا وتقعد في مهزلة دعائية جديدة تمر سريعة ناعمة من تحت انامل المخابرات ، يدعي الموقع انه حصل على تسريبات ووثائق من مصادر امريكية حول اوضاع العراق تحت الاحتلال والانتهاكات والجرائم ، والمعروف ان الاطراف الفاعلة في تلك الأحداث هي الجيش الامريكي والعصابات التكفيرية العربية الشقيقة والصدامية يقابلها جهد محلي حكومي وشعبي مشروع دفاعا عن النفس ، حفنة معلومات قديمة يعرفها الجميع عن اوضاع العراق تحت الاحتلال ، الموقع المشبوه اختار توقيتا مفهوما للجميع ، ثم ركز اهتمامه في كشف تلك الأوراق على معلومات مقتطعة ومختارة بدقة واهمل معلومات أخرى في انتقائية مفضوحة وتعبئة مقصودة ، انه يتصرف بنذالة واضحة كشاهد الزور الذي يشرح رد فعل الضحية الذي احرقوا بيته وقتلوا ابناءه فينتقد صراخه ولطمه واستغاثته ويعتبرها تصرفات منافية للأدب بدون ان يشير الى القاتل ولو بكلمة ، وقد اعتاد العراقيون على الدعاية والاكاذيب التي تدين الضحية وتبرئ الجلاد وتقلب الحقائق ، يمكن ادراك اهداف الحملة من معرفة الذين صفقوا لها فهم انفسهم الذين كانوا يستخدمون الارهاب ويحركونه من مقاعدهم الحكومية والنيابية وهم الهاربون المطلوبون للاجهزة الامنية ومعهم جمهرة الفضائيات التي كانت وما زالت اجنحة اعلامية للارهاب والجريمة المنظمة ، الأمريكون يعتقدون ان الناس اغبياء فهم يأسفون لتسريب هذه الوثائق بينما يعرف الجميع ان التسريب يجري باشرافهم ومن حق العراق ان يرفع شكوى ضدهم وضد الموقع المزعوم اولا لان المعلومات المذكورة لم يمض عليها 25 سنة وهي المدة القانونية للافراج عن المعلومات السرية ، وثانيا ان هذا التسريب يتنافى تماما مع اتفاقية سحب القوات التي تضم بنودا تلزم الولايات المتحدة بالمشاركة في حفظ الأمن في العراق وهذا التسريب اذا استمر بهذه الوتيرة فسيؤدي الى عودة الحرب الطائفية . ويعد هذا التحول اختبارا صعبا للعملية السياسية ، فعندما ينجح موقع مشبوه في اثارة ازمة سياسية في البلد فهو دليل واضح على مدى القلق والضعف والهشاشة في بنيته الحكومية ومقومات استقراره ، ويثير اسئلة عن مدى تبلور مفهوم الاستقلال والسيادة لدى العراق خاصة عندما يستطيع كل من هب ودب ان يتدخل في شؤونه ويستفز مكوناته السياسية وينجح في تحريضها للهجوم على بعضها ، واستعداد بعض الاطراف للاستجابة السريعة لأي تحريض اجنبي والتفاعل معه ودق طبول الحرب على الشركاء الوطنيين! ولكن السلطات بدل ان تنتفض ضد هذه المهزلة الخطيرة تطلق وعودا بالتحقيق في هذه الملفات لتعين العدو على نفسها ! يفترض ان يكون هناك جهد وطني موحد للوقوف بوجه هذه الموجة التي تهدد باندلاع حريق لا يميز بين الاخضر واليابس ، يريدون احراق العراق ضمن لعبة قديمة ومعروفة المقدمات والنتائج .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الكاظمي
2010-10-26
هل يستفيق المالكي من غفلته التي لم يسبقها اليه احد بان يعيد البعثيين الى مواقع الصدارة بحجة المصالحة او ان البعثي الشيعي ينبغي التغاضي عنه. يادولة الرئيس الن البعثي الشيعي اسوأ واخس وانذل من البعثي السني بل والله ان البعثي السني اشرف من البعثي الشيعي, وما اعدم اهلنا الا بتقارير الانجاس من البعثيين الشيعة, وان لم تتخلص من البعثيين الشيعة فسوف تكون الضحية الدسمة لهم لان لا ولاء لمن لاولاء له
احمد الربيعي
2010-10-26
ويكليكس موقع للمخابرات الامريكيه
مظلوم
2010-10-26
تقارير وكما صنعت احداث سبتمبر وغزو اافغانستان والعراق المخابرات الامريكية لا تخسر اية معركة فهؤلاءلا يتركونها على عواهنها فالتسريب جاء برضاهم وعلمهم لأنهم أصحاب أجندات طويلة الأمد فنشر هكذا تقارير والتي تدين الشيعه فقط تعني أنها حرب تصفية للشيعه فقط والعاقل يجب ان يفهم هذا الانحياز لهذه التقارير مئات الألوف من التقارير لم تشر الى مذابح وتدمير مدن وأسواق ومساجد وكنائس وقتل بالمئات من قبل عصابات الغدر السلفبعثي الوهابي وتذهب الى المالكي وتدينه لأنه طرد كم ضابط بعثي؟والجميع يعلم ان اغلبية الضباط البعثيين لا زالوا في الخدمة وهم في المخابرات والداخلية والدفاع والتقرير يذكر ايران فقط ولم يشير الى تدخل باقي دول الجوار العراقي والأقليمي؟الى مصر وأسرائيل واليمن مثلا؟لماذا؟الميع يعلم ان التمويل يأتي من الامارات وقطر والكويت والفتاوى وأرسال قطعان بهائم الانتحار تأتي من السعودية فلماذا يغفلون عنهاوالأردن ينشط فيها فلول أشباه الرجال من العبثيين اللذين فضلوا ملازمة مواخير وبارات سوريا والاردن ولبنان بدلاً من الدفاع عن بلدهم الخزي والعار لكل من باع شرفه وبلده وعرضه هؤلاء اللذين باعوا انفسهم للأجنبي لقاء ثمن بخس وهم معروفين للعراقيين وقد أثر كبير سحرتهم المشنوق بن صبحة العوجاوية ان يختبئي في جحر كفأر أجرب والباقي يعرفه العراقيين ويبقى حذاء احمدي نجاد أشرف من رؤوس العربان النتنه المنبطحين اللذين نصبوا انفسهم ولاة لأمور العرب
عراقي
2010-10-26
المطلوب رد حكومي حازم وموقف وحدوي شجاع ضد هذه السموم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك