مهند العادلي
هذا واقع حال العراق بعد مضي سبع سنوات على التغيير السياسي , فبعدما تأمل العراقيون خيرا بالتغيير وزوال سلطة الفرد الواحد المتسلط عليهم وتحول الواقع من حالة الحزب الواحد إلى التعددية الحزبية وتحوله من طابع الخوف والصمت إلى حرية الكلام والتعبير وكذلك من حالة الكبت والسكوت عن الخطأ إلى حرية التظاهرة السلمية للمطالبة بتغيير الخطأ وتحسين الأداء , مع كل هذا فأنه وجد مقابلها هموم مصاعب جمة لم تكن ضمن حساباته وغير متعود عليه في حياته . فالمواقع الخدمي في تردي من سيء إلى أسوء وفي مختلف جوانب الحياة اليومية والتي هي بتماس يومي معه مثل الكهرباء (مع ما تشهده من استقرار نسبي هذه الأيام - والشعب يعرف أن هذه الأيام فترة انتقالية من فصل إلى أخر لذا فهو لا يفرح كثيرا بالاستقرار للطاقة الكهربائية ) والجانب المائي فانقطاع الماء و(وطبعا الغير صالح للشرب)ازدادت كثيرا خلال هذه العام وفاقت بمدتها الزمنية الأعوام السابقة مع العلم أن العراق هو البلد الوحيد الذي يمر عبر أراضيه اثنان من اكبر انهار العالم , وللجانب الصحي نصيبه فمع ما متوفر من كوادر طبية متمكنة في مجال علمها وما تشهده البنى التحتية الصحية من حركة عمرانية من حيث الأعمار والإنشاء إلا انه لازالت الأجهزة الطبية وفي كثير من المحافظات دون مستوى التطور العلمي العالمي وكذلك الأدوية دون مستوى الطموح لعلاج المرضى .أما على الصعيد الأمني فلهذا الحديث هموم وشجون تجول في القلب ويعجز القلم عن وصفها وتقف الكلمات عاجزة عن ما يدور من أفكار لدى الإنسان لتصف ما يشعر به فتارة تجد محافظات العراق هادئة تنعم بالأمن والأمان وتارة تجده قد تحول إلى كارثة إنسانية مأساوية بشعة أبرياء يقتلون بلا ذنب وأجساد تتناثر على ارض العراق انهار من الدماء تسير كما يسير نهري دجلة والفرات ومن المسؤول ؟ وما جزاء الجناة لا احد يعلم ..... أما الفساد الإداري فأنه مرض سرطاني سرى في جسد العراق ولا ينفع معه بعد الآن أي علاج إنما حله الوحيد بالاستئصال , ففي مأثور الكلام قالوا( من امن العقاب أساء الأدب ) وهذا واقع حال الفاسدين من موظفي دوائر الدولة (وطبعا هذا الحديث لايشمل جميع الموظفين إنما الفئة الفاسدة منهم , لأنه لازال في العراق أناس شرفاء غيورين يحملون صفات الأناس المتقين لربهم ويحملون أخلاق العراقي الشريف الأصيل ....نعود فنقول إن الموظف الفاسد طالما امن المحاسبة القانونية فأنه بالتأكيد سوف لن يتوانى قدما عن أي فعل قبيح .يبقى ختام حديثنا نتساءل من السبب ؟ ومن المسبب ؟ وما العلاج ؟ وكيف السبيل لتغيير الواقع في المستقبل .........
https://telegram.me/buratha