بقلم..رضا السيد
اعتقد قبل الخوض في كتابة المقال لابد أن نثبت شيئا مهما جدا ، ألا وهو إن خير العمل التي وردت في اسم المقال تختص بالصلاة المكتوبة .. حيث ترد في الأذان المبارك مرتين وفي الإقامة مرتين في خمس صلوات ، أي إن ما ترد به هذه العبارة يوميا عشرون مرة ..؟ فيها حث على إقامة الصلاة باعتبارها خير العمل ولا عمل أو شيئا أخر أفضل منها . على العموم نرجع إلى المقال فقد لفت انتباهي وأنا أسير في منطقة الباب الشرقي وتحديدا في ساحة التحرير ببغداد وجود لافتة تحمل العبارة الآتية ( حي على خير العمل .. المالكي هو الأمل ) فأصابني نوع من الذهول فما علاقة السيد المالكي بخير العمل ونحن نمر بأزمة سياسية ..! وتذكرت الأيام السالفة من زمن النظام البائد ، تلك الأيام التي كنا نرى فيها آلاف اللافتات وهي تحمل اسم الطاغية وتمجد به حتى وصل من خلال هذه اللافتات المزيفة إلى مقام الأنبياء والأوصياء ( هذا طبعا قياس مع الفارق ) فتبادر إلى ذهني إن الصنم لم يسقط بعد ، ولازال الشبح المقيت للدكتاتورية يخيم على العراقيين ..! وإلا ما معنى ارتباط اسم السيد نوري المالكي مع خير العمل ثم هل يعلم السيد المالكي وهو المعروف بانتمائه إلى اعرق الأحزاب الإسلامية بهذه اللافتات ..؟ فإذا كان لا يعلم بمن أوعز بوضع هذه اللافتات التي تزيد نقمة الشعب واستياءه لأنها تذكرهم بأيام المقبور فلابد عليه أن يتدارك الموضوع ويصحح الخطأ . أما إذا كان يعلم بموضوع هذه اللافتات فهذا يعني إن المصيبة أعظم وان ما قد يأتي في المستقبل قد يكون اشد واغرب ، لان من يرى إن هذه الشعارات تمثل انتصارا فهو واهم وغارق في الوهم دون شك ، والذي يريد أن ينتصر فعليه أن ينتصر على ذاته قبل كل شيء ، وإلا فانه يستحق ما استحقه النظام البائد .
https://telegram.me/buratha