المقالات

ســر احتواء حزب الدعوة للتيار الصدري

2287 10:27:00 2010-10-02

علاء التريج الحقوقي والمستشار النفسي

(ملاحظة: هذا المقال تم كتابته في تاريخ 21/5/2010 لكن الاخوة في وكالة براثا لم يقوموا بنشره لضرورات نحن نحترمها والتي اعتقد ان من اهمها الحفاظ على الوحدة مع الاخوة الذين شملهم المقال وهم يشكرون على ذلك لكن اليوم انتفت هذه الضرورة باعتبار ان الاخر اختار طريق مخالف لذلك نرجو من الاخوة في وكالة براثا نشره , المقال يبين صحة قرائتنا للواقع السياسي العراقي وحقيقة التحالفات وان المقال لم ياتي على خلفية موقف التيار الصدر من ترشيح المالكي باعتباره كتبت في وقت كانت المواقف غير واضحة لكن كانت لدينا حقائق تبين ان التيار لا يستطيع ان يخرج عن سيطرة حزب الدعوة)للوهلة الأولى من يقرأ هذه الكلمات قد يتصور ان الغاية منها هو إضعاف طرف معين لكن الله يشهد ان همي هو إصلاح البيت الواحد من خلال طرح المواضيع بصراحة لعلها تحدث أثرا في النخبة السياسية وأبناء العراق لتشخيص الخلل وبالتالي سبق الحدث قبل ان يقع وإصلاح أمورنا لتقوى شوكتنا بدل ان نتفرق فتذهب ريحنا , فاخترت ان اكتب حول هذه المواضيع لشعوري بالمخاطر المحدقة بنا كإسلاميين وأما الحديث عن الإرهاب والبعث والآخرين فهي من المسلمات التي لا تحتاج الى توعية والحقيقة ان القضاء على أعداء العراق بحاجة الى مقدمات منطقية صحيحة لكي تكون النتائج صحيحة ولذلك وجدت ان مقدمات العمل السياسي فاسدة ومنطقيا تكون النتائج فاسدة, فإذا ما جعلنا مقدمات القضية السياسية مقدمات صحيحة ومعلومة العلة فسيزول كل فساد وإرهاب ...... كان الحكم منذ ان بدأ بنو ادم عليه السلام بتنظيم شؤونهم الدنيوية إلى يومنا هذا هو محل صراع ويختلف هذا الصراع حسب البيئة التي ينشئ بها والخلفية الثقافية للمتنازعين فقد يأخذ الصراع الدموية وقد يأخذ الطرق التنافسية في الحصول على المكاسب السياسية وقد يكون الصراع منطلقا من مبدأ, وأصحاب المبادئ أيضا أصناف عديدة منها التي قد تكون بدوافع سماوية وقد تكون بدوافع فكرية ....و التغيير في اغلب الأحيان لدى هؤلاء من خلال بناء الأمة بناء سليما وهذه خصوصية أصحاب الرسالات السماوية ومن اتبعهم.....ان حالة التحزب تعني بالضرورة ان هناك حالة من الاختلاف وهذا الاختلاف نسبي.... فتعدد الحالة الحزبية في العراق لا تختلف, وهي حالة صحية في بعضها ومرضية في أخرى فأكثر الأحزاب العراقية تنظر إلى النتائج بغض النظر الى الوسائل التي تتبع ان كانت شرعية أم لا..ان عقلية المؤامرة من أهم ما تميزت بها بعض الأحزاب وخصوصا أخوتنا في حزب الدعوة, فهم يعتبرون ذلك منقبة وحنكة سياسية في الوصول الى أهدافهم, في عام 2004 كنت قد كتبت مقالا باسم مستعارا منعا لإحراج بعض المتصدين وكنت قد ذكرت ان الإخوة الدعاة سيتوجهون إلى التيار الصدري باعتبار وجود القاعدة الشعبية وعدم وجود واجهة سياسية لهم خصوصا ان السيد مقتدى الصدر زاهد بالعمل السياسي كما يقول وأيضا موقفه من قوات الاحتلال سيجعل انخراطه بالعملية السياسية أمر صعب, وفي نفس الوقت الإخوة الدعاة يفتقرون الى القاعدة الجماهيرية وذلك يؤدي إلى حالة من التكامل لفترة معينة وبعدها يتقاطعون وكنت قد ذكرت أسباب التقاطع في حينها...إلى آخره. وحصل الذي كنت قد توقعته وتم استيعاب التيار الصدري بطريقة ذكية جدا وذلك من خلال العمل على خطين أولهما الخط الصدامي والمتمثل بنوري المالكي والثاني خط الاستيعاب من خلال الدكتور الجعفري ضمن منهجية وضعها الحزب واستمر العمل لفترة طويلة.......حتى أزمة رئاسة الوزراء التي كان من المفترض ان يكون الجعفري رئيس للوزراء عندها انتقل الحزب إلى مرحلة أخرى وهي الخلاف المصطنع بين أطراف الحزب من خلال انشقاق أو خروج الجعفري من الحزب وإنشاء تيار تحت اسم ( تيار الإصلاح) وحقيقة الإصلاح هي ان يصلح ما يخربه الخط الصدامي المتمثل بنوري المالكي ... هذه من الحقائق التي لا أود الدخول في جزئياتها وسوق الأدلة على ذلك وسأكتفي بان تستشفوا ذلك من خلال المستقبل...ان احتواء التيار الصدري عمل لا أجد فيه ضيرا وإنما الضير هو استخدام سياسة فرق تسد فهي غريبة على أخلاقنا وثوابتنا الدينية التي تدعو إلى التقريب بين الإخوة, فقد استطاع الأخوة الدعاة عزل الإخوة الصدريين عن اغلب الأحزاب السياسية, وبعد النجاح بالمقياس الحزبي للأخوة الدعاة نتج عنه عدة أثار أهمها:أولا: استلام رئاسة الوزراء من قبل حزب الدعوة لدورتين , والعمل على استلامها لدورة ثالثة سواء كان الدكتور الجعفري أو المالكي أو أبو بلال الأديب أو أي عضو من أعضاء الحزب لدورة جديدة سيقربهم من الهدف , ومن الخطأ الفادح ان يقول أحدا ان هناك فرق بين شخوص الإخوة الدعاة, والمتيقن منه ان الإخوة الدعاة لا يعملون باجتهادات شخصية وإنما وفق برنامج معد لكل قياداته ونظام الحزب الداخلي يعتبر الحزب فوق كل شئ بما في ذلك الأمة والمرجعيات الدينية وما إقصاء آية الله السيد الحائري حفظه الله إلا تطبيقا للنظام الداخلي للحزب وهو الذي كانوا يعدونه مرجع الحزب.ثانيا: ان حزب الدعوة بعد ان حكم العراق لدورتين جعله يقترب كثيرا من مرحلة الحزب القائد وهذا أمر خطير للغاية وهو الآن يعمل على المستوى البعيد للوصول الى مرحلة الحزب الواحد وهو الهدف من خلال المرور بالمراحل التالية:أ- السيطرة على جميع مفاصل الدولة والموارد الاقتصادية في البلد وقد قطعوا شوطا كبيرا في ذلك .ب- خلال المرحلة التي تتوسط بين مرحلة الحزب القائد والحزب الواحد ستكون هناك تصفيات لكل ضد نوعي بكل الوسائل و أول من يبدأ بهم هم التيار الصدري باعتباره الوريث الطبيعي للاسم الكبير لعائلة الصدر والذي كان الحزب يحارب كل من يرفع هذا الاسم ( كقميص عثمان ) لكنهم التزموا الصمت بعد سقوط النظام تمهيدا لمشروع الاحتواء فمن المهم بالنسبة لهم ان يغييبوا كل من يزاحمهم على هذا الاسم الشريف و أما المجلس الأعلى وحزب الفضيلة باعتبار ان من يمثلهم هم ممن يحملون الصفة الدينية من خلال انتمائهم إلى الحوزة العلمية وامتداداتهم العميقة في جذور المراجع ( رض ) ليبقى حزب الدعوة الممثل الوحيد للحالة الإسلاميةح - قتل الفتوى قبل ان تولد من خلال تصفية المرجعيات الدينيةثالثا: وجود إستراتيجية هدفها الاستفراد بالحكم من خلال أولويات وضعها الحزب لكل مرحلة جعلهم ينشغلون عن بناء الدولة والانشغال ببناء الحزب والطبقية الحزبية التي ستجعلهم بمعزل عن أبناء العراق وبالتالي قبول الشعب بأي بديل آخر لحكم العراق,فإذا ما وصلنا لهذه المرحلة لا سامح الله فعندها سيحال الإسلاميين شيعة وسنة على التقاعد عن العمل السياسي لان كلمتهم ستموت وبالتالي لا يمكن طرح فكرة العمل الإسلامي السياسي لقرون عديدة,بل أكثر من ذلك ستشمل الإفرازات السلبية كل الأطروحة الإسلامية في الحكم على مستوى العالم ولعل هذا ما تخطط له بعض الدول من اجل إضعاف او القضاء على هذا التوجه بطرق تكون بصماتها غير واضحة الذي ارجوه ان لا يفهم من هذه الكلمات أني أكن العداء للإخوة الدعاة فلدي علاقات أخوية مع الكثير منهم وأتمنى النجاح والتوفيق لهم ولجميع العراقيين لكن الذي وددت الوصول إليه هو التحليل والنقد الموضوعي وكذلك تبيين بعض الحقائق للعراقيين وخصوصا الإسلاميين لان مستقبل العراق بخطر ودماء المراجع والعلماء والشهداء أمانة في أعناق الجميع ومن الأمانة ان نتحدث بصراحة للحفاظ على المصلحة العامة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبدالله علي شرعان
2010-10-03
كانت خسائر الباكستان في كارثتهم 4 مليار وقلل فوق من الدولارات بينما حكومة المالكي ووزير كهرباءها فقط كلف العراق 30 مليار اي ما يعادل سبع كوارث من كارثة الباكستان لذا فالمشاركة في حكومة يقودها المالكي تشويه لسمعة المشارك اما بخصوص الصدريين ومن ورائهم امريكا والسعودية وغيرها فهم مستعون للقبول بالشيطان دون عبد المهدي او اي شص غيره له ارتباط بالمرجعية الشيعية ومبروك للصدريين ترحيب السعودية باختيارهم المالكي
عبدالله علي شرعان
2010-10-03
من المؤكد ان عدم مشاركة المجلس الاعلى هي الخيار الصحيح بالنسبة لحكومة بعثية يرأسها المالكي واما بالنسبة للأخ اياد علاوي فرغم اتهامه بانه بعثي والذي روج له المالكي والصدريين الا ان عدد البعثيين الذين اعادهم علاوي لا يصل الى عشر البعثيين الذين سلطهم المالكي على رقاب الناس امثال قيادات الشرطة فقائد شرطة ميسان السابق مثلا يتذكره الكثيرون وهو يقول لسيده المقبور صدام (سيدي امي اتحلمت بيك لابس ابيض واتطوف على الكعبة ) وكان جواب الطاغية عفية بيك وعفية بأمك اي 500 لف لك و500 الف لامك
عراقي غيور
2010-10-03
الى سماحه السيدابن المرجعيه الاخ العزيزعمارالحكيم اليوم يجدان يتخذقرارحكيم هوالمعارضه لان حكومه يرأسهاانتهازين لايشرف خط عريق يشارك فيهافياسيدان الاوان امابخصوص الحاقدالذي لديه مقعدواحدمعروف توجهاته الدفينه كل هذالن يجدي معهم لونحسب كم صوت حصل عليه بدروالمجلس في البصره تأهلوبحصلول على ٦واكثرلاكن ذهبت الى الائلاف الحقدواضح لاينفع معهم الوحده رحمك الله عزيرالعراق لماذاهذاالتنازل من البدايه والله سوفه يسجل لكم التاريخ لاتشاركومع الامالكي صاحب التسقيط قراءه في شبكه دول القانون تصف السيدعماربلبعثي لان عدالته ان صف البريئ من المجرم بخصوص البعث الصدامي امابخصوص الاخ علاوي هذاقرارشجاع التحالف معه اناديك ياسيدواتوسل بدم ال الحكيم لاتشارك مع دول القانون لن اصبح من وقف معهم ليسعني اكتب اكثرحرقه في قلبي حفظك الله من كل مكروه
layla
2010-10-02
انا اتفق معك اخ علاء لان حزب الدعوة اصبح اداة لضرب الاحزاب الاسلامية الحقة وتسقيطا لها في نظر الشارع العراقي من خلال اعمالهم الفاسدة التي تتمثل في الفساد الاداري المستشري في وزارات الحكومة ودوائر الدولة وكأن الحزب مخصص لهذا العمل الدنيئ فقد اصبح اداة بيد دول لاتريد للاسلاميين الحقيقين ان يحكمو ا هذا البلدفهذه الدول تدعم مثل هكذا حزب لتضعه جسرا للعبور ولتحقيق اهدافها المستقبلية للحفاظ على مصالحها . ونقول لهذا الحزب قبلكم وليس ببعيد كان صدام ابنها المدلل ولايوجد احد خدمها مثله اين هو الان؟ فاعتبرو
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك