المقالات

حياة الجامعات بحياء الطلبة

876 16:25:00 2010-09-29

حسن الهاشمي

طلب العلم والمعرفة والتحلي بالقيم والأخلاق هما صنوان في العملية التعليمية لا يمكن أن ينفصلا لاسيما في الجامعات المختلطة التي ترفد القطاع العام والخاص بالكوادر التي تأخذ على عاتقها بناء الوطن وتطويره، وإذا ما أريد لذلك البناء أن يكون مستحكما راشدا علينا أن نسعى لتوطيد العلم والأخلاق في الجامعات، وهذا ما يميزنا نحن المسلمون عن غيرنا من المجتمعات المادية، حيث أن العلم ينبغي أن يكون ملازما للحياء والعفة وبهما نكوّن مجتمعا مثاليا يتنعم بالتكنلوجيا الحديثة ويتحصن بالقيم والأخلاق ويكون بمنأى عن مهاوي السقوط في مستنقع الفساد والرذيلة، التي لا تزال تجلب على مرتكبيها الخزي والندامة ربما تربك الحركة العلمية برمتها فيما إذا انهارت إحدى ركائزه، فعلم بدون تقوى بمثابة جسد بلا روح والعكس بالعكس، فبهما يكون العطاء أكثر تأثيرا وأعظم فاعلية وانتشارا. ومما لا شك فيه إن من أعظم مفاخر البشر ومزاياه صفة الحياء، حيث يتحسس الإنسان بفطرته النقية أن للآخرين حرمة لابد أن يؤديها إليهم، ومن ملك الحياء لا يفكر في تجاوز الآخرين، فكيف يفكر في اغتصاب حقوقهم والاعتداء عليهم؟!وهكذا يسعى الشيطان لإزالة صفة الحيـاء، وحث الإنسان إلى الاستهانة بالآخرين، وتصغير قدرهم، والتصوير بأنهم أقل منه فيحق له إذا تجاوز حقوقهم بل والاعتداء عليهم، وهنا يقف الإسلام له بالمرصاد فيأمر بالتمسك بالحياء والإبقاء على صفة احترام الآخرين حتى يقضي على التفكير في الجريمة.إن الحقوق الاجتماعية ليست بأقل حرمة من الحقوق المالية، ومن يعتدي على عرض إخوانه كمن يعتدي على نفسه أو ماله، ألم نقرأ الحديث الشريف المأثور عن النبي صلى اللــه عليه و آله : إن الله حرم من المسلم دمه وماله وعرضه وان يظن به الســوء.والعفة هي الامتناع والترفع عمّا لا يحل أو لا يجمل، من شهوات البطن والجنس، والتحرر من استرقاقها المُذِل، وهي من أنبل السجايا، وأرفع الخصائص، الدالة على سمو الإيمان، وشرف النفس، وعزّ الكرامة، وقد أشادت بفضلها الآثار: «ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفة بطن وفرج».وبما أن الجامعات تعد مظهرا من مظاهر بناء البلد فلابد أن تكون ملاذا للعلم ومنتجعا للأخلاق ولا بد أن تكون رائدة في هذين المجالين .. وللحفاظ على المكانة العلمية للجامعات وكذلك المكانة القدسية لها، فإن الأساتذة والطلاب والطالبات والكادر الإداري والأمني مطالبون بالارتقاء العلمي والتربوي بشأن رفد الوطن بكوادر علمية نزيهة تعمل لصالح الوطن والمواطن ولصالح ترقيته في كافة المجالات، فالحرم الجامعي مكان مقدس يختلف عن بقية الأمكنة. وما لم تتظافر الجهود بين الطلبة الجامعيين والأساتذة وأولياء الأمور أن يضفوا حالة من حالات الآداب العامة فيها، وما لم يلتزم الطالب بعفته وإنسانيته .. وما لم تلتزم الطالبة بحيائها وشعورها بالمسؤولية .. وما لم تلتزم الجامعات بالعلم والأخلاق والابتعاد عن كل ما يخدش الحياء والأخلاق السامية.. وما لم يراقب الآباء والأمهات أبناءهم في الجامعات وخصوصا البنات ويلاحظون ملابسهم وتصرفاتهم.. وما لم تتظافر كل الجهود في سبيل دعم الحركة التعليمية والأخلاقية ودفعها للأمام بما يركز مقومات النهوض الحضاري، نحن نبقى نراوح مكاننا لا نتقدم أية خطوة هذا إذا ما انتكسنا إلى الوراء، هذه المسألة لها علاقة بالجانب التربوي ولابد أن توضع حلول حقيقية للحفاظ على الآداب العامة التي هي خطوط حمراء لا ينبغي خدشها حالها حال الدماء والأموال والأنفس..رؤساء الجامعات ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي مطالبون بالاهتمام بالجانب التربوي كاهتمامهم بالجانب التعليمي، لنرى الآثار العلمية في الجامعة بعيدا عن أية منغصات تخدش الحياء والآداب العامة لطلبتنا وطالباتنا الأعزاء، وليعلم كل من تسول له نفسه التلاعب بأعراض الآخرين من دون حق شرعي أنه من طرق باب الناس طرقت بابه!!.. ولعل الجنوح للجانب التربوي والأخلاقي للكادر التدريسي الملتزم علاوة على المناهج العلمية هي التي تسهم في الحفاظ على كيان الجامعات من الاختراق من كل معيب أو مشين، حيث إن الجانب الأخلاقي لا يقل أهمية عن الجانب العلمي كما أسلفنا، وهذا الجانب المهم الذي ينبغي أن يكون سائدا على الأجواء الجامعية هو الكفيل ببناء عراق يتحلى أبناءه النجباء بالكفاءة والنزاهة لحفظ الحقوق وسلامة البلد من الضياع والسقوط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك