حيدر عباس
لم يبتلى شعب في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط أو العالم اجمع مثل ما ابتلي به الشعب العراقي طوال الأربعة عقود الأخيرة من حروب ودمار وقتل وترويع وتفخيخ وتهجير ونقص في الأنفس والأموال والثمرات ولم ينفع الصبر في وقف هذه الظلامات المتعددة او تقليلها او الإسراع بتشكيل الحكومة الأزلية او إرضاء وتقليل غضب نجل المعمر الداهية صاحب الكتاب الأخضر ورئيس الجمهورية الاشتراكية الديمقراطية العظمى على الشعب والحكومة العراقية الغير مشكلة.فبعد ثلاثة حروب طاحنة رعناء قادها طاغية البعث اللقيط صدام بمباركة عربية قومية انتهى به المطاف في حفرة نتنة قادته الى حبل المشنقة في صبيحة يوم الأضحى المبارك لينال جزاء ما اقترفت يداه من السوء الذي أحاط بصاحبه.اما الشعب العراقي فلم تنتهي مصائبه وفتحت جهنم أبوابها من كل الحدود المحيطة به وأخذت أسراب قطيع البهائم والمجرمين من البعثية الصدامية يستمدون العون من مسوخ الوهابية ومجرمي القاعدة المنحرفين وتوالت قوافل الشهداء تترى مع إحزان ذويهم دون ان يكون هناك امل بغد لزوال هذه المحن والمصائب.واشتدت الأزمة وكبر البلاء في عامي 2005و2006 وكادت ان تحترق البلاد بحرب أهلية طائفية وقفت لها مرجعية النجف الاشرف بالمرصاد وتحملت ما تحملت من اجل وئد الفتنة التي تسبب باشتعالها أصحاب العقول الساذجة والمصالح الضيقة ومجرمي البعث الوهابية والأعراب المستعربة.وتشكلت الحكومة بعد الحكومة وتضحيات الشعب لم تتوقف ..ففي كل ممارسة او حشد يخرج الشعب بكل عزيمة ليقول كلمته لكن سرعان ما يخذله سماسرة السياسة وطلاب الحكم والكلمات الإنشائية الفارغة لتتوسع بعدها دائرة الموت الجماعي والفردي لقتل هذا الشعب المجاهد دون تفرقة بين كبير او صغير وبين رجل او امرأة وطفل حتى جاوز الموت المدى واستخدمت أسوء الوسائل والأساليب من اجل إيقاع اكبر مساحة من الموت والضرر في أرواح وأموال العراقيين وليت شعري لو ان بعض السياسيين الذين يستقتلون من اجل المناصب والكراسي بذلو قليلا من الجهد والوقت وراجعوا الخطط الأمنية مع ألاف القادة العسكريين ومئات الالاف من الجيوش المدججة بأنواع الأسلحة والأجهزة الفاسدة والمنتهية صلاحيتها وآلاف السيطرات المعرقلة والمؤخرة والقاتلة للوقت واستطاعوا ان يرضوا ضميرهم قبل الله والشعب ويوقفوا ولو لمرة واحدة بوجه وخطط الإرهاب والإرهابيين الذين لم يتوقفوا عن ابتكار احدث الوسائل التي تتماشى مع قتل شعب باجمعه فبعد الحرب الطائفية والمفخخات والعبوات والأحزمة الناسفة والانتحاريين وغاز الخردل والحرق مع التفجر وتفخيخ المنازل وقتل رجال المرور ظهرت مسدسات كاتم الصوت بمرافقة العبوات اللاصقة والتي لم تعرف الدولة والأجهزة الأمنية مصادرها وتمويلها وعددها" تحصد أرواح الآلاف من الأبرياء من الجيش والشرطة ومنتسبي دوائر الدولة والإعلاميين والصحفيين دون ان يلوح في الأفق ان الأجهزة الأمنية التابعة إلى وزارة الدفاع والداخلية والأمن الوطني وقيادة عمليات بغداد وقوات بغداد والفرقة القذرة قادرة على الوقوف بوجه هذا الانتهاك وهذا الموت الذي يحصد أرواح الأبرياء. ولم تتحمل مؤسسة او مسؤول امني مسؤولية هذه الانتهاكات وهذه الجرائم ووضع الخطط اللازمة لتفاديها وإلقاء القبض على مرتكبيها رغم ان المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد لم يتردد في إلقاء القبض على عشرات المجرمين يوميا خلال مؤتمراته الصحفية.وحتى يتمكن الإرهاب والإرهابيين من استحداث وإيجاد طريقة لقتل العراقيين تفوق تأثير مايقوم به الكاتم يبقى هو اللغة المفضلة للتفاهم ضد بعض الخصوم وقد يكون فيه الحل الناجح لكثير من المشاكل. اما واجب الحكومة والمتحدث الرسمي باسم قواتها الأمنية فعليه إحصاء القتلى وقراءة الفاتحة والمطالبة بصرف حقوقهم التقاعدية بعد تشكيل الحكومة المقبلة.
https://telegram.me/buratha