المقالات

حب الوطن وامن الناس غير خاضع للمزاد العلني أو للمكاسب السياسية

918 07:08:00 2010-09-29

وليد المشرفاوي

التشريعات الإلهية التي خص الله تعالى البشرية بها تضمنت كل ما من شانه تقويم حركة الإنسان وتنظيمها باتجاه تكميله وبلوغ الهدف الإلهي من وجوده ,لذلك نجد إن الأصوليين يذكرون مقولة (ليس هناك حادثة إلا ولله فيها حكم) , وهذا دليل على شمولية هذه الرسالة واستيعابها لأدق تفاصيل الحركة الإنسانية.ومن الأحاديث القيمة في هذا المجال حديث الرسول الأكرم(ص) ( لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين) ومعناه إن الإنسان وبما يملك من طاقات فكرية وقدرة عقلية يفترض أن يستفيد من مسيرته و مطباتها ويتعض ويعتبر , وألا كان خلاف ما يملك من الكمالات الفكرية.هذه المسالة ترشدنا إلى قراءة ما عاشه أتباع أهل البيت (ع) بدقة وخصوصا ما تعرضوا له من أصناف الانتهاك والإقصاء والتبعيد , قراءة تنتهي بنا أن نعتبر وان نهتم بحياتنا ومسيرتنا خصوصا بعدما انعم الله تعالى علينا بهذا التغيير العظيم الذي طال السلطة في العراق, وجاء أتباع أهل البيت(ع) إلى سدة الحكم وقيادة الأمة, بل هي فرصة لإظهار عظمة الفكر الشيعي وحلاوة تطبيقه وتنفيذه , إن البعثين زمرة خائبة أذاقت العراق والعراقيين الويلات والدمار وأدخلته في دوامة يصعب السيطرة عليها وتوجيهها.ثمانون عاما ونحن محكومون لمعادلة ظالمة تسلطت من خلالها حكومات باغية وأحزاب كافرة وعصابات للجريمة المنظمة , حيث كانت أعمالهم مصداقا لما كتبوه من إن (الوطن تشيده الجماجم والدم) ولكن أي وطن وأية جماجم , نعم الوطن الذي لا يعرف إلا طائفة ولا ينتهج إلا سياسة الحزب الواحد, والجماجم هي جماجم من خالف , بل هي كل من لا ينتمي إلى الطائفة الحاكمة خالف أم وآلف لذلك كانت المسيرة طويلة مضمخة بالدماء الزكية الطاهرة من علماء ومثقفين وطلبة وكسبة ومن كل الأعمار والمستويات , وقسوة لا يعرف مثيلا لها. كل ذلك يجب أن لا يغيب عن أذهاننا ولا يمكن أن نغض الطرف عنه, فمثلما حفرت هذه الذكريات في أعمق أعماقنا نواقيسها يجب أن يستمر التعامل مع الأرض بما لا يسمح بعودتهم ثانية , فإذا انعم الله تعالى علينا بإدارة الأمور وقيادة الأمة وضرورة تغيير المجتمع وإصلاحه من خلال خدمة أبنائه وإيجاد فرص العيش الكريم للجميع , نعم من ناحية إنسانية لابد من منحهم فرص العيش الكريم والأمن والأمان, لكن العفو عنهم جميعا فضلا عن تنصيبهم في مواقع القرار والمسؤولية ومن دون محاسبة من تلطخت يداه بالجريمة لهو من اخطر الأمور التي ستساهم بعودتهم ثانية وبأقنعة متنوعة لذلك يفترض أن نعي جيدا بان هؤلاء قد جبلوا على هذه الأفكار المنحرفة واستغرقوا فيها حتى عادت جزءا لا يتجزء من حياتهم ومسيرتهم بل لا يجدون العيش بدونها.نقول علينا قبل أن نقدم على اتخاذ أية خطوة سياسية أن نزنها بميزان ومقاييس ما توارثناه من أصول وأسس مستمدة من سيرة أهل البيت(ع) وأحاديثهم , علما إن التاريخ يعيد نفسه وما نعيشه من صور نجد لها صورا في مسيرة التاريخ , وعليه يجب أن يكون كلام المعصوم توجيه قاطع نسير عليه في حياتنا السياسية وعلاقتنا مع أبناء شعبنا , وإكراما لهم أن لا يعود أليهم الجلادون الصداميون وتحت مدعيات هابطة ورخيصة,ونقول ما هي الضمانة أن لا يمارس هؤلاء العائدون ومن خلال المراكز الحساسة التي تقلدوها نفس الأعمال والنهج ,بل ما هي الدوافع التي تدفعهم للإخلاص للتجربة الجديدة وخدمة الوطن ,وهم ألد أعدائه كما أثبتت السنون والتجارب , بل أنهم فاشيون ونازيون ويجب أن لا يترك شئ بأيديهم لأنهم ليسوا موردا للامان والطمأنينة , وإنما هم آلة خراب وإفساد, وما هي الضمانة أن لا يمارسوا القتل وإبعاد وحرمان المؤمنين والمواطنين من تبوء الوظائف والدوائر,وهل من المعقول أن يتركوا ثاراتهم ولا ينتقمون من المؤمنين وباسم القانون والحفاظ على امن البلد!! وما هو الدليل على عدم تآمرهم أو لجوئهم إلى الانقلابات العسكرية الهمجية التي جرت الويلات والمصائب على العراق, إن المؤمنين والوطنيين جميعا مكلفون بحماية هذا الوطن وإبعاد أهله من خطر البعثيين والمتربصين به الدوائر , ليعلموا إن الكثير من هؤلاء اعد مسبقا لهذه المهمة والدخول في مؤسسات الدولة والعمل على تأسيس ما من شانه أعادتهم أو الانتقام ممن أبعدهم , كما انه يجب الحيطة والحذر من هؤلاء وعدم تعينهم في المراكز الحساسة والخطرة في أجهزة الدولة, بل أن يكونوا في موقع خاضع للنظر والرقابة والمتابعة, والحذر الحذر من أن تتسابق الحركات والأحزاب على كسب وإرجاع هؤلاء فليس حب الوطن وامن الناس خاضع للمزاد العلني أو للمكاسب السياسية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك