المقالات

((لا يحق لرئيس الوزراء التجديد لولاية ثانية إلا بعد مضي دورتين انتخابيتين))..!!

1086 20:47:00 2010-09-27

*م.م قاسم محمد مفتن أكاديمي عراقي

جرت العادة حينما يموت الملك في بلاد فارس في العصور القديمة،أن يترك الناس خمسة أيام بغير ملك وبغير قانون بحيث تعم الفوضى ويدب الاضطراب جميع أنحاء المملكة .وكان الهدف من وراء ذلك هو انه بنهاية هذه الأيام الخمسة ،وبعد أن يصل السلب والنهب والاغتصاب إلى أقصى مدى،فان من يبقى منهم على قيد الحياة بعد هذه الفوضى الطاحنة سوف يكون لديهم ولاء حقيقي وصادق للملك الجديد، وتكون تلك التجربة قد علمتهم مدى رعب الحالة التي يكون عليها المجتمع إذا غابت السلطة السياسية.يشير لذلك العلماء والباحثين في علم الاجتماع البشري مؤكدين: إن الناس تتمسك بالنظام إذا ما مروا بتجربة الفوضى.هكذا كان يجري الأمر في العصور القديمة.أما اليوم فنحن نعيش عصر الديمقراطية،عصر التفويض الشعبي ،فقد انتقل الإنسان من حالة الفطرة(حالة الطبيعة)إلى حالة الميثاق(حالة المدنية)نعني فكرة العقد الاجتماعي.فالسلطة في الدول الحديثة أضحت ملكا للدولة وليس لأشخاص الحكام ولم يعد الحكام إلا ممثلين للسلطة وممارسين لها بتفويض شعبي بأسم الدولة ذلك إن اندماج السلطة بشخصية رجل واحد يعني زوالها بزواله كما يجعلها نهبا للأطماع ومحلا للتصارع بين الأفراد فيكون الاحتفاظ بها رهنا بقوة صاحبها وما يتمتع به من بطش وجبروت فكان لابد من الفصل بين السلطة السياسية والحاكم الذي يمارسها وإسنادها إلى شخص له صفة الدوام وهذا الشخص الاعتباري هو الدولة. وفي الوقت الذي أخذت فيه البلدان الحديثة تجني حصادها من ثمار الديمقراطية ما زالت البلدان العربية تقبع في ارض الاستبداد القاحلة التي لا تثمر نقيض الاستبداد بل صارت تعيد إنتاجه إما بصورة استبداد أمر واعتى أو في صورة فوضى عارمة.ويبدو-ومع الأسف الشديد- إن موسم البذار في أرض الديمقراطية ،في معظم البلدان العربية، لم يبدأ بعد. ونحن في العراق قد عمّدنا ديمقراطيتنا المتفردة الناشئة بدم شهدائنا وغير مستعدين للتفريط بها أو التنازل عنها ،ومضت ستت اشهر على العراق اليوم وهو من دون حكومة وأزمته الحقيقية ليس في تنافر مكوناته وتنوعها بل مشكلته تكمن في الشخصية التي تتولى السلطة التنفيذية نعني سلطة رئيس الوزراء ونحن هنا ندعو جميع البرلمانيين والسياسيين وقادة الرأي وكافة المواطنين العراقيين إلى التفكير الجدي في هذه المسألة وعدم السكوت عنها.فمن غير المعقول تصور البلاد من دون حكومة يستشري فيها الشلل بجميع تفاصيلها،الأمر الذي يفضى إلى ضعاف النفوس للتنمر وهم يعيشون تماما كما في العصور القديمة حالة الطبيعة حيث المباح يشمل جميع الموجودات حتى المحرمات دون وازع من ضمير أو حارس أو رقيب.المواطن العراقي الذي هو مصدر كل السلطات في الدولة في مسيس الحاجة إلى إضافة بند دستوري يقضي بعدم التجديد لرئيس الوزراء هذا البند يصاغ بالطريقة البسيطة التالية )): لا يحق لرئيس الوزراء التجديد لولاية ثانية إلا بعد مضي دورتين انتخابيتين))والأسباب الموجبة لهذا البند الدستوري كثيرة ومهمة للمواطن العراقي أهمها:إن أزمة اختيار رئيس للوزراء ستتكرر مستقبلا لان كل من يتولى المنصب سيحاول بشتى الطرق التجديد لولاية ثانية..(ويبقى يمني النفس في الثالثة ويا حبذا الرابعة والخامسة).وان قال قائل لندع حقا لرئيس الوزراء بولاية ثانية فقط كما هو معمول به في الديمقراطيات العريقة. نقول إن التجربة الديمقراطية الناشئة في العراق لا تتحمل ذلك على الأقل في الوقت الحالي.وهذا الشعب في الاتحاد السويسري مثالا حيث يبدل رئيسه كل سنه وتسير أموره بدقة الساعة السويسرية . لأجل ذلك ليعتقد المواطن العراقي اعتقادا ثابتا بهذه المسلّمة :إن كل مواطن عراقي قادر على استلام مهام رئيس الوزراء فهذا المنصب ليس حكرا على احد معين انه منصب خدمي إداري باستطاعة كل مواطن تأدية مهامه.وبعد الاقتناع بهذه المسلمة ليكن معلوم لكل من يتقلد هذا المنصب بان العراقيين يفضلون أن يجري اقتراع بينهم جميعا تماما مثل اليانصيب لاختيار منصب رئيس الوزراء على أن يتولى أي رئيس وزراء المنصب لولاية ثانية. سيهتم السيد رئيس الوزراء المنتخب عندها بأمور شعبه وتخليد ذكراه بالأعمال الخالدة والاهتمام بكتلته في محاولة منه لإبراز شخصية أخرى من داخل كتلته لتتولى منصب رئيس الوزراء لأنه يوقن انه سوف لن يبقى في المنصب لولاية ثانية.وان ثمة دماء جديدة قادرة على إدارة المنصب،والحقيقة التي هي اقرب إلى الواقع العراقي الحالي تقضي بتعميم هذا البند الدستوري على كل المناصب السيادية وذات الأهمية القصوى نقول قولنا وفي القلب غصه لما نراه اليوم من قادتنا السياسيين الذين نكن لتأريخهم كل الاحترام والتقدير ونتمنا لهم كل الخير لخدمة الشعب العراقي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيران
2010-09-29
هذا هو الدستور الذي طلبتم منا ياقادتنا التصويت عليه صوتنا بدون تفكير لاننا وثقنا بكم اما الان........ فلا سنكون نحن من يفكر ولن نسمح لاحد ان يفكر ويقرر عنا ونحن فقط ادوات تتحرك بيد صاحبها سنقول قولتنا ولكن نحتاج لى بعض الوقت لنصل لهذه المرحله لان هناك من سلم عقله وقلبه وصوته ودينه لقائد ضروره قد يقول احد ما علاقة الدين لمعرفتهم من اقصد بالقائد؟؟ اقول ادخوا موقعهم وانظروا الهجمه الدينيه البشعه وانجرار الكثير من الناس ورائهم ربما ستضنون انكم دخلتوا على موقع وهابي! تاكدوا انه موقع دولة القانون
بشار الشموسي
2010-09-28
قد يكون كلامك صائب ايها الاخ العزيز ولكن حين يترفع القادة السياسيون عن المصالح الشخصية والحزبية والفئوية وهذا ما لا يحصل ابداً
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك