سعد البصري
إن ما حدث في العراق بعد أحداث نيسان 2003 من تطورات على كافة المستويات وما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة بان القوات الأمريكية جاءت ومعها الديمقراطية الجديدة للعراق الذي عانى زمنا طويلا في غياب تام للديمقراطية عن شعبه بسبب تعاقب الأنظمة الطاغية والمتعسفة ..! وهذا ما كان واضحا في تصريحات القادة الأمريكان بأن الديمقراطية في العراق ستكون هي النقطة الرئيسية والقاعدة الأولى التي من خلالها يتم تصدير هذه الديمقراطية إلى دول المنطقة التي تمر بحالة من السبات الديمقراطي .. ومن هنا بدا تطبيق الديمقراطية في العراق يشق طريقه نحو النجاح فكانت الانتخابات البرلمانية والاستفتاء على الدستور العراقي والتظاهر السلمي والاعتصامات والاحتجاجات وحرية التعبير عن الرأي في وسائل الإعلام المختلفة وغيرها من هذه المظاهر بحيث مورست في العراق بدون التعرض لها لأنها والظاهر إن القوات الأمريكية كانت توفر لها غطاءا رسميا من الحماية والشرعية ..؟ ، ولكن فيما يبدوا إن بعد تطبق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية بدا مقياس الديمقراطية في العراق ينخفض مع انخفاض تواجد القوات الأمريكية حتى انعدم تماما مع الانسحاب الأمريكي فراحت التظاهرات تمنع بل ويعتقل ويقتل من يشارك بها وصارت الاعتصامات والاحتجاجات هي الأخرى غير مباحة وممنوعة ولا يمكن أن تقام تحت أي اسم أو ذريعة ويتم التعامل معها مثلما يتم التعامل مع الإرهاب وصار التعبير عن الرأي جريمة يحاسب عليها القانون وبات الجندي في الجيش العراق هو من يقرر وهو من يقضي وهو من ينفذ .. كل هذه الأمور وغيرها جعلتنا متيقنين بان الديمقراطية قد رجعت إلى موطنها الأصلي هذا إذا كان هناك ديمقراطية حقيقية في أمريكا ..؟
https://telegram.me/buratha
