المقالات

التوافق اولا واخيرا

656 13:26:00 2010-09-26

ابراهيم احمد الغانمي

بعد ترشيح الائتلاف الوطني العراقي للدكتور عادل عبد المهدي لمنصب رئاسة الوزراء والدخول في التنافس مع مرشح ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي للخروج بمرشح واحد عن التحالف الوطني، اطلق عبد المهدي اشارات واضحة وصريحة عن استعداده للانسحاب من المنافسة متى ما وجد انه لايحظى بالقبول والتأييد المطلوبين على الصعيد الوطني لتولي المنصب، ونفس الاشارات انطلقت من بعض قيادات المجلس الاعلى الاسلامي العراقي والائتلاف الوطني العراقي.وعبد المهدي اشار الى انه يريد ان يكون جزءا من الحل لا جزءا من المشكلة.مثل هذه المواقف تبدو غير مألوفة في واقعنا السياسي الراهن، لان الصورة العامة التي طبعت التجربة الديمقراطية في البلاد بعد حصول التغيير السياسي الشامل في التاسع من نيسان من عام 2003، هي الصراع والتنافس السياسي الحاد من اجل تحقيق اكبر مقدار من المكاسب الخاصة على حساب الصالح العام.وهذا هو سر التعثر والارتباك المستمر في العملية السياسية وتأخر انجاز الكثير من الاستحقاقات السياسية المهمة، وخير مثال ودليل على ذلك تأخر تشكيل الحكومة الجديدة مايقارب السبعة شهور، ومن المتوقع ان يستمر هذا التأخر لشهور اخرى.والمواطن العراقي العادي المبتلى بهمومه ومشاكله ومعاناته اليومية الخاصة بات يدرك ويفهم مثل أي سياسي حصيف اسباب هذا التأخر ، ويعرف بدقة من يقف وراء ذلك، ويعرف ماذا يريد ، والى مدى هو مستعد للتخلي عن الثوابت الوطنية، وضرب المصالح الوطنية العامة بعرض الحائط من اجل مصالحه الحزبية والشخصية الخاصة.ونهج السيد عادل عبد المهدي من شأنه ان يؤسس لثقافة سياسية تعزز وتقوي وتدعم السياقات الديمقراطية في البلاد، لانه يقوم على مبدأ عدم التشبث واللهاث وراء المناصب والسعي اليها بأي ثمن، ومن جانب اخر يرسخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، وترك القرار بيد الاخرين لاختيار فيمن يرونه مناسبا من حيث الكفاءة والقدرة والنزاهة. وهذا بدوره يكرس مبدأ التوافقات السياسية الذي يعد خيارا ناجحا، بل انه الخيار الانجح في المجتمعات المتعددة القوميات والمذاهب والاديان والتي تشتمل على طيف سياسي واسع يضم اتجاهات سياسية وفكرية متنوعة مثل المجتمع العراقي، فضلا عن كونه حديث العهد بالديمقراطية التي تحتاج الى وقت طويل لتصبح جزءا من منظومة الثقافة السياسية العامة لكل مكونات المجتمع.ومرشح الائتلاف الوطني بمواقفه الواضحة والشفافة من مسألة ترشيحه، انما يريد التأكيد على حقيقة ان التوافقات السياسية الوطنية هي الوصفة الناجعة والعلاج الافضل لمشكلة الحكم وادارة شوؤن الدولة، وللتغلب على المشاكل والازمات الكثيرة، وخلافها فأن خيار الفوضى والعنف واضعاف الدولة هو الذي يمكن ان يفرض نفسه على الجميع، ويدفع ثمن نتائجه ومخلفاته كل القوى والمكونات بلا استثناء لو عمل الشركاء السياسيون بهذا المبدأ بعد الانتخابات وغلب الجميع المصالح العامة ، لما بقي الحال على ماهو عليه الان من سوؤ وتردي جعل عدد غير قليل من المواطنين يربون عن ندمهم لانهم شاركوا في الانتخابات ولم يتغير شيء بعد شهور ، بينما المفروض ان يشهد المواطن العراقي في كل يوم تغييرا في مجال من مجال حياته يمثل في النهاية تقدما الى الامام وليس تراجعا الى الخلف. على الجميع ان يقروا يفهموا ويدركوا حقيقة ان التوافق الوطني خيار لابد منه اولا واخيرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك