/ حافظ آل بشارة
اصبح اعلامنا يوجه هجاءه الدوري الى البند السابع كلما شعر بالملل ، وهو بند من بنود الامم المتحدة يجري فرضه على الدول التي تشكل خطرا على الآخرين فتكون للمنظمة الدولية وصاية على امواله وقراراته وقد فرض على العراق يوم كان ينهش هذا ويعض ذاك بدون أي مبرر وابناء الملحة الحمقى يركضون بين يدي سيدهم ينهشون بأمره (لا يسألون عميرا حين يندبهم / يوم الطعان على ماقال برهانا) حتى دارت الايام فأكلوها مرة نتنة واصبحوا ايادي سبأ ، والبند السابع مازال مفروضا على الضحايا بعد هلاك الجلادين ، كثير من رافضي البند السابع في العراق غيروا رأيهم هذه الأيام الا انهم يحترمون خطاب الرئيس جلال طالباني قبل يومين في مؤتمر الجمعية العامة للامم المتحدة في سويسرا وقد طالب باخراج العراق من البند السابع صحيح ان الرؤساء المرتاحين لا يهمهم مايقوله الطالباني فهم في هذه المؤتمرات التي تشبه النزهة ينطبق عليهم المثل الشعبي (مثل المضيع عجيل خالته ان وجده يغني وان لم يجده يغني ايضا) لا يهمهم الامر من قريب أو بعيد ، اجتماعات الجمعية العامة بذاتها موسم لاعلان هذه المطالبة من باب اغلاق الباب على المزايدين ، اغلب العراقيين البسطاء بحسهم الصادق يشعرون ان المطالبة برفع وصاية البند السابع عن العراق لم تعد ذات اولوية في هذه الظروف من المعمعة والفوضى ، البند السابع يترك للبلد على الاقل خط رجعة الى الدوائر الدولية اذا تدهورت الامور أكثر ، لكن بعض الساسة استخدموا فرض البند السابع شماعة لتعليق فشلهم ، فما هي أضراره على العراق ؟ هل البند السابع هو الذي علم كبار المسؤولين لدينا على سرقة أموال الدولة ، هل البند السابع هو الذي أفشل البطاقة التموينية وجعل المسؤولين عنها يبنون الدور والقصور ويعمرون المزارع والمنتجعات ؟ هل ان البند السابع هو الذي اسقط قطاع الكهرباء في العراق ؟ أم هو الذي جعل القرطاسية والدفاتر التي ترسلها الأمم المتحدة لاطفال العراق تخرج من المدارس لتباع علنا في شارع المتنبي ؟ هل ان البند السابع هو الذي ادى الى تهريب كبار الارهابيين المحكومين من السجون ؟ هل ان البند السابع هو الذي جعل تشكيل الحكومة يتأخر كل هذه الأشهر ؟ هل ان البند السابع هو الذي ادى الى عودة العمليات الارهابية الى العراق هذه الايام بما فيها من قتل جماعي وخطف وتهديد ؟ بالعكس يتمنى العراقيون ان تحجز اموال العراق في ايد امينة خير من ان تقع في ايدي اللصوص الرسميين ، كما يتمنون ان يوكل الأمن الى قوى مخلصة قبل ان تعود المذابح يغذيها الفشل السياسي ، هناك واقع يومي خطير يجعل المواطن يبحث عن حماية جدية ووصاية وانقاذ من أي جهة ممكنة ، فلماذا كل هذا التحامل على البند السابع ؟ من هو ذلك الذي اراد أن يقدم خدمة لبلده وشعبه فمنعه البند السابع ؟.
https://telegram.me/buratha