المقالات

مُخططات العرب على اضعاف دور العراق الاقليمي والدولي؟

678 15:37:00 2010-09-17

علي حسن الشيخ حبيب

أي دولة من الدول تبحث عن المكانة المرموقة والتأثير الإقليمي أوالدولي فلابد لها أن تستند على مبادئ وأسس تقوم عليها، وتتسم بالقوة والتماسك وتجند لها كوادر من المثقفين والأكاديميين ورجال المجتمع ورجال السياسة بالاضافة إلى القوة العسكرية للدفاع عنها في السلم والحرب والازمات الداخلية او التدخلات الخارجية . إن وجود المبادئ الواضحة والراسخة التي يجب أن تقوم عليها أي دولة تجعلها بلاشك محط احترام وتقدير العالم، تكون هذه المبادئ قادرة على خلق دولة قيادية في محيطها الإقليمي أو الدولي ، إن الأمم والدول التي تفقد مبادئها وتتخلى عنها بسهولة تفقد بلاشك الاحترام وبالتالي تفقد قوة التأثير والقيادة والزعامة ومن ثم تفقد قدرتها على تحقيق أهدافها ورغباتها... ليس خافيا على احد أن العرب لهم قبل الإسلام بعض العادات الحميدة وكذلك بعض العادات القبيحة، والمتفق عليه هو أن العرب قبل الإسلام قوم متناحرون كانوا نهشاً للفقر والجهل والضلال ونهشاً للأمم القريبة منهم وكانوا محط استهزاء من جميع الأمم من حولهم. ولا يكن بمقدور احد أن يفهم كيف تطلب الدول العربية من العراق التنازل عن قيمه ومبادئه لأن ذلك يعد بحق تخلياً للفرد عن ذاته وقيمه وحضارته ومصالحه، فإن الفكرة الأساسية هو أن النظام السياسي القائم في هذه الدولة أو تلك يزول بفعل هذا التغيير في المنطلقات، وأن العديد من الدول التي استطاعت أن تطور ذاتها وأداءها وأدواتها دون أن تتخلى عن أفكارها ومنطلقاتها الرئيسية. إن الدولة التي تتخلى عن مصادر شرعيتها سيكون مصيرها التفكك والتشرذم لامحالة، لأن ذلك هو التيه بعينه والتنكر للذات والتفكك الحتمي، إن أي دولة لا تقوم على فكرة جوهرية هو عنوان لتشجيع القوى الاجنبية على التخل في شؤونها الداخلية واضعافها ومن ثم الزوال..إن من أكثر الملاحظات على العراقيين كشعب وعرب كقومية هو كره الذات، والتخلي التطوعي عن المكانة والريادة، حيث إن العراق له مكانة خاصة في العالمين العربي والإسلامي ومركزه الرائد فيهما، وإنه من الناحية السياسية والاستراتيجية لا يمكن أن يفهم سبب طلب العرب وتركيزهم على التخلي عن قيمنا ومبادئنا وديننا، وتصر على ان يتخلى العراق عن ريادته ومصادر قوته ومصادر نفوذه وتقمص أي دور، هذا من الناحية السياسية والمنطقية والاستراتيجية ناهيك عن البعد الديني ،إن تخلي العراق عن إسلامه المحمدي الذي يدين به غالبية شعبه مع احترام الاقليات المذهبية او الدينية، هو ضرب من ضروب تدمير الذات وإضعافه وإعطاء الآخرين مصادر القوة والهيمنة على الفرد العراقي والدولة العراقية.وبدلا من تشجيع العراقيين في الشروع في بناء الدولة التي تفككت عراها وغيبت معالمها وسقطت هيبتها وتهاوت مؤسساتها ،عملت الدول العربية على ضخ عوامل الفوضى والاضطراب في الشارع العراقي من اجل المزيد من الهيمنة والتسلط وحتى نعمة التغيير التي انتظرها العراقيون بفارغ الصبر والأمل أصبحت نقمة عكرت صفو حياتهم.وعلى القوى السياسية العراقية أن تدرك خطورة المرحلة وضرورة الكف عن التسابق والتصارع من اجل تحقيق المكاسب الحزلبة الضيقة، وعليها أن تعي خطورة المرحلة وتربص الجوار وتناحر المخابرات الاقلمية على ارضنا مما جعل اهلنا يفجرون ويذبحون ويهجرون ويقتل بعضهم بعضا ويكفر بعضهم بعضا وفق اجندات هدامة وفتاوي مسخرة من وعاظ سلاطينهم لذاعلى الحكومة ان تعمل على مد جسور المحبة والثقة بين ابناء الوطن وتفعيل دور الامة ورأب الصدع الوطني ولم الشمل والعض على الجراح والتسامي فوق الأحقاد وقبول الآخر واعتماد مبدأ الحوار وإعادة الروح لهذا البلد العظيم ليعاود دوره الريادي والقيادي في المنطقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك