زهراء الحسيني
في لقائه مع فضائية العراقية قال السيد المالكي بانه جمع قادة العراق يوماً وقال لهم ارشدوني عن اخطائي او موضع او قرار اتخذته كان خاطئاً فقال لم يجب احد حتى اصابني الغرور اذ كيف لم اخطأ خلال اربعة سنوات من الحكم.هذه العقلية التي يفكر بها المالكي تضعه امام تساؤلات خطيرة وشعور مثير بالعصمة وعدم ارتكاب اخطاء خلال المرحلة الماضية!عندما يصل زعيم الى مستوى الشعور بعدم الخطأ او الشعور بالعصمة فهو يصل الى مستوى فرعوني يضع اول اقدامه على مسار الديكتاتورية والاستبداد ويتكرس في مخيلته المنطق الفرعوني " لا أريكم الا ما أرى" وبالتالي فانه يتعالى على الاخرين ولا يصغي لاحد من ناصحيه او محذريه بعدم التمادي في الاستهتار بالسطة في وضح النهار.اذن المالكي وصل الى حد خطير من نشوة التفكير بعدم ارتكاب الاخطاء على المستوى الامني والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي فسوف نشير اجمالاًَ الى اخطاء المالكي التي لم يرها هو نفسه بينما يراها الاخرون بوضوح:- التخلي عن حلفائه ورفاقه في الائتلاف العراقي الموحد والانفراد بالقرار وعدم الالتزام بالوعود التي قطعها على نفسه فيما يتعلق بالتعيينات واتخاذ القرارات المصيرية.- استثناء الالاف من المشمولين باجتثاث البعث من قادة عسكريين وضباط كبار كمحاولة لتحييدهم او تجييرهم لصالحه ولعل ابرزهم قائد عمليات بغداد الفريق الركن عبود كنبر المالكي.- تعيينات لحزب الدعوة والمتعاطفين معهم واستثناء الشهادات والتخصص من هذه التعيينات التي كانت بمجملها خارجاً عن السياقات الادارية والمهنية.- تعيين اكثر من مستشار وبرواتب عالية جداً وخارجاً عن كل الضوابط الادارية.- تعيين الوزراء بالوكالة وطرد اخرين باجازات اجبارية.- التجاوز على صلاحيات الاخرين والتوجه الفردي باتخاذ القرارات والمواقف.- التدخل بالقضاء الذي يفترض ان يكون مستقلاً واطلاق سراح المعتقلين ضمن صفقات سياسية دون الرجوع الى القضاء.- تهديد السياسيين بقضايا واتهامات جاهزة في حال مواجهته.- التستر على مزوري الشهادات المدرسية التابعين لحزب الدعوة.- تعيين مدراء عامين من ذوي الشهادات المتوسطة بل خريجي الابتدائية ونذكر احدهم للمثال وليس الحصر وهو نزار حمود حاتم مديراً للمعارض في وزارة التجارة وهو لا يمتلك سوى شهادة ابتدائية، ولما انشكف امره تستر عليه المالكي من المسائلة او المحاكمة.- استغلال المنافع الاجتماعية لاغراض حزبية وتقوية مقرات الحزب.- طرد قادة لشرطة المحافظات دون الرجوع الى المحافظ نفسه في تعيين قائد شرطة المحافظة وتطويق هذه المقرات وفرض قادة عليها بالقوة كما حصل في محافظة الناصرية.- تأسيس مجالس لاسناد العشائرية لاغراض انتخابية واستقطابية وحزبية وصرف الرواتب لهم من اموال الدولة.- حل جهاز المخابرات واحلال عناصر من حزب الدعوة او موالية للحزب وكذلك جهاز الاستخبارات العسكرية وجهاز مكافحة الارهاب.وهناك الكثير من التجاوزات والاخطاء التي ارتكبها المالكي طيلة الاربع سنوات الماضية وهي لو قيست بتجاوزات حزب البعث طيلة الاربعين عاماً لفاقت كل تصرفات حزب البعث المنحل.بعد كل هذه التجاوزات والتصرفات الانفرادية الخاطئة اين هي عصمة المالكي وهل ثمة اعتقاد لدى الشيعة بوجود امام معصوم ثالث عشر ونحن كما نعلم ونعتقد بان الائمة هم اثنا عشر اماماً معصوماً اولهم علي بن ابي طالب وآخرهم الامام الحجة المنتظر ولا تعلم اماماً معصوماً بعده.
https://telegram.me/buratha