محمد رشيد القره غولي
يخرج علينا بين الفينة و الأخرى أشخاص يرمون نظريات هنا و هناك تمس أحزاب و كيانات سياسية باسم محبين و أنصار تلك الكيانات و كأنهم يعلمون بقلوب الناس. و المصيبة إنهم يعكسون الفكر الذي قام عليه حزبهم و يستغلونه لأغراضهم السياسية.و من بين تلك الأحزاب حزب الدعوة و الذي سنأخذ بعض الافتراءات التي تعودنا على سماعها قبل دخولهم إلى العراق، و مع الأسف تصورنا أن قياداتهم تتمتع بذوق أرقى ممن كنا نلتقي بهم في الفترة السابقة.لنأخذ الآن جانبا من هذه التصورات التي يحاكمون بها شركائهم في العملية السياسية اليوم:ــ
1. يقول جناب رئيس حزب الدعوة و أصحابه أن الكيانات الشيعية استمد قوتها من اسم العائلة التي ينتمي مؤسسها لها، إشارة منه إلى المجلس الأعلى و التيار الصدري، و كأنه تناسى و تناسوا الأخوة الدعاة أن تلك القوة هي نفس القوة الذي استمد حزب الدعوة قوته باعتبار أن الكثير من العراقيين في الداخل يربطون حزب الدعوة بالشهيد الصدر الأول، و من حبهم له انتخبهم الكثير.
2. و يقولون أيضا أن المجلس الأعلى و غيرهم استغل المرجعية في الحملات الانتخابية التي خاضوها، لكن رأينا كيف يذكر أمام العشائر اللقاء الذي دار بينه و بين السيد السيستاني و كيف سماحة السيد يشكوا له من الأحزاب الشيعية إشارة منه أيضا إلى سمو حزب الدعوة عند السيد السيستاني،و هذا تصريح واضح بان السيد السيستاني يدعم قائمته فمن استغل المرجعية أنت أم غيرك.
3. و يتهمون أيضا الائتلاف الوطني بأنه خائن لإصداره البيان الأخير بدون علم الدعاة، لكن اذكرهم كيف تدخلون بتفاوضات مع العراقية لتشكيل الحكومة و لم تحسموا أمركم بعد مع الائتلاف؟ أليس من الأجدر أن تنهوا حواراتكم معهم و بعد ذلك لديكم المبرر الوجيه لترتموا بأحضان العراقية.
4. و يقول السيد رئيس الوزراء أنهم لا يستطيعون أن يتفقوا على مرشح، فكيف تفسر لنا اتفاقهم عليك و من قبلك السيد الجعفري، و التغير الذي حصل في هذا الائتلاف ليس بالكبير لتجعله شماعة ترمي عليها إصرارك على الكرسي.
5. يقول المالكي انا جئت بإجماع بعد اتفاق التيار الصدري معهم و حزب الدعوة تنظيم العراق، و قد فوجئ بعض المؤتلفين معهم آنذاك و جن جنونهم. لا باس نحن فيها الآن تفضل و حل عقدة رئاسة الوزراء و اجعلهم يجن جنونهم، لكن هيهات لأنك كنت المرشح آنذاك.
6. ويقول أيضا تعالوا لنجلس على طاولة و نتحدث و كأن العراقيين لم يسمعوا بالطاولة المستديرة و دعوتهم إلى الجلوس و فتح الحوار الهادف لاختيار المناصب، و رأينا أيضا كيف وقفتم تلك الوقفة منها.
7. يذكر معالي رئيس الوزراء في أكثر من مرة، بان الشيعة وقفوا ضد المشاريع التي جاء بها! أسال هنا سؤالين... هل جنابكم من هذه الطائفة التي عانت ما عانت أم جنابكم تغازل السنة لتبين مظلوميتك لهم من أبناء طائفتك ،وهذا تشويه مقصود من جنابكم لأبناء هذا المذهب و ألصقت بهم ما يريد أعدائهم سماعه.
8. يقولون أن الائتلاف الوطني يثير إشاعات ضدهم، فقولوا لي ماذا نسمي عندما تصرحون بان المجلس و التيار الصدري لديهم خطوط حمر على كل مرشح من مرشحيهم، أي إنهم على شقاق.و يخرج من الائتلاف الوطني من يصرح في عدة مناسبات بان عدم تعين المرشح هو نابع عن إننا نريد الانتظار إلى أن نرى نتائج المفاوضات بين دولة القانون و العراقية،و هذا دليل على إنهم يريدون الحل لا تأزيم الوضع الراهن أكثر ما هو عليه الان.
9. يقول الدعاة أن المجلس الأعلى لديه 7 مقاعد. في محاولة منهم أن يفرقوا بين المجلس و منظمة بدر في حين أن لديهم 21 مقعدا، وهي محاولة منهم لتضعيف المجلس الأعلى بينما هم يصرحون بان المجلس هو من يعرقل العملية السياسية فكيف يا ترى و هم لديهم هذا العدد الذي رحتم تطلقونه في الفضائيات، وهذا دليل على قوة المجلس سياسيا، كما إنكم لم تحصلوا سوى 25 مقعدا بينما التيار الصدري حصل على 40 مقعدا فالأجدر أن تتركوا لهم رئاسة الوزراء.
أن العقلية التي ينطلق منها الدعاة هي نفس العقلية عندما كانوا في المهجر، فهم تواقون دائما إلى الرئاسة مهما كان الثمن.كما إنهم دائما ما يطرحون على إنهم فكر متجدد حتى و لو كان على حساب المذهب فراجع كلام سعادة رئيس الوزراء في القسم الأول من كلامه، و هذا ديدنهم عندما بدؤوا ينظرون على أن اللطم على مصاب أبا عبد الله(ع) جهل في أكثر من مناسبة، و نحن ليس في صدد التسقيط هنا و إنما نذكرها استرسالا على ما ورد من كلام المالكي و كيف وصف الشيعة بالتأمر عليه.
كما أنكم تزايدون على الائتلاف الوطني و خصوصا المجلس الأعلى و توصمونهم بأنهم طائفيون، و كأننا لا نعلم بمكونات الائتلاف و كيف المجلس الأعلى على وجه الخصوص يطالب بحقوق الجميع مهما كانت انتماءاتهم و طبقوا هذا عمليا قبل أن يكون نظريا باعتبار الجميع لديهم الحق في المشاركة لبناء عراق جديد، لكنكم تسبحون ضد التيار و ستكون عاقبتكم أليمة لان ما كان لله ينمو .
https://telegram.me/buratha