المقالات

خواطر أمنية, بمناسبة أحداث الأعظمية

1903 17:29:00 2010-08-01

محمود شاكر شبلي

أن الانحدار الأمني الذي نشهده ومن ضمنه أحداث الأعظمية المأساوية قد كشف عن قضايا على صعيد الشارع الأمني العراقي .. وبعضها :1_تصاعد وتيرة الإرهاب ومرونته :أن تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية وعودة ممارسات التهجير والاغتيالات ومهاجمة السيطرات العسكرية تدل بوضوح على أن مانتمناه غير واقع , وأن مالا نتمناه هو الواقع . حيث أن الإرهاب أستطاع و ببساطة حل الإشكاليات الساذجة التي وضعها في طريقه القادة الميدانيون لقواتنا الأمنية ومنها تركز القوات الأمنية على شكل سيطرات في الشوارع الرئيسية لتي مضارها أكثر من نفعها , حيث أن الإرهاب يستطيع ببساطة تفادي الشوارع الرئيسية التي تتواجد فيها القوات الأمنية والعمل داخل الأزقة والشوارع الفرعية. وهذا مايحدث ألان حقيقة حيث ان عمل تنظيمات البعث والقاعدة يتم الان بحرية كبيرة وبشكل شبه علني داخل التجمعات والأزقة, حيث تعقد الاجتماعات ويقف الحراس المسلحين على أبواب المجتمعين لحراستهم , وتوزع الأدواروالأعمال داخل المناطق وخارجها من تواجد ومراقبة وجمع معلومات واتصال عن طريق الموبايلات وأجهزة اللاسلكي وإيصال المعلومات الساخنة ونقل الأسلحة وحماية ناقليها , وتوزيعها على الأعضاء. بالإضافة الى عناصر تقوم بحماية مخازن السلاح ومقرات التدريب والمطابع وورش التفخيخ وتصنيع العبوات , كل هذا يتم بشكل علني تقريبا في الشوارع الخلفية التي لاعلاقة للقوات الأمنية بها . ومن هنا أيضا يتم التخطيط والاستعداد والتنفيذ لشن الهجمات على السيطرات القابعة في الشوارع الرئيسية كأهداف سهلة ومكشوفة.

2- تواجد أمني شكلي : ان تصاعد وتيرة الإرهاب يدل على ان خطط مكافحته لم تجد نفعا ولم تكن كافية وان انتشاره بين صفوف أهلنا بالمناطق ذات الكثافة السنية العالية لهو دليل على غياب ظل الحكومة والقوى الأمنية عن تلك المناطق و أن تواجد القوى الأمنية هو تواجد شكلي يتركز في الشوارع الرئيسية لغرض الاستعراض وليس لغرض حفظ الأمن حقيقة أو مكافحة الإرهاب بصدق ..

3- انكماش عدد وعدة القوى الأمنية :لو حضرت الى مقرات الوحدات العسكرية العراقية يوم توزيع الرواتب لصعقت بالأعداد الهائلة التي تستلم الرواتب ومن ثم تختفي وتتلاشى وتطوى الصفحة عليها لحين يوم الراتب في الشهر التالي .. هذه الأعداد بينها طبعا أقارب الأمر وأخوته, وأخوان الضباط وأقاربهم, والجيران, وأقارب الضباط الآخرين في الوحدات الأخرى ( وفق مبدأ أخدمني وأخدمك ) .. وبينهم من يقوم بشكل منتظم بالتبرع بنصف راتبه ( لنثرية الوحدة طبعا) وبينهم من يمطر الضباط بكارتات الهواتف ( لغرض خدمة اتصالات ضباط الوحدة طبعا ) .أما عن السيطرات ألأمنية فحدث ولا حرج .. فلكل سيطرة هناك يخصص فرد للمباحثات مع سائقي السيارات التي تنقل البضائع والأغراض المختلفة ..!! حيث لا أحد يمر عبر السيطرة أو يعبر الجسور بدون دفع (مبلغ الريوك أو الغداء) . 4-التغازل بدل التقاتل:أما عن قابليات الجنود القتالية وحسهم الأمني فأنه يتلاشى أمام رنات الموبايل الساحرة التي تحمل أخبار الحبيبات .. وكأن جندينا أو شرطينا قد دخل تدريبات مكثفة على التغازل وليس التقاتل .. وظاهرة التحرش بالفتيات والنساء وحتى العجائزقد انحسرت تقريبا في مجتمعنا وأصبحت مقتصرة على أفراد الجيش العراقي والشرطة العراقية و المنظفين الذين يملأ ون شوارعنا المليئة بالأزبال .

أن طرحنا هذا لايشمل طبعا ثلة طيبة من جنودنا وضباطنا الشرفاء الذين لديهم مناعة من ألانجرار لهذا الفساد المستشري بين صفوف قواتنا المسلحة الباسلة , وأنهم رغم التهديد والوعيد الذي يتعرضون له من قبل المفسدين والذي يصل أحيانا إلى القتل , فأنهم صامدون ويؤدون دورهم الشريف والخطير , حيث أنهم أصبحوا مستهدفين من قبل الإرهاب ومن قبل المفسدين أيضا ..

5-استعادة السلطة:أن زيادة التعرض للقوات الأمنية يدل على أن البعث وباقي التنظيمات الإرهابية قد هجروا أدعاء مقاومة المحتل الذي كانوا يتسترون به والذي استغلوه أيما استغلال لإعادة الروح الى تنظيماتهم الميتة, وكشفوا عن خططهم المقبلة بشن حرب لاهوادة فيها لاستعادة السلطة مهما كان الثمن .

أن عدوا بهذه الوحشية , وجيشا بهذا التراخي لايبشر بخير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو علي
2010-08-02
السيد محمود رغم المرارة الكبرى مما حصل فان الاقسى هو نجاة القتلة بل وقد يكونوا لاذوا بالهرب لم لا فالجريمة كبرى يابو علي ومن مدينتك الكريمة استشهد ثلاثة. كنت اريد الكتابة النزفية ولكن لاجدوى فهذه الاعظمية مدينة البعث لامدينة القاعدة فهو مطيتها والعملية عسكرية منضبطة جدا ومخطط لها وبعد مليون سنة! سنكتشف الفاعلين! يقال عن الفلم ليسارع الاطياب الاكارم الفواضل المعروفين لديك ولدي لنفي التهمة عن الاعظميو وكإنما القتلة جاءوا من زنجبار المجاورة. الصمت اليوم افضل من نزف القلب.
عراقي
2010-08-02
اخوان اكثرمن مئات المرات كتب عن السيطرات ولكن ليسهنالك من مجيب اجعوا من يهمهم الامر ان يتخذوا اجراء ولو لمرة واحدة: السيطرات مجرد لقطع الطريق وخلق الزحام وفتح ممر واحد بالذات في بدء الدوام واياك ان تسالهم لماذا تحسروا الطريق بممر واحد وليس هنالك تفتيش عندها سينهالون عليك من صياصيهم ويعتبرونك ابو مصعب الزرقاوي والله هذه هي السيطرات انها تؤهل الجو للمخخات وقتل الابرياء من خلال التجمعات واذا مريت من يمهم وانت رافع الجامة ومشغل تبريد مباشرة ياتيك الامر ادخل على التفتيش وهناك يبداوا معك ومع من معك
هيثم
2010-08-01
لم يكن العراق بلداً قوياً على مر تاريخه الحديث، لا في عهده الملكي ولا الجمهوري الديكتاتوري القومي لسبب واحد الا وهو انعدام الرؤية الوطنية الموحدة لمختلف شرائح المجتمع العراقي. ومما زاد في هذا التشظي هو نشوء شريحة لا تنظر الى العراق كوطن جدير بالعيش والاحترام الا من خلال وجودها في السلطة والتحكم بمقدراته ومقدرات شعبه. وعلى ايدي تلك الشريحة ما فتئ العراق يهوي على هامه نحو الهلاك. وعند انهيار سلطة تلك الشريحة، لم يفلح ورثتهم بتأديبهم بأدب الوطنية، بل صارت تتودد لهم وتدللهم في رد فعل غريب من نوعه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك