زهراء الحسيني
هناك الكثير من الاشياء اتخذت اتجاهاً زائفاً ووهمياً وتم افراغها من محتواها الهادف والحقيقي وهو امر لا يتعلق بالسلع والتزوير والغش بل حتى في الانسان فقد يسمى بالفقه التدليس وهو اظهار الشىء بغير صورته الحقيقة نتيجة اخفاء العيون او تغيير بعض صورته.ويبدو ان الاتجاه الوهمي قد اتسع في العراق الجديد بسبب الحريات الواسعة والمنفتحة وغياب الامن والتقنين الدستوري لهذه الحريات او طبيعة الردع والمنع للحكومات الرسمية لمظاهر الاعمال الوهمية.فقد نسمع كثيراً ان سيطرات وهمية او رجال شرطة وهميين يداهمون بيوتاً او سرقة رواتب وهمية في وزارتي الدفاع والداخلية وغيرهما.وهناك ايضاً عقود رسمية وهمية مع شركات وهمية ايضاً واهدار المليارات من الاموال العراقية.ولكن المؤسف ان هذه المظاهر الوهمية انعكست على الواقع السياسي فقد تعاطى بعض السياسين مع بعض المفاهيم السياسية الوطنية برؤى سطحية ووهمية كما هو التعاطي مع مفهوم الشراكة الوطنية ومحاولة افراغها من محتواها الهادف وتبسيط معانيها بطريقة مفرطة.فقد اشار سماحة السيد عمار الحكيم في ملتقى الاربعاء الاسبوعي بمكتبه الى هذه المفاهيم الخطيرة لمتبادرات المشاركة الوطنية ومحاولة التعاطي معها برؤية تسطيحية وقال " ان الاستقلال الوطني السيادة الوطنية العراقية والقرار العراقي المستقل انما يحصل حينما نكون موحدين على رؤية واضحة وموقف واضح ولا يمكن ان تحصل هذه الرؤية الواضحة الا بالشراكة الحقيقية وليس الشراكة الشكلية ليست شراكة المصالح العابرة والآنية ليست الشراكة الجزئية التي تعزز الانشقاقات بين ابناء الشعب الواحد ، ليست الشراكة الوهمية التي تعتمد على شخصيات ليس لها تمثيلاً حقيقياً في مناطقها ومكوناتها.وحذر سماحته من التعاطي الانتقائي والازدواجي مع هذه الشراكة بمفهومها الخاطىء قائلاً " الشراكة الحقيقية وهي شراكة الاقوياء وهي شراكة في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء وفي النجاحات والاخفاقات هذه هي الشراكة الحقيقية التي يمكن ان تحقق الاستقرار العراقي وتساعد على تعزيز الاستقلال والوحدة الكاملة لبلادنا.هذه المعاني الحقيقية والمتبادرات الذهنية للشراكة الوطنية دون افراغها من معانيها الواضحة والحقيقية وفق قاعدة الربح والخسارة الحزبية والفئوية.
https://telegram.me/buratha